انحرافُ الإنسان وتنامي مشاعر الشر والإجرام
محمد أحمد البخيتي
ما بين الخلق والخالق منهاج إرشاد وكتالوج حياة، والإنسان هو الإنسان، منذ عهد أبونا آدم، لا تغيير ولا تبديل، في ارتباطه بالله وتسليمه لتعاليمه نجاته وسلامة قلبه وصلاح ذاته، وفي انحرافه انجرافه نحو هلاكه، ولنا في قصص القرآن عبرة وعضة، والدين عند الله الإسلام واليهودية والنصرانية مسميات لا أكثر.
ومنهاج الله واحد أرسل الله به رسله في فترات متفاوتة، منهاج يربي الإنسان ويحذره من عداوة إبليس ومداخل الشيطان، منهاج صانع أعلم بصنعته، منهاجٌ في تنفيذ أوامره وتوجيهاته إيجابية وإصلاح للبشرية، وتنظيم لشؤون حياة للإنسان، وفي اجتناب نواهيه صلاح الذات ونمو التقوى والإيمان والخوف من الله، وعلاج النفسيات وضوابط العلاقات والتعاملات بين البشر، وفي عدم تنفيذ أوامره وتجنب نواهيه سلبية ومساوئ وعيوب وتنامي مشاعر الشر كالحسد والحقد والهمجية وفقدان السيطرة على الذات، والجرأة على ارتكاب الموبقات وكبائر الجرائم والمحرمات.
وما بين قصة ابني آدم، ومؤتمر كامبل بنرمان ونازية وإجرام الصهاينة والغرب تبيان، فدوافع قتل ابن آدم لأخيه، ودوافع زراعة الجسم الغريب والغدة الصهيونية السرطانية في فلسطين، دوافع متشابهة كان الابتعاد عن الله والانحراف عن منهاجه والتقصير في عبادته والتقرب والعودة إليه والتضرع له والخوف منه بدايتها، وكان الحسد والحقد والعدوانية وفقدان السيطرة على الذات والانزلاق في جريمة قتل الأخ لأخيه، وارتكاب الصهاينة لجرائم قتل الأطفال والنساء والمدنيين، وللمذابح وجرائم الإبادة الجماعية، والإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل، والتباهي بالإجرام وإبادة وتدمير الأرض والإنسان، نتائج ترتبت على أثرها.
وكما في قصة ابني آدم، ومحاولات أحدهم تذكير أخيه بالله، وإيقاظ ضميره، ونصحه له، وإرشاده له بالتقوى، والعودة لله، والخوف منه، وإصرار الآخر بدافع الحسد والعدوانية وعدم قبول قربانه وقبول الله لقربان أخيه على ارتكابه للجريمة وقتل أخيه، فقد كان الحسد حاضرا في منطق الغرب بقولهم (إن الأُمَّــة العربية تمتلك كُـلّ مقومات النهضة، كوحدة الدين، وحدة العقيدة وخصوبة النسل البشري، وكثرة الموارد الطبيعية وقولهم إنها مؤهلات للنهضة والتقدم والرقي وأنه يجب أن تزول هذه النعم التي من الله بها على الأُمَّــة العربية والإسلامية عن طريق زراعة جسم غريب في أوساط المسلمين يعمل على زعزعة الأمن وانتشار الجرم وإثارة النعرات وتغذية الفتن والصراعات)؛ مِن أجل الحفاظ على تقدم الغرب، فقد كانت العدوانية حاضرة في منطق اليهود الصهاينة، إذ قالوا نحن لها، كان عندهم الاستعداد لارتكاب جرائم القتل والإبادة الجماعية والتهجير والتشريد لأصحاب الأرض ظلما وعدوانا لا لذنب اقترفوه، ولا لجرم ارتكبوه، سوى انحراف الصهاينة والغرب عن المنهاج الإلهي، وتنامي مشاعر الشر والحسد والعدوانية ونزعة القتل والإجرام واراقة الدماء.
لذا:- مِن أجل الدفاع عن الذات وحماية البشرية من المجرمين، كصاحب أول جريمة قتل في التاريخ البشري، ومجرمي الصهاينة النازيين والأنظمة الغربية ذات النشأة الدموية والتاريخ الإجرامي، التي يسيطر عليها مجموعة من القتلة والمجرمين، وثلة من اللوبي الصهيوني، فقد شرع الله الجهاد، ولا نجاة لنا من شرور الأشرار وكيد الفجار إلا بتقوى الله والإيمَـان ومواجهة المفسدين في الأرض والقتلة والمجرمين والأشرار.