جيلُ المستقبل
أسماء الجرادي
هَـا هي المراكز الصيفية تفتحُ أبوابَها لهذا الجيل الصاعد جيل المستقبل الذي يجب علينا أن نحميَه ونبنيَه جيلاً قوياً مؤمناً ثابتاً على مبادئه وإيمانه وثقافته الإسلامية لا يتزعزع ولا تكسره الظروف والأحداث.
فتأتي أهميّة المراكز الصيفية بأنها تحفظ أبناءنا وتفتح مداركهم وتجعل منهم صُناعًا للحياة، رجالًا يبنون وطنهم ويستعيدون مجد أمتهم المنتهكة، ففي هذه المراكز يتم تعليم الطلاب القرآن الكريم وعلومه وتفسيره من واقع حياتنا اليومية والأحداث الحالية؛ فالقرآن الكريم ليس كتاباً قديماً خاصًّا بالنبي وعلينا فقط قراءته للمعرفة وإنما هو كلام الله لعباده وإرشاداته لهم في كُـلّ زمان ومكان وهناك الكثير من الآيات والسور المرتبطة بأحداث أمتنا في هذا الزمان.
وبهذا كان على الجميع تبصرة الجيل لما يجري وتحميله مسؤولية نفسه وأمانة الله إليه؛ لكي يعرف سر خلقه وحياته ومسؤولياته فلا يُضَيع نفسه ووقته بما يفسده ويجعله تائه في الحياة يبحث عن لحظات سعادته هنا وهناك ولا يجدها فيتجه البعض إلى ارتكاب الجرائم بأنواعها المتعدة ومنها الانتحار خاصة في زمننا الحاضر التي أصبحت الحياة فيه صعبة لا تُطاق لولا وجود الله وقربنا منه وعملنا وجهادنا الذي يجعلنا نرتب حياتنا ونعرف واجباتنا فنجتهد بأدائها بالشكل الصحيح.
كذَلك يتم تعليم الطلاب أنشطة متعددة تفيدهم وتفيد أسرتهم في حياتهم المستقبلية بحيثُ إنها تكتشف مواهبهم ويتم تشجيعهم فيتخرج الطالب وهو عارف بالمجال الذي يتقنه، كذَلك هناك الزيارات المتعددة للمناطق التاريخية التي تغرس في الطالب حب دينة ووطنه وتاريخه العظيم.
وفي هذه المراكز يسعد الطالب بوقته ويستمتع بعيدًا عن الضياع في الأسواق والشوارع التي تخرج الفاسدين والمجرمين وعديمي الضمير وكم هي الأُمَّــة اليوم مليئةً بهؤلاء.
ولكن المستغرب أنه وبرغم الفوائد العظيمة لهذه المراكز إلا أنه وفي كُـلّ عام يتم فتح هذه المراكز من قِبل قيادتنا الثورية والسياسية يقوم المنافقون والعملاء بهجمات شرسة ضدها لصد المواطنين عن تسجيل أبنائهم فيها؛ وبدعوى أنها مراكز تشيُّعية، فيما الملاحظ لكل عاقل متفكر الفرق الكبير بين الطلاب الدارسين والمتخرجين من هذه المراكز وبين الآخرين الذين حُرموا منها فنجدهم إما أمام الشاشات والإنترنت أَو مع أصدقاء السوء في الأزقة والشوارع يردّدون أبشع الكلمات والعبارات الذي لا يلقون لها بالاً لعدم معرفتهم بما يقولون وما يفعلونه ومن هو الرقيب عليهم، وكذَلك العاقل والمتفكر يعي ويعرف أننا ولعشرات الأعوام وأبنائنا يتعلمون الكثير من الثقافات المغلوطة ومع هذا خرج اليوم منهم من عرف طريق الحق وندم ندماً كبير على حياته السابقة وظنونه وأفكاره السيئة التي ملاء بها الأعداء عقله وفكره.
ألا يكفيكم أيها المنافقون عشرات الأعوام من الضياع لأجيالنا وتعبئتهم الأفكار الطائفية والمتطرفة، أتركوا المجال اليوم لهذه المراكز وستعرفون كم من رجال أبطال أقوياء مجاهدين في هذه الحياة وكم ستكون الأُمَّــة قويه بهم، وأن كان ما يتعلمونه كما تدعون أنه تشيع فاتركوا لأبنائكم حقَّ التعلم والتفكر بين الحق والباطل والقرآن الكريم هو الحكم والفصل بين الحق والباطل، وكل ما تقوم به هذه المراكز هو توسيع أفكارهم وتعليمهم أن القرآن ليس كلمات تُحفظ وإنما دروس وعِبر يجب أن تُحفظ وتُطبق على الواقع، وكما أن هذه المراكز مفتوحةٌ لزيارات أولياء الأمور ليعرفوا ما يتعلمونه أبنائهم، وإن كانت بعض هذه الأنشطة وكما تدعون تعلمهم استخدام السلاح فَــإنَّ هذا متعارف به بين القبائل اليمنية المسلمة منذ قديم الزمن تعليم أبنائهم الرماية ليكون رجلاً في قبيلته وهذه العادة نعرفها جميعاً ونعيشها وكما اننا في وقتنا الحاضر نجد الأعداء يتكالبون علينا من كُـلّ جانب ويهاجموننا ويعلمون أجيالهم أساليب قتالنا فكيف سَنواجههم إذَا أجيالنا مدللة ضائعة لا تعرف خطورة العدو ولا كيف تدافع عن نفسها فضلاً عن وطن وأمة.