ذاكرة العدوان 22 إبريل خلال 9 أعوام: إبادة أسرة بأكملها في قصف لطيران العدوان على منزلهم بمحافظة حجّـة استهدافٌ متواصلٌ للطرقات والأسواق الشعبيّة ومنازل المواطنين وممتلكاتهم في محافظات صعدة وحجّـة وتعز
المسيرة- أيمن قائد
تواصلت جرائمُ العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن منذ بدء الإعلان عنه من عاصمة الإجرام “واشنطن”، وتركّزت على أهداف غير مشروعة كــ: الأماكن العامة والأسواق والمستشفيات والطرقات ومنازل المواطنين وغيرها.
وفي مثل هذا اليوم 22 إبريل خلال 9 سنوات، تعرض المواطن اليمني للقصف العشوائي، ودُمّـرت مصالحه العامة والخَاصَّة، في إطار إبادة جماعية وتدمير شامل لم يستثنِ أحداً.
وفيما يلي أبرز ما حدث في مثل هذا اليوم:
22 إبريل 2015م.. استهداف الطريق العام بين مديرية باقم ومدينة صعدة بعدة غارات:
في مثل هذا اليوم 22 إبريل من العام 2015م، شن طيران العدوان الأمريكي السعوديّ غاراتٍ عديدةً على الطريق العام الرابط بين مديرية باقم الحدودية ومدينة صعدة.
يقول أحدُ المواطنين: إنه “تم العثورُ على أحد الصواريخ الذي أُلقِيَ من الطائرات على منطقة قارة آنذاك؛ بغرض قطع الطريق الواصل بين محافظة صعدة ومنفذ علب الحدودي”، لافتاً إلى أن مزاعم آل سعود بما سموها بـ “عاصفة الحزم” ما هي إلا لقطع معيشة وأرزاق الناس.
قطع الطرقات مع معيشة المواطنين هو السلوك الوحيد الذي انتهجه تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن منذ انطلاقه عام 2015م.
22 إبريل 2017م.. استهدافُ سيارة أحد المواطنين في الطريق العام بمديرية رازح وإصابة 11 مواطناً بجروح:
وفي مثل هذا اليوم من العام 2017م، شن طيران العدوان غارة على سيارة لأحد المواطنين على الطريق العام بمنطقة بركان في مديرية رازح بمحافظة صعدة.
نتج عن هذه الغارة الغادرة إصابة 11 مواطناً بجروح خطيرة ومتفاوتة، بينهم نساء وأطفال أسعفوا حينها إلى مشفى المنطقة، وكان الحزن والخوف يعصر بأهالي الضحايا.
سيارة من نوع هيلوكس “شاص”، التابعة لأحد المواطنين من أبناء الصياح، كان على متنها زوجة المواطن وطفلتيهما، وكانت السيارة تحمل الحطب وعدد من الأكياس البيضاء التي بداخلها أعلاف المواشي، حَيثُ سارت في الطريق العام بكل أمن وسلام؛ إذ بهذه الغارة تحول دون وصول سيارة المواطن مع أسرته إلى منزلهم.
22 إبريل 2018م.. استهداف منزل المواطن علي صديق في مديرية عبس واستشهاد كافة أسرته:
وفي مثل هذا اليوم من العام 2018م، استهدف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم منزل المواطن على صديق بمنطقة الجر في مديرية عبس بمحافظة حجّـة؛ ما أَدَّى إلى استشهاده وجميع أفراد أسرته، في مشهد مكلل بالألم والحزن الذي صنعه هذا العدوان في إطار إبادته الجماعية التي انتهجها منذ أن تم الإعلان عنه من عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية “واشنطن”.
كما نتج عن هذا الاستهداف الآثم تدمير كلي لمنزل المواطن صديق، حتى المواشي والدجاج لم تسلم من هذا الاستهداف الجبان، فقد أظهرت المشاهد نفوق عدد منهن في صورة وحشية تعكس بشاعة المجرم القاتل الذي لم يستثنِ أحداً.
ويقول المواطنون المجاورون للمنزل المستهدف، إن ثلاث غارات عدوانية قضت على حياة المواطن علي وزوجته و3 من أولاده بدون أي ذنب يذكر، حَيثُ كان يعمل في التحطيب؛ مِن أجلِ أن يوفر قوت معيشته وأسرته.
ويفيد الشهود العيان بأن منطقة الجر منطقة صحراوية وليس فيها أي شيء يتصل بالجوانب العسكرية أَو ما شابه، متسائلين على الذنب الذي ارتكبه المواطن صديق وأسرته حتى أصبحوا في دائرة الضحايا.
كانت الغارة الأولى قد استهدفت ما حول المنزل؛ الأمر الذي جعل المواطن صديق وأسرته يغادرون المنزل على الفور، لكن العدوّ كان يتربص بهم، وبدارهم كذلك؛ فعندَما لجأوا إلى مكان مفتوح اعتقدوا بأنهم سيكونون في منأى عن الغارات، لكن العدوّ رصدهم وصوب صواريخه نحوهم بشكل مباشر، في الغارة الثانية والثالثة حتى فارقوا الحياة جميعهم في لحظة واحدة، وعلى إثر تلك الغارات فقد تحولت أجساد تلك الأسرة إلى قطع وأشلاء صغيرة متناثرة في تلك المنطقة المفتوحة التي هربوا إليها، وجمعت تلك الأشلاء في أكياس سوداء تشير إلى قلوب المجرمين السوداء الممتلئة بالحقد والإجرام، وهي جريمة ستبقى وصمة عار على مرتكبيها والساكتين عنها.
أظهرت المشاهد حجم الركام الكبير الذي خلفته غارات القتل والإبادة باستهدافهم منزل المواطن ونسفه بالكامل مع كُـلّ ممتلكاته التي كانت بحوله، في مشهد يجسد الحقد الصهيوني على المواطن اليمني الذي يمارس مهنته الزراعية والحرفية ليكسب من ذلك الرزق الحلال الذي يطعم به زوجته وأطفاله.
22 إبريل 2018م، استهداف سوق شعبيّة ومحطة لتعبئة الغاز بمحافظة تعز:
وفي مثل هذا اليوم من العام ذاته، لم يكتفِ العدوانُ بجرائمَ محدودة خلال هذا اليوم، بل سعى إلى ارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية التي يندى لها جبين الإنسانية، متوجّـهاً بطائراته لاستهداف سوق منطقة ورزان ومحطة لتعبئة الغاز في مديرية خدير بمحافظة تعز بعدد من الغارات الهستيرية.
الغارة الأولى استهدفت سوقاً شعبيّة مكتظة بالمواطنين في منطقة ورزان، فيما استهدفت الغارة الثانية محطة تعبئة الغاز نتج عنها حريق هائل، حَيثُ راح ضحيتها شهيد من المواطنين إثر هذه الغارات وجرح آخر بإصابات خطيرة، وتم تدمير عدد من المحلات التجارية التابعة للمواطنين وممتلكاتهم، إضافةً إلى خلق حالة من الهلع والخوف لدى العابرين وعلى الأخص بين أوساط النساء والأطفال.
وستظل بصمات العدوان الإجرامية التي امتزجت بها دماء الأبرياء محفورة في الوجدان والمشاعر ولن تمحى عبر الأزمان، مهما حاول العدوّ التهرب والمماطلة، فالجراح عميقة ولا يمكن لها أن تتماثل للشفاء بسهولة.