المراكزُ الصيفية محـرابُ بناء للفرد والمجتمع

 

إلــهام الأبيض

في خضم الأحـداث المتواليـة على مراجح الأعوام تغربلنا بأحـداث أنستنا معنى نصرة المظلوم وكبلتنا السنين في مرفئ التفرُّدات، وأصبح كُـلّ منا يحمل ثقافته المحيطة وجعلنا أنفسنا في قيود لا سبيل للنجاة فيها ولا سبيل لنا أن نكون أحراراً، كيف لا ونحن كنا في ملعب الأوهام نلوذ بالفرار من ثقافات هي الأصح أن نكون في سبيلها وتكون هي في سبيل نجاتنا، تعمقنا في المتغيرات وعالم التطور والتغيير على المستوى الشخصي والديني والمتحفظ، ولم نلحظ في أي حال أصبحنا وصارت أيامنا!!، وكيف أصبحت تمضي بنا الأقدار.

تخالطت الثقافات غير المرغوبة والتي فيها يندس السم في العـسل وتغيرت المعتقدات وتبدلت ثقافة الإيمان والحرية والعزة والكرامة إلى ثقافة هزيلة تمحو من الروح معنى أن يكون الإنسان غريباً ويصبح الدين غريباً وحيداً لا ينسجم مع الواقع ولا مع حياة الفرد والمجتمع المؤمن.

ولذلك تحتم علينا وواجب أمام ذلك أن نتمسك بالدورات والمراكز الصيفية التي تقام على منهج الهدى والثقافة القرآنية؛ لكي يزهق الباطل بمحتواه الغربي والثقافات الهزيلة، التي تحيط بالفرد والمجتمع وتجعله في مستنقع الأوهام والرذيلة، لقد منّ الله علينا بأعلام الهدى والمنهج القويم، المبني على أسس التقوى والهداية؛ فوجب علينا بناء الفرد ليكونَ نواةً صالحة.

المراكز الصيفية تعمل على بناء الفرد والمجتمع من جديد وتعيد ثقافة الحياة؛ لأَنَّ الهدى القرآني هو الذي يحفظ الإنسانية والكرامة والحضارة.

المراكز الصيفية جعلت من العلم حياة وجددت معنى العلم الحقيقي بما تحتويه من ثقافات حيوية فعالة تفيد الفرد والمجتمع، وتفيد في أول الصفوف أبناءنا وبناتنا وهم في مرحلة الزهور ومن ثم مرحلة النضوج وجعل العقول مستنيرة، متمسكة بكتاب الله وعترة أهل البيت عليهم السلام، وهي محطة تربوية تثقيفية مهمة أبلغ من أن تكون محطة تعليمية، هي صلة حياة ما بين طلاب العلم والبصيرة والهدى الذي يَجب أن نستنير به وتستنير به عقول أبنائنا وبناتنا وهم في هذه المرحلة من النمو والتفكير، في غير هذا تحتوي على المفاهيم المنيرة وتحتوي على هدى الله الذي هو النور الذي يضيء للإنسان بصيرته على مر الدهور والأعوام.

أليس القرآن بكل ما فيه يعيد البناء القويم والصحيح من الفرد إلى المجتمع وُصُـولاً إلى الأُمَّــة؟

إن كُـلّ أُمَّـة قامت لها حضارة يكون لها هدف ونحن أحق بذلك؛ لأَنَّ مشروعنا هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور، أمام تبجح الغرب الكافر بالحضارة، وقد رأينا وجه حضارتهم الهدام، في وحشية الصهاينة علناً، وَواجب يفرضه الله والقرآن أن نبني حضارة تنقل للعالم حقيقة الإسلام الأصيل وتكشف هشاشة وضعف حضارة المادة والرغبة والبطش اليهودي والخداع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com