أبعادُ الإعلان الجديد للقوات المسلحة اليمنية
محمد محمد الدار
أولاً: يأتي التصعيدُ لإفشال مساعي إخراج الأسرى دون وقف للعدوان على غزة؛ لأَنَّ ذلك يعني وضعًا خطيرًا جِـدًّا على أهل غزة والمقاومة عسكريًّا، وقد يقدِمُ العدوّ على التدمير الشامل وموضوع الأسرى يعيقُ اتِّخاذَ مثل هذا الأمر.
ثانياً: يأتي التصعيدُ أَيْـضاً لوقفِ خطرِ اجتياح “إسرائيل” لمنطقة رفح وارتكابِ المجازر واحتلالها وتهجير سُكَّانها؛ علماً أنها تضُمُّ نسبةً كبيرةً من النازحين من غزة.. وتهجيرُهم هدفٌ أَسَاسيٌّ لـ “إسرائيل”.. ولمنع عودتهم.. وخلق واقع خطير ديمغرافياً في غزة.
ثالثاً: تضمَّنَ التصعيد توسيعاً نوعياً في طبيعة الاستهداف للسفن ونطاقه الجغرافي والتجاري، حيثُ إنه:-
1- بمُجَـرّد تورُّطِ أية سفينة في الوصول إلى الموانئ المحتلّة تصبح هدفاً بعد ذلك، سواء قصدت تلك الموانئ أم لا، ما دامت في مرمى السلاحِ اليمني..
مما يعني إجبارَها على الخروجِ من الخدمة أَو تدميرها.
2- أنه في حال اجتياح “إسرائيل” لمنطقة رفح فَــإنَّ أيةَ شركة تتورَّطُ إحدى سفنها في الوصول إلى الموانئ المحتلّة فَــإنَّ ذلك يعني أن جميعَ سفنها أصبحت هدفاً للقوات اليمنية حتى لو لم تقم بقيةُ السفن بذلك، وهذا تصعيد كبير جِـدًّا وغير متوقع نهائيًّا وقاصمة ظهر لشركات الشحن والدول ورؤوس الأموال المستفيدة.
رابعاً: اتسع نطاقُ الحصار للسفن المتجهة إلى “إسرائيل” جغرافياً إلى أقصى شمال البحر الأحمر.. ويعني ذلك قطعَ حركة السفن القادمة من البحر المتوسط عن طريق قناة السويس باتّجاه “إسرائيل” وهي المنطقة المسمَّاة في القرآنِ الكريمِ “مجمع البحرَين” التي وصل إليها نبيُّ الله موسى، وتسمى في الخرائط الجغرافية “رأس محمد”.. وهذا يعني قطعَ شريانٍ آخرَ للحركة التجارية المتجهة إلى الكيان.