التسلُّحُ بالوعي للتصدّي لخطر الذُّباب العربي المنافق المتصهين
عبدالحكيم عامر
إن الخِذلانَ العربيَّ لأهل غزةَ والمقاومةِ الفلسطينية والقضية برمتها لم يقف عند حَــدِّ الخِذلانِ السياسي والإنساني والعسكري فحسب، ليضاف إلى تلك القائمة خِذلانٍ إعلامي جديد؛ مِن أجلِ أن يكتملَ مخطّطُ التآمر على القضية، في مشهد مخز سيكون له ما بعده من ارتدادات على الجميع.
الذبابُ العربي المنافق المتصهين هم أدوات تدفع بهم الأنظمة التي صفّت القضية المركزية فلسطين، وهم من تآمر على فلسطين وهم المطبعون مع الكيان الصهيوني، وهم من يقف بجانب الكيان الصهيوني، وهم أدوات لقوى الاستكبار، وهم من وصف حركة حماس جماعة إرهابية.
الذباب المتصهين هؤلاء يقفون ضد كُـلّ من يقف مع قضية فلسطين فيكيلون لهم الأكاذيب وتنسج القصص من خيالهم الملوث بالحقد والعمالة والقذارة، والاستماتة في الدفاع على الصهاينة وبكل قوة أكتر من دفاعهم على أنظمتهم الخانعة الذليلة.. في الوقت الذي يرون فيه دماء الشعب الفلسطيني المسلم تسفك وأعراضهم تهتك وشرفهم ينتهك في غزة من قبل الكيان الصهيوني.
لماذا يتحَرّك الذباب العربي المنافق المتصهين؟!
الذباب العربي المنافق المتصهين منذ بداية العدوان الإسرائيلي وهم في حالة من الغليان والاستنفار غير المسبوق، فهم يقومون بعمل حملات وهجوم كاسح وتشكيك في كُـلّ اتّجاه، وتخوين المقاومة الفلسطينية، وكلّ من تحَرّك من محور المقاومة لمساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته، وكلّ هذا؛ مِن أجلِ إبعاد الشعوب العربية عن قضية فلسطين، وتجزئة المجزأ في هذه الأُمَّــة، والعمل على إقناع الشعوب بأن “فلسطين وقضيتها هي المشكلة” وأن التطبيع والاستسلام هو الحل.. فلا أحد يستغرب ما يجري في غزّة، والتي يريدون لها أن تموت وتمحى من على صفحات التّاريخ، وهذا ما يجري في إعلامهم المتصهين الممسوخ بالعار.
كم نحن في أمَسِّ الحاجة إلى الوعي لتكون حالة عامة لدى كُـلّ شعوب الأُمَّــة، وهو الوعي تجاه أمريكا و”إسرائيل” وأدواته من منافقي العرب المتصهين، حول حقيقتهم وعدائهم للأُمَّـة حتى لا ينطلي عليهم خداع ومكر وتضليل أُولئك، ما لم سيكون حتماً ضحية لذلك المستوى الهائل من التضليل والنشاط غير المسبوق.
وإن الموقف المجدي هو التصدي لخطر واستهداف الشعوب في وعيها، مهما كان مستوى الضجيج والحملة التشويهية من الأعداء، فإذا ما كان هناك وعي سيكون هناك سخط والسخط سيكون دافعاً للتحَرّك وَالتصدي لمؤامرات الأعداء.
وفي الأخير، فالذباب العربي المنافق المتصهين، يحاول وبكل إمْكَانياته الإعلامية صرفنا عن قضيتنا المركزية قضية فلسطين وعن ما يرتكبه الصهــاينة في غزة من جرائم مُستمرّة ومتصاعدة يندى لها جبين الإنسانية، وإشغالنا بمواضيع هامشية وتافهة؛ فعلينا أن نحمل الوعي، وإدراك الهدف الخبيث التي وراءه الصهيونية.
ويجب أن تظل البوصلة الأهم كلما حاول الأعداء تشتيتنا حول ما يجري في غزة وما يحصل من جرائم من العدوّ الإسرائيلي وما يحصل من إنجازات للمقامة الفلسطينية في الميدان وإنجازات جبهات المساندة لها من محور الجــهاد والمقــاومة، ويجب أن نفضح الصهــاينة والمتصهــينين، وأن نتجاوز كُـلّ فِخاخ العدوّ ومصائد شائعاته ومحاولاته الدؤوبة للنيل من المقاومة الشريفة وشيطنتها وإثارة الخلافات البينية لإخلاء الساحة للعدوّ الصهيوأمريكي وعملائه من منافقي العرب المتصهين على امتداد الساحات، وأن نقف بكل وعي مع القضايا الإنسانية العادلة في وجه الزيف والاستكبار العالمي.