إصلاحُ ما أفسدته الوهَّـابيةُ والتكنولوجيا
دينا الرميمة
من خلال متابعتنا للحرب الحالية على غزة وَالدعم اللامحدود من أمريكا والغرب للكيان الصهيوني والذي بدوره نفذ أبشع الجرائم في غزة وَارتكب فيها من المجازر التي تؤكّـد أنها تَنُمُّ عن حقد دفين لمنفِّذيها، حقد ليس وليد الطوفان إنما رضعوه مع حليب أُمهاتهم وغذاه فيهم مجتمعهم ومدراسهم؛ فيما يؤكّـد أَيْـضاً أنه ليس حقداً فقط على غزة وَفلسطين إنما هو على الإسلام ونبيه الكريم والأمّة المحمدية أجمع، التي وللأسف نرى الكثير منها قد توجّـهوا لمد يد السلام والمحبة لليهود وَتجندوا لبث سمومهم لتدجين عقول أبنائهم حول فكرة القبول باليهود تحت خدعة التسامح بين الأديان وتحت مسمى التطبيع، متجاهلين كُـلّ آيات الله التي تحرم الولاء لليهود وتحذر من اتِّباعهم وتدعو للبراءة منهم، حتى أصبح الكثير منهم متأثراً بأفكارهم ولاهثاً وراء كُـلّ مظاهر التفسخ والعادات الدخيلة على مجتمعنا المسلم كظاهرة الاستكلاب والمثلية التي يشجع عليها الغرب الكافر!! وهذا فيه دلالة كبيرة على أن اليهود وأعداء الأُمَّــة قد نجحوا بشكل كبير في حربهم الناعمة وغزوهم الفكري لنا كأمة أصبح الكثير منها مقلدًا لهم وَمحاكيًا حضارتهم الهشة التي همشت الحضارة الإسلامية واتهمتها أنها وراء التخلف والرجعية!!
وإذا ما جئنا للبحث عن أسباب لجوء الأعداء لخطوة الحرب الناعمة والغزو الفكري للأُمَّـة وتأريخها سنجد أنها خطوة جاءت بعد الهزائم العسكرية الكثيرة لهم في الحروب الصليبية على المسلمين والتي كان النصر فيها للمسلمين؛ ما جعلهم يتيقنون أن الحرب العسكرية ما تزيد المسلمين إلا قوةً ومنعة؛ بسَببِ ما يحملونه من عقيدة التوحيد وقيم الدين المحمدي الأصيل الذي غرس فيهم قيم التوحيد وثقافة الجهاد والاستشهاد والدعوة للعلم الذي من شأنه أن يصنع منهم أُمَّـة لها كافة المقومات الحضارية!!
لذلك كانت خطتهم سلب هذا السلاح القوي من قلوب أبناء الأُمَّــة وتثبيطهم عن الجهاد والمواجهة وعن أي منحنى أَو توجّـه يزيدهم قوة ويعلي شأنهم حتى يبقوا مُجَـرّد تابعين لهم منفذين لمخطّطاتهم.
بمعنى أنها حرب على الهُــوِيَّة والقيم والأخلاق وعليها ساعدهم الفكر الوهَّـابي وَالتكنولوجيا وبهما نشروا أفكارهم الهدامة للدين والثقافات المغلوطة وَعبر القنوات الفضائية وما تبثه من المسلسلات والبرامج، التي يتسنى لمن تابعها وتفحصها سيجدها مليئة بالأفكار الهدامة للشخصية وَقيم الدين والأخلاق، بل إن منها ما يدعو للإلحاد والكفر، أضف إلى مواقع الإنترنت التي أتاحوها للجميع وأصبح الكثير منكبًّا ومدمنًا عليها!
وقد كان تركيزهم وبشكل كبير على شباب الأُمَّــة وجيلها الناشئ لعملهم أن أدمغتهم ما تزال غَضَّةً طريةً تتقبل كُـلّ ما يصل إليها وغزوها إذَا لم يكن هناك من يراقب ويمنع هذه السموم عنها.
وربما سمعنا الكثير من الأُمهات والآباء يشكون من إدمان أولادهم على هذه المسلسلات ومواقع الإنترنت، وما أحدثته من تغيير في سلوكياتهم وتعطيل مواهبهم التي قد يعود استغلالها عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع والفائدة!!
ومما يؤسف أن الكثير من أبناء الأُمَّــة ساعد العدوّ في حربه الناعمة إما على حين غفلة أَو بشكل موجه وممنهج، إلا أننا في يمن الإيمان وبحكمة وفطنة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي كان يقضاً لكل مخطّطات الأعداء الخبيثة علينا كأمة، وعليها أعلنها حرباً ومعركة وعي لصد هجمتهم الشرسة؛ انتصارًا للهُــوِيَّة الإيمَـانية وقيمها وأخلاق نبيها التي قال إنه إنما بُعِثَ لإتمامها، عبر المراكز الصيفية التي تعتبر هي الجبهة الأهم لإدارة هذه المعركة للتصدي لمكائد اليهود وانتشال أبنائنا من عفن الفكر الوهَّـابي الذي ملأ المناهج في المدراس واستبداله بالثقافة القرآنية، وعلوم آل البيت بما من شأنه أن يحصن العقول من كُـلّ الأفكار الدخيلة على قيمنا وبما يجعل هذا الجيل يحمل بعداً ثقافيًّا عن مخاطر التبعية لليهود والولاء لهم واللهث وراء حضارتهم ليكون جيلاً متضامناً مع دينه وقرآنه وصانعاً حضارة أُمَّـة كانت وستعود خير الأمم، جيل صار لديه من الوعي والبصيرة كُـلّ ما يمكنه من الوقوف بوجه كُـلّ رث وغث، أضف إلى تنمية قُدْراتهم ومواهبهم واستغلال طاقتهم بكل ما يعود عليهم وعلى أمتهم بالنفع.
وعلى الرغم من هجمة العدوّ الشرسة على هذه المراكز تشويهًا وانتقاصًا وتوصيفًا بكل ما لا يليق بها وتحذيرًا منها إلا أن جنود معركتنا انتصروا فيها بحكمة آباء وأُمهات لمسوا الكثير من التغيير الإيجابي في سلوكيات أبنائهم فحرصوا على الاستزادة منها؛ بما يجعلهم مطمئنين على أبنائهم من أي خطر ومكيدة.