العملياتُ اليمنية الناجحة والقناعاتُ الأمريكية المتزايدة بالرحيل
عبدالجبار الغراب
مثلت مختلف الأحداث الحالية والدائرة في منطقة الشرق الأوسط بالذات إخراجها لوقائع معكوسة بحسب المعطيات والافتعالات المبرمجة والمدروسة وبنتائج مقلوبة لكل الفرضيات والمحاور والسيناريوهات العديدة المرتبة والموضوعة التي تم إعدادها من قوى الشر والاستكبار الأمريكان والصهاينة وأدواتهم الأعراب المتصهينين من الملوك والأمراء والمنافقين والعملاء الموالين للنصارى واليهود المنفذين لأهداف أمريكا و”إسرائيل”، لتنقلب كُـلّ هذه الأحداث المعدة والمبرمجة وبكامل محاورها رأساً على عقب، لتظهر التوازنات العسكرية وتتغير موازين القوى العالمية وتتصاعد النجاحات الهائلة لقوى محور المقاومة الإسلامية التي عصفت بالأمريكان وحلفائهم ووضعتهم في تيهان وشرود فدخلوا في حسابات ومراجعات عديدة لإيجاد الأوراق والبدائل لتحسين أوضاعهم المتهاوية والمنكسرة في كُـلّ جبهات محور الدعم والإسناد لمعركة طوفان الأقصى.
كانت للنجاحات المتصاعدة التي حقّقتها دول محور المقاومة تماشيها مع تطلعات شعوب هذه الدول، ولنتائجها المحقّقة سرعتُها في عكس وقائع الأحداث المعدة من قبل الأمريكان، وللمتغيرات فرضها في رسم متغير جديد؛ بفعل نضال جهادي وقوة صمود شعبي أُسطوري لشعوب محور المقاومة.
لتتواصل الضربات الحيدرية اليمنية ضمن مسارها المرسوم المساند والداعم لفلسطين وإعلانهم التاريخي الإنساني لمساندة الشعب الفلسطيني وبالأفعال الواقعية حقّقوا نجاحات كبيرة والتي وضعت معها أعتى الجيوش العالمية من الأمريكان والإنجليز في مستنقع وفخ كبير بشنهم للعدوان على اليمن واليمنيين لمساندة الكيان الصهيوني، لحماية سفنه من الاستهداف العسكري من قبل الجيش اليمني، لتفشل كُـلّ مساعي الأمريكان في ردع شعب اليمن والإيمان المُستمرّين على ثباتهم وموقفهم الصلب في توجيههم للضربات القوية للعدوان والتي قصمت ظهر وحجم ومكانة الأمريكان كقوة عظمى عالمية، ليتخبطوا في إيجادهم للبدائل والأوراق التي قد تعيد لهم الحسابات في ارتكابهم لخطأ قيامهم بالعدوان على اليمن واليمنيين وإسنادهم للصهاينة.
هشاشة أمريكية واضحة وظاهرة سياسيًّا وعسكريًّا، وضعف كبير وترهل بشكل دائم ومتواصل وتقزم تام لحجم ومكانة الأمريكان العالمية وهروب من عدم إفصاحهم للخسائر التي يتعرضون لها من قبل القوات المسلحة اليمنية في استهدافهم لسفن وناقلات الكيان الإسرائيلي ومدمّـرات وبوارج عسكرية وسفن تجارية للعدو الأمريكي والبريطاني، لتبلغ العمليات العسكرية اليمنية إلى أكثر من 107 عمليات، مؤكّـدة بذلك على مدى التفوق الكبير والتقدم والتطوير العسكري المتصاعد للجيش اليمني وقدراته على المواجهة وإصراره لتنفيذ عملياته العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي رغم كُـلّ المساندة الأمريكية والبريطانية العسكرية واعتداءاتهم الإجرامية المتواصلة على اليمن، الذين فشلوا في ردع أَو تقليل من عمليات اليمنيين.
مثّل الصمود والإصرار والثبات اليمني في مواصلتهم لإسناد الفلسطينيين وتنفيذهم لعمليات عسكرية كبرى وإخراجهم للمفاجآت العظيمة وضربهم القوي للسفن والبوارج والمدمّـرات الأمريكية والبريطانية تأثيرها الفعال، والتي جعلت الأمريكان يعيدون الحسابات والتقييم والدراسة بأنه لا جدوى من إيقاف عمليات اليمنيين وفشلهم لمساندة وحماية سفن الكيان الإسرائيلي وقناعاتهم الكبيرة بعدم خوضهم للمزيد من المواجهات المباشرة ضد القوات المسلحة اليمنية.
شكلت العمليات العسكرية اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وُصُـولاً للمحيط الهندي نجاحاتها المتصاعدة لمساندة الفلسطينيين في إرباكها للصهاينة وخلقها لتحدياتها الكبيرة للأمريكان لصعوبة المواجهة مع الجيش اليمني وإعطائها لقناعات متزايدة من عدم جدوى الاستمرار والاستعداد للرحيل والمغادرة، والتي كشفتها وأوضحتها العديد من المؤشرات بمغادرة الفرقاطات الأُورُوبية والبوارج الحربية الأمريكية والانسحابات الكثيرة لقطعهم العسكرية وفشلهم استخباراتياً والسقوط المذل والمهين لأحدث طائراتهم التجسسية المتطورة الحديثة كنوع MQ9 والتي أسقطتها الدفاعات الجوية اليمنية مؤخراً في محافظة صعدة والتي سبقتها عمليات مختلفة وبأسلحة متطورة وبصواريخ مناسبة، ليظهر التردّد الأمريكي عن الإفصاح أَو الاعتراف لمد تأثيرها على صناعتها العسكرية وتسويقها في الأسواق العالمية لتكشف النجاحات اليمنية في إظهارها لهشاشة الصناعات الأمريكية ولطائرات MQ9 التي تم إسقاطها ثلاثة مرات، ففي يوم 8 نوفمبر 2023 في الساحل الغربي و18 يناير 2024 في محافظة الحديدة و25 إبريل 2024 بمحافظة صعدة، ليظهر الارتباك والتيهان ويزداد الانبهار الأمريكي بمستوى التفوق والتطور اليمني المتصاعد، وبإمْكَانياتهم العسكرية في إسقاطهم لأحدث الطائرات الأمريكية، والتي نقلتها عدسات الإعلام الحربي اليمني بعرضها لحطام الطائرة الأمريكية ومن داخل محافظة صعدة كانت حقيقتها الثابتة لا يستطيع الأمريكان معها النكران بصعوبة المواجهة العسكرية مع القوات المسلحة اليمنية وبقناعاتهم المتزايدة للرحيل والمغادرة.