“جورج غالاوي” و “ألكسندر دوغين”: اليمنُ أصبح المركَـزَ الأخلاقي للعالم العربي وحفظ كرامة المجتمع الإسلامي
خلال مشاركة استثنائية في المؤتمر الثاني “فلسطين قضيةُ الأُمَّــة المركَزية”:
المسيرة| خاص:
أكّـد البرلمانيُّ البريطاني، جورج غالاوي، والمفكِّرُ الروسي الشهيرُ، ألكسندر دوغين، أن اليمنَ يُمثِّلُ اليومَ المركَزَ الأخلاقيَّ للعالم العربي، وأنه حَفِظَ كرامةَ العالم الإسلامي، من خلال الموقف الاستثنائي المسانِد للشعب الفلسطيني شعبيًّا وعسكريًّا ورسميًّا، وأن العمليات اليمنية في البحر الأحمر والبحر العربي، قد غيَّرت الخارطةَ الجيوسياسية للعالم وأسَّست لوضع جديد في إطار المعركة مع الاستعمار الغربي.
وفي كلمة ألقاها عبرَ الفيديو خلال المؤتمر الثاني الذي تنظِّمُه حكومةُ تصريف الأعمال في صنعاء، بعنوان “فلسطين قضية الأُمَّــة المركزية” قال البرلماني البريطاني جورج غالاوي الشهير بمناهضته للكيان الصهيوني والسياسات الاستعمارية الغربية: إن “اليمن أصبح المركَزَ الأخلاقي للعالم العربي”.
وَأَضَـافَ أن “اليمن هو البلدُ الوحيدُ والدولةُ الإسلامية الوحيدة التي حملت بالفعل السلاح؛ مِن أجل الدفاع عن الفلسطينيين العُزَّلِ من الأطفال والنساء والرجال، وعشرات الآلاف من الذين ضحوا بحياتهم وبدمائهم ويعانون منذ ستة أشهر كاملة”.
وأكّـد أن “اليمن اتخذ هذا الموقف برغم أنه يعتبر أحد أفقر البلدان في المنطقة والعالم، وكان ضحيةً لحرب طويلة من قبل جيرانه وحلفائهم الإمبرياليين الذين قاموا بالتمويل والتسليح للاعتداء على الشعب اليمني لفترة طويلة”.
وقال غالاوي إنه لا يزال يتذكر “المشاهدَ الوحشية لمعاملة الشعب اليمني من قبل الاحتلال البريطاني، ومحاولات بريطانيا لإخضاع الشعب اليمني المناضل الذي كان يكافح؛ مِن أجل حريته واستقلاله”.
وقال: “لقد شعرت بالخجل من ذلك حينها، وأشعر بالخجل منه الآن، وسأشعر بالخجل من ذلك طوال حياتي”.
وأكّـد أن “فلسطين ستكون حرة مثلما أصبح اليمن حُرًّا”، مُشيراً إلى أن العدوّ الصهيوني اليوم يواجه “مطرقة المقاومة الفلسطينية وسندان التضامن العالمي الشعبي وحركة المقاطعة والمسيرات والاحتجاجات، وَأَيْـضاً معاقبة الأحزاب الداعمة للإبادة الجماعية في صناديق الانتخابات مثلما حدث في 29 فبراير في روتشديل” في إشارة إلى الانتخابات التي فاز بها مؤخّراً لموقفه الداعم للقضية الفلسطينية.
من جهته قال المفكِّرُ الروسي الشهير، ألكسندر دوغين، والمقرَّب من الرئيس الروسي بوتين، خلال كلمة ألقاها عبر الفيديو: إن “التحدي في غزة مطروح على كُـلّ المجتمع الإسلامي وجميع المسلمين والشرفاء في العالم، لكن من بين جميع البلدان الإسلامية، كان اليمن فقط هو الذي قَبِلَ هذا التحدي، وهذا مثالٌ بطولي على الطريقة التي يجب أن يتصرف بها الناس المحترمون ضد الظلم والإبادة الجماعية”.
وأضاف: “أنتم أيها اليمنيون، قد أنقذتم كرامةَ المجتمع الإسلامي، وغيَّرتم النظامَ الجيوسياسي، من خلال العمليات العسكرية في البحر الأحمر”.
وتابع: “لدينا وضعٌ جيوسياسي مختلف؛ بسَببِ مقاومتكم الشجاعة وأفعالكم البطولية”.
وأضاف: “ابقوا أقوياء أيها الأعزاء، أنا معجب بحكومتكم وشجاعتكم، وأعتقد أنكم تنقذون ما تبقى من الشموخ وكرامة جميع المسلمين والعالم، وأعتقد أنكم الآن رُوَّادُ وقادة لقوى المقاومة في الشرق الأوسط”.
أشار دوغين إلى أن “حكم الغرب العالمي انتهى، واليمنيون من أوائل من أظهر الشجاعة وأثبت مدى ضعفِ عدوِّنا”.
واعتبر دوغين أن موقف اليمن وقوى المقاومة “نوعٌ من المقدمة الحقيقية لتحرير فلسطين”.
وربط بين معركة روسيا ضد الولايات المتحدة والغرب، وبين المعركة في فلسطين والموقف اليمني، وقال إن “روسيا واليمن قوتان تقاتلان الوحشَ العالمي، وندعو الجميع إلى الانضمام لهذه المعركة”.
وأشَارَ الفيلسوف الروسي الشهير إلى أن ما يجري اليوم هو “انتقالٌ من فترة هيمنة القطب الواحد إلى عالم متعدد الأقطاب” مُشيراً إلى أن “الصهيونية هي جزء من الهيمنة القطبية الأمريكية”.
وقال: “إنها حرب التعددية القطبية ضد الأُحادية القطبية التي لا تريد أن تسمح لنا بأن نسلكَ طريقنا الخاص”.
وتأتي مشاركةُ غالاوي ودوغين في المؤتمر الداعم للقضية الفلسطينية وشهادتهما حول الدور اليمني الفاعل والمؤثر؛ تتويجًا لاهتمام جماهيري كبير تركز على اليمن منذ بدء مشاركته في معركة (طُـوفان الأقصى)، حَيثُ عبّر الموقفُ اليمني -برغم البُعد الجغرافي عن فلسطين المحتلّة- عن تطلعات ومشاعر ومطالب الجماهير الغاضبة على مستوى العالم، والتي رأت في ما يقوم به الشعب اليمني نموذجًا للموقف الصحيح والإنساني الفريد والنادر في ظل الصمت والتخاذل العالمي؛ وهو ما انعكس أَيْـضاً في رفع هُتافات ولافتات أشادت باليمن وقيادته في العديد من دول العالم.