شمَّاعةُ الديمقراطية تكشفُ الوجهَ الحقيقي للصهيونية
أكرم أمين عقلان
خلال القرنَينِ الأخيرَينِ من الزمن ظهر مصطلح الديمقراطية فمن أين جاءت الديمقراطية؟ وأين ذهبت بالعالم؟
لقد انجرَّ الشارعُ السياسي العالمي وراء نظريات اللوبي الصهيوني التي قصد من خلالها تهيئة أرضية السياسة العالمية الخصبة، التي من خلالها يستطيع تنفيذ مخطّطاته الخبيثة، فالديمقراطية هي إحدى تلك الشماعات والتي من خلالها استطاعت الصهيونية أن تغير فلسفة نظام حكم المجتمعات البشرية من فلسفة الوجود الإلهي، وأن الله هو الملك المدبر الذي له الحق في تدبير شؤون البشرية عبر من يريد تعالى استخلافه وإيتائه الملك إلى فلسفة تسليم الأحقية في إعطاء السلطة وتولية إدارة أمور المجتمع البشري للمجتمع عبر نواب له، الإضافة إلى ما أضفته تلك النظرية من حقوق الحريات في التعبير عن الرأي أمام السلطات السياسية إلى آخر تلك الفلسفات الواهية.
والمتأمل في واقع الشارع السياسي سيجد أن تلك الفلسفة قد حقّقت تحولات وانحرافات جسيمة في واقع البشرية استطاعت الصهيونية من خلال تلك النظريات أن تتلاعب بالواقع السياسي العالمي، حَيثُ استخدمت تلك النظريات في تحقيق أهدافها في توزيع القوى العالمية إلى مكونات ضعيفة تحت مسمى دول ومن ثم خلق متغيرات تسبب في خلخلة وهزهزة تلك الكيانات وعدم استقرارها وتقدم قوتها، أَو تكوين أية تحالفات تشكل قوة بينها عبر التحكم بإداراتها ومصائرها عبر زرع العملاء حتى لا تظهر أية قوة في الواقع البشري تهدّد وتواجه مخطّطاتها وأهدافها الاستكبارية.
ولما كانت السنة الكونية الثابتة قائمة على أن الله يفعل ما يريد! فَــإنَّ كُـلّ ذي لب سليم يتأمل فيما يحدث في العالم اليوم سيرى ذلك جليًّا بتجلي إرادَة الله العظيم، بكشف مساوئ تلك النظريات وانكشاف القناع على الوجه الحقيقي للصهيونية العالمية؛ فما يقوم به اللوبي الصهيوني وأذرعه من دول أمريكا وأُورُوبا ضد احتجاجات شعوبها نصرة للمظلومية الفلسطينية من قمع وعنف واعتداءات على النواب؛ أظهر أن الديمقراطية ما كانت إلا شماعة لبسط النفوذ الخبيث والاستكبار الخبيث على البشرية، وما تقوم به أذرع الخبث الصهيونية ضد المحتجين في الجامعات الأمريكية والأُورُوبية هو التعارض الكبير والظاهر مع نظرية الديمقراطية التي يتغنون بها.
فإذا كانت الديمقراطية التي ينادون بها هي أن تقرّر الشعوب مصير الحكم وأن لهم الحرية التامة في التعبير عن رأيها في أي تحول سياسي تقوم به الأنظمة؛ فَــإنَّ احتجاجات تلك الشعوب ونوابها في البرلمانات تعبير عن استيائها عن سياسة أنظمتها الداعم للكيان الصهيوني في ظلم الشعب الفلسطيني ولكن! انكشف الوجه الحقيقي للصهيونية باستكبارها وأنها لا تؤمن إلا بان كلامها وإرادتها هي التي يجب انفاذها في العالم.
فإن لم يقم العالم بأكمله وبالأخص تلك الشعوب الخاضعة لتلك الهيمنة الخبيثة بثورة إبادة عالمية للوبي الخبيث لكان مآل المتغيرات إلى الأسوأ.