تأمُّلاتٌ في محراب البدر اليماني
سند الصيادي
يخاطب يأسَك وَضَعفَك وَتشاؤمَك، وَيرشِدُك إلى طريق مقدَّسة، من خلال خارطة نجاة مفصلة في متناولك أَسَاساً.
يعيد تذكيرك بعظمة الله وسيادته وقوته التي تطغى على كُـلّ قوة، يوضح سطوة وَسلطة الله عليك وقدرته فوق كُـلّ سطوة وَقدرة.. يذكرك بوعود الله لك إن أحسنت، ووعيده إن فرطت، وَعظمة نفوذه وكبر صفاته التي إن أيقنت بها مثلت لك مطلباً تستغني به عن ما دونه طمعاً أَو خوفاً.
يفتِّتُ داخلك عواملَ الضعف واليأس، وَيخلق فيك منطلقات جديدة للخوف والرغبة الذي يجب أن تسكنك، من وحي الكتاب الذي تؤمن به وَتقدسه، وَمن خلال مضامينه -التي غيبت عنك بفعل فاعل- يشير بيده إلى ما يشجعك على التحَرّك وَيمدك بجرعات الطمأنينة التي يستمدُّها وتستمدُّها أنتَ من الله.
وقبل أن تبدأ بحسابات المكاسب والخسائر يفتح لك صفحات فيها القول الفصل، تخبرك بأن كُـلّ مآلات هذا النهج والسلوك وَالتحَرّك وعواقبه إيجابية عليك، ينصحك بأن تتخذ القرار وألَّا تسكُنَك الهواجس أَو تحدث في داخلك أي اضطراب أَو مخاوف، طالما أنت تتحَرّك وفق مشيئة وَعناية وَقواعد وتوجيهات إلهية.
حمل على عاتقه أن ينتشلك من غياهب الليل المعتم، يحدثك من روح هذا الكتاب، وَيجتهد في أن يبلغ بك من خلاله أعلى مراحل الكمال البشري من وعي وَعلم وَمعرفة وَاتساع أفق، وَيترك لفطرتك السليمة أن تتفكَّرَ وَتعيَ، ثم تعيدَ في ذاتك رسمَ وترتيب الأهداف على الطريقة التي يريدها وَيضمن مساراتها هذا الوعد الإلهي.
في هذه الأيّام يطل عليك كُـلّ أسبوع، مفترضاً أن تكون أنت قد قارنت أقواله بأفعاله ورأيت فيها التناغم والانسجام، وحكمت عليها بإنصاف، وكيف لا تحكم وأنت تراه من بين الجموع قد برز مواجهًا لأعتى قوى الأرض إجراماً وتوحشاً وَنفوذاً وَهيمنة منتصراً للمعزولين المنكوبين المستضعفين، ولك أن تتساءل عما يدفعه إلى ذلك دون من حوله من الشخوص والقيادات، وأي منهج تسامى به عن حسابات غيره من الصامتين؟! فلم تغره المكاسب ولم تُخِفْه الخسائر، أي بُعد يسعى إليه هو أعظم وَأنفع وأبقى، لو كان يعرفه الطامعون اللاهثون وراء المكسب لما فرّطوا به ولما ساوموا به، ولكن طبع اللهُ على قلوبهم وعقولهم فضلّوا الطريقَ وَتهافتوا على فُتاتٍ زائل!.