الرسالةُ الإيرانية للكيان الصهيوني وصلت!!
عبدالرحمن مطهّر
الكثيرُ من رواد وسائل التواصل الاجتماعي التابعين للدول المطبِّعة مع الكيان الصهيوني اعتبروا أن العمليةَ العسكريةَ الإيرانيةَ التأديبية ضد العدوّ الصهيوني كانت عبارةً عن مسرحية.
مسرحية شارك في صَدِّ هجومِها دولٌ عظمى إلى جانب الكيان الصهيوني كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، وَأَيْـضاً المملكة الأردنية التي لم تستطع أن تعملَ أيَّ شيء لوقف هجمات العدوّ الصهيوني ضد الأشقاء في قطاع غزة، لكنه استطاع بكل اقتدار أن يفتحَ مجالَه الجوي للكيان الصهيوني وللدول الغربية للتصدي للطائرات بدون طيار وللصواريخ الإيرانية، بل وشارك الأردن أَيْـضاً في صد بعض تلك الطائرات التي كانت بالتـأكيد لشغل الدفاعات الصهيونية؛ مِن أجل وصول الصواريخ لأهدافها وهو ما تم فعلًا؟!
ولولا هذه الدولُ لأغرقت الطائرات الإيرانية بدون طيار والصواريخ المجنَّحة وأرض أرض الكيانَ الصهيوني ولمسحته من وجه الأرض، وبالتأكيد استطاعت إيران إيصالَ رسالتها للكيان الصهيوني والدول الغربية والولايات المتحدة بأنه إذَا اتخذ محورُ المقاومة في إيران واليمن ولبنان وفلسطين ولبنان وسوريا قرارَ المبادرة المفاجِئة لتدمير الكيان لاستطاع ذلك.
غير أنه من المعروف أن إيرانَ ليست دولةً متهورةً، وهي لا تفكّرُ بطريقة انتحارية، بل تتسمُ بالصبر الاستراتيجي. ولا يَتوقَّع العارفون بإيران أن تدخلَ حربًا اختياريةً شاملةً مع “إسرائيل” -ومن ورائها أمريكا وكل الغرب- قبل تحقيق الحصانة الرادعة باستكمال برنامجها النووي.
لكنها في المقابل لا يمكنُها أن تصمُتَ إزاء العدوان على أمنها القومي أَو اغتيال قادتها؛ لذلك لاحظ الجميع أن الرد الإيراني كان مركَّزًا، بحيث كسر هيبةَ “الجيش الذي لا يُقهر” رغم حصانته وحمايته من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف الدول العظمى الغربية.
وحَـاليًّا يحاولُ كيانُ العدو الصهيوني “احتواء” معضلة الردِّ الإيراني، أَو شنّ هجومٍ آخر ضدّ إيران والمجازفة بالتصعيد، وذلك بعد أن تعرّض، وللمرة الأولى، لهجوم مباشر من طهران ضدّ جبهته الداخلية، بحسب ما أكّـده موقع “والاه” الإسرائيلي، غير أن الرد الصهيوني على إيران فيه مجازفة كبيرة، وعدم الرد أَيْـضاً فيه كسر هيبة هذا الكيان الغاصب.
أَيْـضاً الهجومُ الكبير غيَّرَ قواعِدَ الاشتباك، فاليوم بالتأكيد يعلمُ الكيانُ المتهوِّرُ علمَ اليقين أن أي اعتداء صهيوني على المصالح الإيرانية سواء في إيران أَو خارجها سيواجَه برَدٍّ قاسٍ ومزلزل.
كما أن الرد الإيراني يعتبر تحذيرًا للولايات المتحدة ولدول الإقليم وللعالم بضرورةِ إيقاف العدوّ الصهيوني مجازرَه الأفظع والأشنع ربما في تاريخ الإنسانية ووضع نهايةٍ لحربِه الإجرامية على قطاع غزة، وأن كُـلَّ الإشكاليات التي تعاني منها المنطقةُ اليوم هيَ بسَببِ هذا العدوانِ الصهيوني المستمر منذ ما يربو عن نصفِ عام دامٍ.
كما أن عملياتِ القوات المسلحة اليمنية في البحرَين الأحمر والعربي وَأَيْـضاً في المحيط الهندي مرتبطةٌ ارتباطًا وثيقًا مع أحداث العدوان على قطاع غزة والمجازر التي يرتكبُها الكيانُ الصهيونيُّ بحَقِّ الأشقاء الفلسطينيين في القطاع والضفة.