هلاكُ 14 جندياً إسرائيلياً وإصابة آخرين في القطاع خلال الـ24 الساعة الماضية

نصف عامٍ من ملحمية (طُـوفان الأقصى): تماسُكُ المقاومة وروحيتها القتالية العالية عنوانُها الأبرز

المسيرة | خاص:

يواصلُ أبطالُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية؛ بعدَ نصف عامٍ على معركة (طُـوفان الأقصى)، تسطيرَ أروعِ صفحات البطولة والثبات والتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي؛ على أكثرَ من محورٍ من محاور القتال والاشتباك؛ الأمر الذي يبرهن على تماسك المقاومة الفلسطينية، وعلى الروح القتالية لدى أبطالها المجاهدين ولدى قيادتها؛ إذ لا تزال المقاومة حتى اللحظة؛ بكل مكوناتها تتحَرّك بأريحية كاملة في الميدان، وتخطط وتنفّذ عملياتها من دون أن تتأثر منظومتها الصاروخية على نحو يُعطّل عملها.

وفي التفاصيل، أكّـدت مصادرُ ميدانيةٌ في غزّة، السبت، أنّ المقاومةَ الفلسطينيةَ سطّرت ملحمةً بطوليةً في مدينة خان يونس، لدرجة أنّ وسائلَ إعلام إسرائيلية تتحدث عنه بأنه “حادثٌ صعبٌ”، ففي كمينَينِ نوعيين، أعلنت كتائب القسّام قتلها 14 جندياً إسرائيلياً وإصابة آخرين، وتفجير عبوات بوحدات النجدة المتتالية، في حيي الزنّة والأمل في مدينة خان يونس.

وقالت المصادر: إنّ “هناك حدثَينِ صعبَينِ على جنود الاحتلال في مدينة خان يونس، الأول في منطقة الزنّة غربي المدينة، والثاني في حي الأمل شرقها”، وأشَارَت إلى أنّ عمليات الإنقاذ التي قام بها الاحتلال بعد كمين الزنّة، تمت التغطية عليها لاحقاً بعمليات إطلاق صواريخ من الطائرات الحربية، وطيران الاستطلاع، بالإضافة إلى إطلاقٍ مكثّـفٍ من دبابات الاحتلال في ذلك المكان.

وفيما أكّـدت هبوطَ ثلاث طائرات مروحية للاحتلال على الأقل شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزّة، نقلت قتلى وجرحى جنود الاحتلال، لفتت إلى أن “جيش الاحتلال” كان قد دخل إلى هذا الحي قبل أسابيع، ومن ثم انسحب منه وعاد مجدّدًا لاقتحامه، واليوم “تعرضت قواته لكمين محكم قُتل على إثرها 5 قتلى بالإضافة إلى سقوط عدد من الجرحى”.

وفي بيانٍ لها أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مقتل 6 جنود للاحتلال وتحولهم لأشلاء، وإيقاع عدد آخر بين قتيل وجريح بعد استهدافهم في منطقة الزنّة شرقي مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزّة.

وبيّنت الكتائب أنّ الكمين بدأ حين استهدَف مجاهدوها 3 دبابات “ميركافا” بقذائف “الياسين 105″، ثم فور تقدم قوات الإنقاذ للمكان ووصولهم لوسط حقل ألغام أعد مسبقًا تم استهدافهم بتفجير 3 عبوات مضادة للأفراد، مؤكّـداً أن الحدث لا يزال جارياً حتى اللحظة في منطقة الزنة.

كما استهدف مقاتلوها قوات النجدة والجنود الذين فرّوا من المكان وتحصنوا في أحد المنازل المحيطة في منطقة الكمين بعبوة مضادة للأفراد، وأكّـدت الكتائب مقتل 3 جنود وتحولهم لأشلاء وإصابة عدد آخر بجراح.

وفي حي الأمل غربي خان يونس، تحدثت الكتائب عن استهداف دبابة من نوع “ميركافا” بقذيفة “الياسين 105″، واستهداف قوة راجلة للاحتلال بعبوة مضادة للأفراد، مؤكّـدة إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح وهبوط الطيران المروحي لإخلائهم.

وأجهز المجاهدون على 5 جنود للاحتلال من المسافة صفر، بالإضافة إلى إصابة عدد آخر من الجنود وتدمير ناقلة جند بقذيفة “تاندوم” في منطقة حي الأمل غربي خان يونس.

وبالتزامن مع ذلك، دمّـر مقاتلو القسّام دبابة “ميركافا” بعبوة العمل الفدائي في منطقة حي الأمل غربي مدينة خان يونس، وقالت الكتائب: إنّ “هذه العمليات جميعها أكّـدها مقاتلوها بعدما عادوا من خطوط القتال”.

كما ووجهت كتائب القسّام، ضمن حربها النفسية على كيان الاحتلال؛ رسالة إلى أهالي الأسرى الإسرائيليين، قالت فيها: “حكومتكم تخلت عن أبنائكم كما تخلت عن شاؤول وهدار من قبل”.

بدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أنهُ وبعد عودة مقاتليها “من العقد القتالية شرقي دير البلح وسط قطاع غزّة، أكّـدوا تفجير دبابة “ميركافا 4” بعبوة “ثاقب – برميلية”.

في السياق، أقرّ المتحدث باسم “جيش الاحتلال الإسرائيلي”، مساء السبت، بمقتل جندي وإصابة 6 آخرين، بينهم 2 وصفت جراحهما بالخطيرة، خلال معارك وسط قطاع غزّة وجنوبيه، ومع إتمام نصف عام، يعترف الاحتلال بمقتل 601 جندي وضابط.

وتحت بند “سُمح بالنشر”، كشف “جيش” الاحتلال أنّ الرقيب عيلي تسعير (20 عاماً)، وهو من لواء الكوماندوس قُتل، وأنّ جندبَّين من الكتيبة تاـ46 في اللواء 401 أُصيبا بجروحٍ خطيرة، وأكّـد إصابة 4 جنود باشتعال قذيفة داخل دبابتهم جنوبي مدينة غزة، وأعترف بأنّ قواته “خاضت معارك قاسية واشتباكات في حي الأمل في خان يونس، جزء من هذه المعارك تدور وجهاً لوجه”.

وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة في صفوف الشعب الفلسطيني والمقاومة فَــإنَّ الاحتلال الإسرائيلي لم يتمكّن من كسر إرادَة هذا الشعب وقوة مقاومته، حَيثُ تشهد محاور القتال معارك ضارية وعمليات منقطعة النظير.