علمٌ وجهاد
عبدالله الأشول
حين تنبَّأ فرعونُ بأن زوال مُلكه على يد أحد المواليد في زمانه أقدَمَ على قتل أي مولود في تلك السنة؛ ليقضيَ على جميع الأطفال؛ خوفاً من الطفل الذي سيأتي ليزيلَ ملكه، لكن مشيئة الله تجري كما يريد الله -سبحانه وتعالى-، فألهم اللهُ أُمَّ موسى -عليها السلام- أن تلقيَ طفلَها في اليَم.
قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).
والتقطه حراس فرعون من شاطئ البحر وأخذوه إلى فرعون فأمر بقتله، قالت زوجة فرعون: دعهُ عسى أن يكون لنا ولد، فنشأ في قصر فرعون وترعرع في ملكه، ورُدَّ إلى أمه لترضعه ولتطمئن عليه، وحين أتى الوقت المعلوم ليزول فرعون وملكه على يد موسى -عليه السلام- من خاف منه فهو من ربَّاه في قصره فجاء وعدُ الله فغرق فرعون وجنودُه في البحر.
كذلك فراعنة اليوم يريدون أن يمنعوا أطفالنا من أن يتحصنوا في المراكز الصيفية ويتثقفوا بثقافة القرآن؛ لأَنَّهم على يقين أن تلك الثقافة التي سيحملونها من تلك المراكز الصيفية هي كفيلة بزوال ملكهم وتجبرهم.
ففي مجزرة ضحيان حين خرجَ أطفال المدينة برحلة بعد الانتهاء من التعلم في المراكز الصيفية قتلهم فراعنةُ العصر؛ كي يوقفوا المراكز الصيفية، ولكنهم بفعلتهم زادونا إصراراً لإرسال الأشبال للتحصن بالقرآن وتعلم مبادئ الجهاد في سبيل الله.
ازدادَ أبناؤنا ثباتاً وإصراراً وعزيمةً لتعلُّم الثقافة القرآنية التي تجعلهم ينطلقون لزوال الظلم والجبروت كالصواريخ لا يخشون أحداً ولا يرهبون من أحد سوى الله -سبحانه وتعالى-.
عندما عمدوا لاستهداف طلاب ضحيان بعد انتهائهم من المراكز الصيفية؛ بذريعة أنهم خبراء في صناعة الصواريخ؛ لأنهم يعرفون أنهم أقوى من تلك الصواريخ التي يخشونها.
لأنهم يعرفون حقَّ المعرفة أن ثقافة القرآن الكريم تجعلهم كالصواريخ ينطلقون في سبيل الله وإزاحة ظلم وجبروت الطغاة.
هم يخشون من الجيل القرآني؛ لأَنَّ لديهم حصانةً كبيرةً من الضلال والتضليل، وعندهم مناعة قوية لمواجهة الطاغوت والمضلين.
فيا من خشيتم وحاولتم منعَ المراكز الصيفية أن لا تتم: نبشركم أنها تجود بثمارها وبركاتها؛ فهم تلك الأيادي في البحر تغرق سفنَكم.
الويل لكم من هذ الجيل القادم فهو متسلِّحٌ بأقوى الأسلحة، ألا وهو سلاح الإيمان، سلاحُ الثقافة الصحيحة من الثقلَينِ، من كتاب الله، وعلى يد عَلَمِ الهُدى سيدي ومولاي عبد الملك بن بدر الدين من عترة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم-.