المراكزُ الصيفية.. رؤيةٌ واعدةٌ لبناء أجيال إيمانية وعملية
منتصر الجلي
تتقدَّمُ الأممُ، تتنافَسُ الأجيال، عالمُ السرعة في تصاعد مُستمرٍّ وعجلة الحياة تمُرُّ سريعاً، ما بين كُـلّ هذا وذاك يبقى الإنسان بُوصلةً تتجه إلى زوايا متغيرة إذَا ما تُرك دون عملية توجيـه صحيحة، على مستوى شؤون حياته طالما ولم يمتلك ركيزةً أَسَاسية عليها يتم تقويمً سلوكه ونظرته للحياة على مختلف جوانبها المتعددة.
في عملية التأقلم الروتيني يقع الفرد فريسة سهلة لتلك العوامل حوله شاء أم أبى؛ فالإنسان بطبيعته كائنٌ اجتماعي يتفاعل مع ما يتلقاه من خارج شخصيته، وبين الفرز لتلك العوامل تتكون لديه التوجّـهات والغرائز، من هذه الحالات وغيرها وتحديداً للغايات التي أرادها الله سبحانه من عباده في تحقيق العبودية الحضارية، يأتي التوجّـه الإيماني لأبناء شعبنا اليمني في تهيئة فرص ذلك من خلال المراكز الصيفية التي يتم فتحها لأبناء المجتمع في مختلف أنحاء البلد ضمن رؤية عملية رسمية للدولة وتفعيل الإجازة الصيفية في ما يؤهّل ويحمي ويفيد أبناءَنا على مختلف الأصعدة العلمية والمعرفية الترفيهية.
جميعُها بمعيارية الإيمان وانطلاقاً من مدرسة القرآن الكريم التي تصنع الإنسان وتربيه تربية لا يمكن لأية نظرية تربوية أُخرى أن تحل محلها؛ كون الثقافة القرآنية هي جاءت لتصلح واقع الإنسان النفسي والأخلاقي والعملي.
من منطلق الحالة الإيمانية يتهيأ للفرد واقعاً عمليًّا فاعلاً ومؤثراً في مجتمعه، ولاكتمال النظرية البناءة التي أصبح يستشعر أهميتها في تحقيق ما يصبو إليه من الجمع بين الثقافة العلمية والمهارية الواسعة، وتحقيق غايات المسؤولية في جانبيها النفسي والعملي.
من جانب آخر تُقدِّم أنشطةً معرفيةً متنوعة عبر المراكز الصيفية ذات أثر في حفظ الأبناء من عملية التلقي المنفلت أمام العديد من الأخطار الثقافية والفكرية وصناعة قناعات عصرية تعمل على فتح نافذة الأخطاء والفتور وغلق نافذة العقل والمعرفة، والاستقبال العشوائي لها عبر أساليبَ ووسائلَ يقدمها أعداء الأُمَّــة لضربها في أجيالها القادمة، على نحو الحرب الناعمة أشهر تلك الأساليب بما يتضمنه هذا العنوان من أفكار وسموم تهدم القيم وتبني للشيطان قصوراً من ضلال في قيم الأجيال.
كما تختلف تلك الأساليب وتتنوع مستهدفة الإنسان في فطرته وقالبه الحيوي الفطري الأول، فيتعرّى الشخص من كُـلّ ما يسمو به إلى مقامات المعرفة والمنفعة والإنتاج الحضاري في مفاهيمه العامة والعليا.
أمام حالة الفراغ الذهني والروحي التي يخلقها التوجّـه الخاطئ للفرد وعدم استشعاره أهميّة الوقت، تأتي المراكز الصيفية هذا العام لتملأ تلك الفجوة الروحية بما تقدمه من أُسُسٍ ومفاهيمَ ومبادئَ ومعارفَ ومهاراتٍ وخلق بيئات تعليمية وافرة غايتها بناء الإنسان؛ ليكون له هدف وغاية وجود، وخدمة لأمة عظيمة إن هي عرفت ذلك.