طوفانُ اليمن
يومُ القدس العالمي يهدف لرفع الوعي لدى أبناء الأمة؛ كي تبقى فلسطين حية في نفوس المسلمين؛ لأن العدو الإسرائيلي يشكّل خطورةً بالغةً على الأمة بكلها.
مرتضى الجرموزي
سيولٌ بشريةٌ مؤمنة هادرة، وأمواجٌ صادقةٌ تتلاطَمُ بها ساحاتُ وميادينُ المحافظات اليمنية الحُرة والمجاهدة، على رأسِها ميدانُ السبعين، وللأسبوع السادس والعشرين توالياً تخرج الجماهير اليمنية التواقة والوفية إلى ساحات وميادين المحافظات في تظاهرات حاشدة ومليونية كبيرة في مسيرات التضامن والإسناد والدعم للشعب الفلسطيني في غزة.
طوفان اليمن أخذ كُـلَّ الظلمةِ والعتاولة ورمى بهم إلى سلال النفايات ومزابل التاريخ.
قالها واثقاً: أفسِحوا الطريقَ أَو لا تفسحوا، أنا الطوفان اليمني سأجرفُ كُـلّ ما يقع في طريقي.
بكُلِّ عنفوان وإيمانٍ وصدقِ ولاءٍ وطاعةٍ وفي مرضاة الله، يحتشدُ اليمنيون الشرفاء في كُـلِّ جمعة كتجديدٍ لموقفهم الدائم مع القضية الفلسطينية، وكُلُّهم عزيمةٌ وإصرارٌ على مواصلة التظاهرات المسانِدة والداعمة لغزة، ولو تطلب الأمر وفُتحت الممرات والمنافذ البرية فهم على استعداد للتحَرُّك إلى غزة وفلسطين للقتال إلى جانب المقاومة والشعب الفلسطيني لقتال العدوّ الإسرائيلي ودحره بمعية الله من الأراضي الفلسطينية.
من يشاهدْ ساحاتِ التظاهرات في العاصمة صنعاءَ والمحافظات يسجُدْ لله شكراً على هذه النعمة التي امتنَّ اللهُ علينا كشعب يمني مُحِبٍّ وتواقٍ للجهاد في سبيل الله ونصرة المستضعفين.
جماهيرُ مهولة وزخمٌ بشري لم يشهد له التاريخ مثيلاً ونحن نرى أمواجاً وجبالاً من البشر كباراً وصغاراً تخرجُ عن بكرة أبيها؛ استجابةً لله ولرسوله ولقائد الثورة؛ وانتصاراً لمظلومية أبناء غزة.
وبدون مقابل تتوافدُ الحشودُ من كُـلّ حَــدب وصوب إلى الساحات ودون مِنة أَو حاجة أَو مصلحة سوى رضوان الله واستجابة له وسيرٍ في سبيله في مواطن إغاظة أعداء الله، يهوداً ونصارى ومنافقين.
التزاماً منهم بتوجيهات الله سبحانه وتعالى في قوله: (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ، إِنَّ اللَّهً لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ، وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
يبتغون من الله الأجرَ والعونَ والصلاحَ، ويتوسَّلونه النصرَ والتوفيقَ والثباتَ على الصراط المستقيم، وعلى طريق أنبيائه ورسله، وهداة وأعلام الدين والصالحين وآل البيت “عليهم السلام”.