بالهمم العالية تنالُ المرادَ وترضي رَبَّ العباد
القاضي/ حسين بن محمد المهدي
علو الهمة يرفع مكانة الأُمَّــة
ويعلي الإنسان إلى أعلى قمة
فبالهمم العالية نستطيع تحصيل العلوم النافعة
وعمارة الديار الواسعة والحصول على تجارة رابحة
وبالهمة العالية تؤدى الفرائض والواجبات، وتبنى المساجد والجامعات والمستشفيات وتزدهر الحياة.
علو همة المرء عنوان فلاحه
وسفول همته عنوان حرمانه
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
إن عظيم الهمة لا يشغل باله بأمر صغير، ولا يقلب فكره في أمر يسير بل يقوم بجلائل الأعمال.
وقد جرت سنة الله في خلقة ألا ينهض بالمقاصد الجليلة ويرمي إلى الغايات البعيدة غير النفوس التي لها همم عالية
ومن تكن العليا همة نفسه
فكل الذي يلقاه فيها محبب
فمن كان عالي الهمة عزيز النفس فَــإنَّه لا يقعد عن الجد والاجتهاد.
بالإيمان بالله وحده وبالهمة العالية والنية الصادقة والإرادَة القوية والعزيمة الجازمة يتحلى المتقون والزعماء المخلصون وبها تبلغ الغايات والوصول إلى أعلى الدرجات
ومن تكن العلياءُ همةَ نفسه
فكل الذي يلقاه فيها محبب
فكن رجلًا رِجْلُه في الثرى وهامةُ همته في الثريا.
لما كان مجد الآخرة أعظم المجد كان ابتغاؤه أعظم الغايات، وكان هو الهم الأكبر لذوي الهمم العالية ممن يرجو الله والدار الآخرة فقد شمروا للجهاد في سبيل الله وصدقوا (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً).
فالإيمَـان بالله سبحانه وتعالى باعثٌ لهممهم شاحذٌ لقرائحهم، فهو يقوي الإدراك، ويزيل الهموم، ويبعث على السرور والابتهاج، ويُحَفز على الجهاد والعمل والإنتاج، ويبعثُ في النفس قوة معنوية، فيكون اقدامهم على الخير قوي، ألا ترى أن الإمام الخميني دعا إلى جهاد الصهيونية التي تذل المسلمين في فلسطين وتحتل ديارهم وتقتل أطفالهم ونساءهم وجاء الإمام علي الخامنئي فشد من عزيمة الرجال، وحينما اغتيل بعض رجاله في القنصلية الإيرانية في دمشق ضرب الصهيونية في عقر دارها واذلها في اوكارها بهمة وعزيمة وإرادَة قوية، فادخل الفرحة والسرور إلى قلوب شعوب الأُمَّــة الإسلامية وتبوأ بذلك مكانة رفيعة لم يكن ليحصل عليها لولا همته العالية واقدامه وشجاعته.
فادخل البهجة والسرور والفرح إلى قلوب أكثر من مليار مسلم وحقّق نجاحًا له ولشعب إيران وللأُمَّـة الإسلامية كَبيراً (قُلْ بِفَضْلِ اللَّـهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).
وكذلك يتبوأ المكانة العالية من كان ذا همة عالية كالسيد القائد الشهيد حسين بدرالدين الحوثي قدس الله روحه ونور ضريحه وقائد المسيرة القرآنية السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله فَــإنَّه بمقارعة الصهيونية تبوأ مكانة عالية في قلوب المسلمين عامة، وكذا سماحة السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله (ذلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)
وماذا حصدت بريطانيا بوعد (برفور) المشؤم غير الذلة والصغار فقد كانت مملكتها لا تكاد تغرب عنها الشمس وهَـا هي اليوم لا تكاد تطلع عليها الشمس لحقارتها؛ فمن كان همته دنيئة كساسة بريطانيا المؤيدة للصهيونية اليهودية فسيبوء بالذلة والصغار.
اما من كان همته عالية كقائد الثورة الإسلامية وشعبه فَــإنَّ مجده وشرفه سيكون خالدًا.
فلقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم أعلى الناس همة وأقواهم عزيمة وإرادَة فَخَلُدَ وَشَرُفَ وعَظُمَ في الدنيا والآخرة.
أيها العرب والمسلمون لا تصغرَن همتُّكم؛ كي تنالوا المكرُمات وتفوزوا بخيرَي الدنيا والآخرة.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).