زكاة الفطر في ختام رمضان ووداعه
القاضي/ حسين محمد المهدي
لقد خص الله شهر رمضان من بين سائر الشهور، واصطفاه من بين جميع الأزمنة والدهور بما أنزل فيه من القرآن والنور، وضاعف فيه من الأجور، وعما قريب نودع ناصراً أعان على الشيطان، وصاحباً يسر سبل الإحسان، وكريماً آثرناه بالصيام والقيام، وعند انصرافه وانقطاع مدته على الصائم أن يبادر لإخراج زكاته وفطرته.
شهر رمضان عزم على الرحيل ولم يبقَ منه إلا قليل؛ فمن كان من أهل الإحسان فيه فليحمد الله على توفيقه، ومن كان مقصِّرًا فليتب لله عن تقصيره ما دام العذر مقبولًا وباب التوبة مفتوحًا.
وليحمدِ اللهَ الجميعُ على نعمة الصوم، مؤدين ما افترض عليهم عند تمامه من الزكاة والصدقة.
لقد افترض رسول الله (ص) عند تمام الصوم ما فيه الاتصاف بالكرم وحب المواساة، فقد جاء في الحديث (فرض رسول الله (ص) زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات).
مقدارها صاع من تمر أَو بر أَو أَرُز أَو غير ذلك من طعام الآدميين.
زكاة الفطر عبادة مالية فيها إحسان للفقراء وإغناء لهم عن السؤال يوم العيد؛ ليشارك الأغنياء فرحهم وسرورهم به ويكون عيداً للجميع.
يجب إخراجها على النفس وكذلك عمن تلزمه نفقته من زوجة أَو قريب إذَا لم يستطيعوا إخراجها عن أنفسهم؛ فاختتموا رمضان بالتوبة إلى الله من معاصيه والإنابة إليه بما يرضيه.
المسلم يجب عليه ألا ينسى في خواتم شهر رمضان المباركة ما تعمله الصهيونية في فلسطين من قتل وإبادة واستئصال للأطفال وتدمير للديار على نحو تقشعر منه الأبدان على إخوانهم في الدين.
تظالم أهل الأرض حتى كأنما به أُمروا وهو الذي عنه حذروا؛ ما يوجب محاربة الصهيونية القذرة التي ترتكب أقبح الرذائل بالنفس والمال وبكل ما يقدر عليه الإنسان.
إن محاربة ما تحمله الصهيونية من انحطاط اجتماعي وخُلُقي وعبث واستهتار هو من أهم الواجبات التي يجب أن يتفق المسلمون عليها.
ولا ننسى أن نخص المجاهدين في فلسطين والبحر العربي والأحمر بالنصرة لهم بالدعاء، ونثني على ما يقوم به أنصار الله من العمليات العسكرية في البحر العربي والأحمر والمحيط الهندي، وذلك مما يرضي الله -سبحانه وتعالى-، ويبعث الأمل والثقة والاعتزاز في نفوس المؤمنين، وفي قائد المسيرة القرآنية السيد القائد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- الذي ما فتئ بعمله وجهده وخطاباته أن يؤدي الواجب المقدس تجاه الأُمَّــة؛ أخذاً بتوجيهات القرآن وهدي نبيه عليه الصلاة والسلام؛ وهو ما يجب أن يتحلى به زعماء الأُمَّــة وساستها، وأن نصر الله وتحرير فلسطين آت؛ فقد وعد الله بذلك والله لا يخلف الميعاد.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).