بعد انسحاب فرقاطتَين فرنسية ودنماركية.. بلجيكا تتراجعُ عن نشر سفينة حربية في البحر الأحمر
بسبب فشل فاضح في اختبار تدريبي لمواجهة هجوم افتراضي بطائرة مسيرة
المسيرة| خاص:
أعلنت وزارةُ الدفاع البلجيكية منتصفَ هذا الأسبوع، إلغاءَ خططٍ لنشر إحدى الفرقاطات في البحر الأحمر، والتي كانت تهدف للمساعدة في التصدي للهجمات اليمنية على السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني وأمريكا وبريطانيا؛ وذلكَ بسَببِ فشل الفرقاطة في اختبار تدريبي لمواجهة هجوم يمني بطائرات مسيَّرة، في فضيحة جديدة تكشف عجز القوات البحرية الغربية في مواجهة اليمن، وذلك بعد انسحاب فرقاطتَينِ فرنسية ودنماركية لأسباب مشابهة.
وبحسب تقرير نشره موقعُ “مارينشيبين” الهولندي المتخصِّص بالشؤون البحرية، فَــإنَّه “كان من المقرّر أن تمر الفرقاطة (لويس ماري) عبر قناة السويس في 12 إبريل الجاري، وبمُجَـرّد أن تصل إلى البحر الأحمر ستصبح جزءًا من عملية أسبيدس البحرية، في مواجهة الهجمات اليمنية، وستجمع السفينة بين هذه المهمة وعملية أجينور وهي مبادرة لتعزيز الأمن البحري في الخليج العربي ومضيق هرمز”.
وَأَضَـافَ التقرير: “لكن هذه الخطة تم تأجيلها؛ بسَببِ حادث وقع خلال التدريبات الأسبوع الماضي، حَيثُ تمت محاكاة هجوم بطائرة بدون طيار بحضور الأدميرال ميشيل هوفمان، رئيس أركان الدفاع في القوات المسلحة البلجيكية، وهو نوع الهجوم الذي من المرجح أن تتعرض له السفينة في البحر الأحمر، وقد سارت الأمور على نحو خاطئ”.
وأوضح أن “السفينة فشلت في إطلاق صاروخ (سي سبارو) المضاد للطائرات، حَيثُ علق الصاروخ في أنبوب الإطلاق، كما فشلت الدفاعات الأُخرى أَيْـضاً في إيقاف طائرة التدريب”.
ونقل التقرير عن وزارة الدفاع البلجيكية قولها إنه: “نتيجة للحادث، فقد تم تأجيل المهمة في البحر الأحمر إلى أجل غير مسمى”.
وأضافت أنه “حَـاليًّا لا تزال الفرقاطة في البحر الأبيض المتوسط، وقد قرّر القائد والأركان العامة تمديد فترة تدريب للفرقاطة نتيجة التدريبات والاختبارات الفنية السابقة التي لم تحقّق النتيجة الكاملة المرجوة في الوقت الحالي”.
ونقل موقع “ديفينس بوست” الأمريكي عن وزارة الدفاع البلجيكية قولها إنها “أرجأت نشر الفرقاطة لويز ماري في البحر الأحمر لفترة زمنية غير محدّدة”.
والأسبوع الماضي كشفت صحيفة “لوفيغارو” عن انسحاب الفرقاطة الفرنسية “الزاس” من البحر الأحمر؛ بسَببِ ما وصفه قائدها بأنه مستوى عال وغير مقيد وغير متوقع من التهديدات، حَيثُ قال: “إن الفرقاطة استخدمت كُـلّ المعدات القتالية التي على متنها، بدءًا بصواريخ “استر” الدفاعية التي تكلف الواحدة منها مليونَي دولار، وُصُـولاً إلى الأسلحة الرشاشة، وإن الهجمات اليمنية تصبح أكثر دقةً وخطرًا مع مرور الوقت.
ومطلع إبريل الجاري، أعلنت الدنمارك سحب الفرقاطة “ايفار هويتفيلدت” من البحر الأحمر؛ وذلك بعد فشلها في التصدي لهجوم يمني بطائرات مسيرة، حَيثُ تعطلت رادارات الفرقاطة وأنظمتها القتالية، وانفجرت قذائفها الدفاعية فور إطلاقها مباشرة؛ الأمر الذي مثّل فضيحةً أقيل على إثرها رئيسُ الأركان في البلاد؛ بسَببِ عدم إبلاغه لوزارة الدفاع الدنماركية بما حدث.
وفي نهاية فبراير الماضي، أطلقت الفرقاطة الألمانية هيسن صواريخ دفاعية ضد طائرة بدون طيار أمريكية في البحر الأحمر؛ ظنًّا منها إنها طائرة مسيرة يمنية، في فضيحة كشفت عن ارتباك كبير وفشل فاضح في التنسيق بين القوات الغربية.
وإلى جانب ما يكشفه من فجوات في القدرات البحرية للغرب، فَــإنَّ انسحاب الفرقاطات الغربية تباعًا يؤكّـد نجاح القوات المسلحة اليمنية في فرضِ معادلة حظر السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا، وتحويل الجهود الغربية لإعاقة هذه المعادلة إلى مأزِقٍ للغرب نفسه، وفرض واقع ردع جديد في البحر الأحمر والبحر العربي يتجاوز قدرات الولايات المتحدة وحلفائها وضغوطاتهم.
وخلال الأشهر الماضية نشرت العديد من وسائل الإعلام الغربية تقاريرَ من على متن السفن الحربية الأمريكية والبريطانية والفرنسية، نقلت فيها تصريحاتٍ لكبار الضباط الذين أقروا بشكل واضح بصعوبة مواجهة هجمات البحرية اليمنية وأسلحتها “المميتة والفتاكة” وأكّـدوا أن العمليات اليمنية باتت تشكل أكبر تحدٍّ بحري منذ الحرب العالمية الثانية، كما أكّـدت التقارير أن الولايات المتحدة وحلفاءها يتحمَّلون تكاليفَ ماديةً ثقيلةً؛ نتيجة استخدام منظومات دفاعية مكلفة لمواجهة صواريخ وطائرات أقل تكلفة بكثير؛ وهو ما يشكّل استنزافًا كَبيرًا لميزانيات الدفاع الأمريكية والغربية.