ضُباط الغزو الثقافي والفكري (الحرب الناعمة)
لؤي زيد بن علي الموشكي
قبل كُـلّ شيء يجب علينا جميعاً، خُصُوصاً نحن الشباب الجامعي لا بُـدَّ من الاقتناع الحقيقي والصحيح بأصل وجود وقيام الحرب الناعمة ولا بدَّ من الاقتناع بديمومتها أَيْـضاً، ويجب الفهم العميق لطبيعتها والآليات واستراتيجيات وتكتيكات عملها الماكر، فلا يمكن أن نكون في مقدمة المواجهة والتصدي لها دون الاقتناع اليقيني بخطورتها.
فالحرب الناعمة منظومة متكاملة، وما لم نقتنع ونلتفت نحن كمتصَدٍّ للمسؤولية إلى أصل وجود هذه الحرب الناعمة وإلى ديمومتها واستمراريتها فلن نستطيع اكتشاف وتلمس المخطّطات ورؤية عمل العدوّ، ولن نستطيع معرفة وتحديد الأدوار المطلوبة منا، وسنبقى عُمِيَّ البصيرة عاجزين عن الرؤية نتخبط بدون سبيل واضح.
يجب علينا نحن الشباب الجامعي ألا نكتفي باكتساب العلم فقط، فإلى جانب اكتساب العلم، يجب أن نستثمر مرحلتنا الشبابية لتهذيب أنفسنا والأُنس بالله والتعلق والمعرفة العميقة لمعارف القرآن وأهل البيت (عليهم السلام).
فواجب علينا أن نُجهِّز أنفسنا بكل وجودنا لهذه الحرب الأخطر من الحرب العسكرية، وأن نستخدم كُـلّ طاقاتنا لمواجهة هذه الحرب، ولا ننسى أن نثق بوعد الله -سبحانه وتعالى-.
البعض من الشباب الجامعي قد لا يدرك أهميّةَ تحَرُّكِهِ لمواجهة الحرب الناعمة ومدى تأثيره وهذه مسألة خطيرة جِـدًّا قد يتحول من مواجِهٍ لهذه الحرب إلى أدَاة لهذه الحرب وهو لا يدرك ذلك.
من خلال قراءتي كتاباً للإمام الخامنئي “سلام الله عليه” حول استراتيجيات الحرب الناعمة، وحديثه عما حصل في سنة 2009 في إيران بعد الانتخابات الرئاسية، ما لفت وشد انتباهي ملاحظة قالها “سلام الله عليه” قال: “لم تفاجئنا الفتنةُ ولكن فاجأنا تحَرُّكُ بعض الأشخاص”.
وقال: إن الحرب الناعمة تصدى لها أشخاص لم يكن بالحسبان أنهم سيكونون من الأدوات التي تستخدمها الحربُ الناعمة. يقصد هُنا الشباب الجامعي، كان لهم الدور الأبرز في التصدي للحرب الناعمة على إيران.
الخلاصة هي أننا نحنُ الشباب وعلى وجه الخصوص الشباب الجامعي يقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة يجب أن ندركها ونتجهز لها بالشكل الصحيح لمواجهتها، وكوفاء لرجال الرجال في الجبهات؛ فهم يقدمون أرواحهم في سبيل الله والوطن، فواجب علينا أن لا نسمح بأن تذهب تضحياتهم.
في الختام من الضروري الحفاظ على مبادئنا وقيمنا العقائدية والمعنوية.