إلى الأصوات الناعقة: استمرُّوا بضجيجِكم فَــإنَّها تحفّزنا أكثرَ إلى تحقيق النجاح
عبد القوي السباعي
ثمة أصوات نشاز اعتراها لهاثُ الإعياء والتعب؛ تحاول أن تصرفَ اليمنيين الأحرار السائرين على دروب الكرامة والمجد؛ عن المضي نحو وجهتهم المنشودة، التي خَطَوا أولى الخطوات يوم الـ21 من سبتمبر 2014م، وعبروا بعدَها سريعاً؛ ودون أن يلتفتوا للتفاصيل الصغيرة؛ مضوا قُدماً نحو تحقيق أنبل الأهداف وأسمى المبادئ التي حملتها مسيرتهم القرآنية الثورية العالمية.
تلك الأصوات الناعقة بالبؤس والخراب؛ الموبوءة بالحقد والضغائن، سمعنا ضجيجَها مُنذ أن قرّرنا التحرّر من الوصاية؛ سمعنا ارتفاع ضجيجها أكثر أمام كُـلّ لحظةٍ فارقةٍ من تاريخنا، بعد كُـلّ انتصار لنا في ميادين التصدي للعدوان الأعرابي وفرض إرادتنا لتسعة أعوام مضت، سمعناها مع كُـلّ تفوقٍ صنعتهُ أيادينا في إطار تأديب العدوان الثلاثي (الأمريكي، الإسرائيلي، البريطاني)، دعماً لغزة العزة، على مدى سبعة أشهر.
هُنا؛ وقد استحالت كُـلّ تلك الأصوات إلى نحيبٍ مرير، وهي تشاهد شعبنا العزيز ينفض عن كاهله درنَ الثقافات المغلوطة والملغومة، والأفكار المسمومة المستوردة، التي لطالما كانت شاذَّة عن هُــوِيَّته، ولم تنسجم مع قيمه؛ لم تستقم مع عقيدته وتراثه وموروثه، اليوم جاءت المرحلة السنوية المؤقتة المتمثلة بالمراكز الصيفية لإلحاق أبنائنا وبناتنا للدراسة فيها؛ هدفاً للأقلام المأجورة والألسن المسعورة، وعادت الأصوات المرتفعة بفراغ الضجيج المهترئ من جديد، غير أن الكلاب تنبح؛ والقافلة تسير.
فإلى تلك الأصوات الناعقة نقول: رجاءً.. استمروا بالضجيج حول مواقفنا وتوجّـهاتنا.. ابحثُوا عن أخطائنا.. نقّبوا عن هفواتنا، فَــإنَّها واللهِ ثم والله؛ تحفزنا أكثر وتدفعنا أكثر إلى ترسيخ المواقف وتحقيق النجاح في كُـلّ اتّجاه..!، انطلاقاً من قاعدةٍ أشار إليها الشهيد القائد بقوله: “إن مواقف أهل الباطل تعكس لك فاعلية عملك من عدمه”، فأصبحنا ندرك أهميّةَ هذه الدورات لأبنائنا؛ بما يعزز من إيمانهم ويبني أفكارهم وثقافتهم وفق كتاب الله وبذلك لم يعد هناك متسعٌ لتسلل أفكاركم المشوهة، وسترون جيلاً مؤمناً مجاهداً متولياً لله ولرسوله ولأعلام دينه، جيلاً ستكون نهاية عمالتكم وارتزاقكم وتطبيعكم على يديه، بإذن الله تعالى.