بيّض اللهُ وجهَك يا ابنَ بدر الدين كما بيَّضت وجوهَنا أمام العالمين
الشيخ موسى المعافى*
في كُـلّ يوم اعتزازي وحبي وتقديري لسماحتكم يزداد..
وبكل لحظة أجد نفسي لسحر خطابكم النوراني تنقاد..
وينتهي زمن خطابك فيظل صداه يصيب في تفاصيل وجداني المراد..
من أنت يا بن بدر الدين..!؟
أمثلنا أنت مخلوق من الماء والطين..!؟
أم ترى ربي -عز وجل- براك وحدك من نور جلال وجهه المبين!؟
فمضى حبكم يشق بأنواره طريقه إلى قلوب العباد شقاً..
ويسبق بهاؤه المضللين والمرجفين إلى عقول جماهير الأُمَّــة سبقاً..
ومضى سحر بيانك الرباني يسترق حتى قلوب مبغضيك رقاً..
. فأي قائد أنت أي قائد..!؟
يحاول هذا العالم البائس أن ينال منك وتظل لسماوات النصر صاعد..
وَمسمى الهزيمة تحت قيادتكم غير وارد..
وَفي نهجك المبارك عداك تحتار..!
ولعينيك إن أمرت وبكل حب تشرب كأس منيتها الأنصار..
فأي قائد أنت من نور وجهك الوهاج تستمد شمس الحقيقة الأنوار..
الحج وَمذ صغري عرفته مرة في كُـلّ عام..
وصرت أراه يتكرّر بساحات وميادين يمن الإيمَـان في كُـلّ جمعة فعليك يا مولانا السلام..
فبذلك الطوفان البشري الذي تزدحم به أرجاء يمننا السعيد والأسعد بمثلك قائدًا تحولت رموز الكفر إلى أقزام..
لله دَرُّك أيها القائد العملاق..!!
فعلى يديك الكريمتين الطاهرتين بت أرى علوَّ اليهود الكبير قد أدركه المحاق..
وما علو طغيانهم على المستضعفين في غزة إلا برهان ساطع على غرقهم في بحار من الإخفاق..
سلام الله عليك يا سيد النبل والمروءة..
سلام الله عليك يا أيها القائد الذي نحر شر زماننا وسوئه..
وأسبغ جسد الجهاد تحت ظل عهده المبارك طهوره ووضوئه..
لله درك يا -بن بدر الدين- فبأنوار هدى خطابك الأسبوعي ولعيون الأقصى الشريف وغزة العزة تزدحم مياديننا والساحات..
ويجدد العهد بالنصرة للمستضعفين بغزة لرب الأرض والسماوات..
ويتواصل الإقبال على معسكرات نصرة الأقصى لإعداد إمدَاد اليمن من خيرة رجال يمن الحكمة ولتلقي التدريبات..
فبيض الله وجهك أيها السيد العلم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه..
ففي كُـلّ يوم وجمعة وشهر منذ مائتي يوم مضت على قيام طوفان الأقصى وَخادمك موسى يستقرئ أخبار دولنا العربية والإسلامية للأسف الشديد..
ولم أجد ساحات شوارعهم وميادينهم من الغاضبين لما يرتكبه اليهود الغاصبون بغزة إلا خالية..
لا حراك.. ولا غضب.. ولا حرقة.. ولا مسيرات ولا وقفات ولا احتجاجات إلا ما ندر..
شوارع دول الكفر وساحاتهم العامة ازدحمت بالشرفاء من غير العرب والمسلمين وبلداننا يخيم عليها الصمت فلا تسمع لهم حساً ولا ترى لهم في ميادين نصرة إخوانهم المظلومين أثرًا..
إلا في يمنكم أيها القائد الفذ الهزبر..
ولولاك بعد العلي العظيم ما حمد لنا في العالمين خبر..
فسلام الله عليك يا مولانا أبا جبريل..
وامض بنا إلى ميادين نصرة الإسلام والمسلمين..
وثق أن الله معك ولك خير الناصرين..
فعلى يديك الطاهرتين سنرى وعد الله الكريم (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ).
خلفك نحن ومن بين يديك وعن يمينك وشمالك والقوي المتين من فوقنا وفوقك فلا تبرح جبل الرجولة وَالبطولة وَلو لم يبق على ذلك الجبل غيرك..
وَإن توقف الناس عرباً ومسلمين وكلّ العالم توقف حكاماً ومحكومين فلا تتوقف..
وإن فتر الناس أجمعون فلا تفتر..
وَاكتب بقلم صدقك وثباتك وعملك وكلّ مواقفك المشرفة التي رفعت رؤوسنا اكتب عن غزة كأنك الوحيد الذي عليه أن يوثق دماء أهلها..
وأبكهم شجاعة ونصرة وانتقاماً من عدو الله وعدونا كأنك لو لم تبكهم ما قام لهم مأتم..
وَأر الله عذرك يا شعب الأنصار موقناً أن كُـلّ إنسان لا يبذل ما بوسعه فقد خذلهم..
وحسبنا الله.. حسبنا الله.. حسبنا الله ونعم الوكيل.
* عضو رابطة علماء اليمن