الدوراتُ الصيفية.. شريانُ الحياة لجيلٍ مؤمن
محمد بن عامر
في عصرٍ ينتشرُ فيه الغزوُ الفكري والثقافي بشكل متسارع، برزت الحاجَةُ مَاسَّةً إلى تعزيز الهُــوِيَّة الإسلامية في أوساط الأجيال الصاعدة؛ فالتصدي لمحاولات إذابة الشخصية الإسلامية وغسل أدمغة الشباب وإشاعة القيم المنحرفة أصبح من أهم التحديات التي تواجهها أمتنا في هذا العصر.
ومن هنا تأتي أهميّة الدورات الصيفية كمنارة تنير درب الأجيال نحو مستقبل يسوده الوعي والإيمان.
ومن المعلوم أن هذه الدوراتِ كانت في اليمن تقتصرُ على مُجَـرّد الأنشطة الرياضية والترفيهية التي لا قيمةَ لها ولا معنى، لكنها تحوّلت فيما بعدُ إلى مراكز ثقافية تركّز على العلوم الشرعية والتعليم القرآني.
وليس ذلك فحسب، بل تُقدِّمُ هذه الدورات في إطار تعليمي تنشيئي ديني، حُزمةً من الأنشطة، بما في ذلك الرياضة والزراعة والصحة والثقافة، بالإضافة إلى الرحلات الترفيهية والتعليمية، وهي بذلك تعطي فرصةً ثمينةً لتنمية المهارات الحياتية للشباب وتوظيف طاقاتهم في إبداعات هادفة تعزز انتماءهم ووعيهم الديني والحضاري.
وهذا التحول يؤكّـدُ على أهميّة الثقافة والوعي الفكري في مواجهة الغزو الذي باتت تواجهُه الأُمَّــة على مختلف المستويات.
ولا عجب أن أعداء الإسلام يحاربون هذه الدورات؛ فهم يدركون جيِّدًا أن العلمَ والوعيَ هما أقوى الأسلحة في مواجهة محاولاتهم نشر الثقافات المفسدة.
لذلك يظل دورُ الدورات الصيفية أَسَاسيًّا وحيويًّا في تأهيل وتنمية الشباب؛ فهي تمثل ركيزة أَسَاسية في بناء جيل إيماني واعٍ يحمل هَـــــــمَّ الأُمَّــة الإسلامية وينشرُ رسالتَها السامية في العالم.
ختامًا، لِنجعَـــلْ من هذا الصيف فصلًا للثقافة والتعلم، ولِنحرِصْ على أن نستثمرَ في مستقبل النشء الثقافي والإيماني.