ضرورةُ الحب وحاجة الناس إليه في هذه الحياة
القاضي/ حسين بن محمد المهدي
الحب عاطفة إنسانية، ونعمة ربانية تلبي حاجة الإنسان في حياته، وتسعده في أغلب أوقاته، يظفر به المتقون، ويفوز به المؤمنون، ويتمتع به الراشدون، ويضل به المنافقون.
أفضل أنواعه: محبة الله ثم محبة أنبيائه وأوليائه ومحبة شريعته وما يحبه (أحبوا اللهَ لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي).
للمحبة في حياة الإنسان أثر كبير على سلوكه وتصرفاته ومواقفه، فقل ما يفارقه ذلك في صباه وشبابه وشيخوخته.
فأغلب ما في الكون من علوم وفنون وجمال ومال وانهار ونبات محبب إليه يولِّدُ لديه شيئاً من الطاقة وحب العمل والإيثار والشجاعة والانتصار على الشدائد محفزا له على طاعة الله الملك الوهَّـاب.
يتميز المحبوب لله في هذا الكون بحب ما اودعه الله من النعم فيه فيشكرونه عليها ويخلصون له فيها بالعمل.
وبالحب تسير الجيوش وراء قائدها لتقاتل في سبيل الله.
وبالحب تنقاد الرعية، وتشدوا الطيور، وقد أحسن من قال:
ليس حبا غزلا يمطرنا
في سطور الكاتب الحر الأبي
إنما الحب دمٌ تنزفه
في سبيل الله خير القرب
او سجودٌ خاشعٌ ترسمه
فوق خد الطين فاسجد واقتربِ
بالحب يعم السلام، وتحل المودة والوئام، ويعمل بالأحكام، وتصان الحرمات، وتقدس القربات.
وأبلغ كلمة قيلت في الحب بين الله وخلقه (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ).
فالقلوب المحبة لله تمتلئ نورا وتزداد سرورا: (قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء)
من منح الثقات محبته على الخير أعانوه وصفت أيامه وتحقّقت أحلامه.
ولا تعطي ودك غير الثقات
وصفو المودة إلا لبيبا
فالمحبة والمودة أقرب الأسباب وأنفع الأخلاق، فمن أحسن إلى الناس أحبوه، وفي الحديث: (جُبِلت القلوب على حب من أحسن اليها وبغض من أساء اليها).
فكل امرئ يولي الجميل محبَّبٌ
وكل مكان ينبت العز طيبُ
فمن صحت مودته احتملت جفوته.
ما القرب إلَّا لمن صحت مودته
ولم يخنك وليس القرب للنسب
فكل محبة في الله تبقى على الحالين من فرج وضيق.
فليس في الحياة شيء يزينها مثل الحب، فبالحب تتجدد الحياة وتصفو، وتشرق بالجمال وتزهو.
ولكن في الناس من جبل على إنكار نعمة الله وأحب القبائح وارتكاب الفضائح وأحب غير الله أندادا من خلقه (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّـهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّـهِ) فكم هو قبيح إن نجد في الناس من يحب الصهيونية اليهودية على قبحها ويتبعها على كفرها ويسعى إلى تأييدها على ظلمها للمسلمين في فلسطين أُولئك الاذلون أُولئك المسرفون أُولئك الذين نسو الله فأنساهم أنفسهم أُولئك الذين يجب على المسلمين جهادهم لكفرهم وبغيهم وكرههم لنعم الله وغدا ينتصر المسلمون وتتحرّر الأقصى بإذن الله (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أي مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).