صنعاءُ ترفعُ سقفَ تصعيدها وعدوٌّ يدفعُ فاتورةَ عدوانِه
بشرى خالد الصارم:
بين حصار شبيه بمثلث برمودا من تصعيد يمني نصرة لغزة؛ تصعيد رابع دخل مرحلته الجديدة والواعدة، وعدو مفجوع فزع بات بين كماشة الخزي والزوال، وعالم مذهول من هذه الإمْكَانيات والقدرات التي لم يسبقها في عصرنا الحديث.
حصار خانق أمسى به العدوّ اليوم بعد صبيحة 7 من أُكتوبر، وهَـا هي صنعاء توسع الحصار على الكيان الإسرائيلي وتعلنها حرباً على السفن التي تصل إلى موانئ العدوّ الإسرائيلي عبر البحر الأبيض المتوسط، من أصبح على أشلاء جنوده هَـا هو اليوم أمسى على حصار يفوق توقعاته.
أكبر عملية بحرية في تاريخ الصراع تساق إلى صالح القوات المسلحة اليمنية بتصعيدها الرابع، الذي من خلاله استطاعت اليمن سلب الورقة المهمة في توقيت مهم وحساس جِـدًّا ومنحها للمقاومة الفلسطينية في خضم مفاوضات الهدنة المرتقبة، في ظل التهديدات الجائرة لاقتحام رفح.
تصعيد رابع يشهده العدوّ الإسرائيلي بين كفتيّ ميزان حتمي إذَا ارتفع أحدهما تدنى الآخر، بين كفة الاستهداف للسفن الإسرائيلية وكفة التلويح بعقوبات شاملة على كُـلّ الشركات والسفن المرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة من أية جنسية كانت، وعلى العدوّ الإسرائيلي ومن تحالف معه التنبه لأية كفة سترجح أولاً؟!
وبهذه الخطوة الشعب اليمني وقواته المسلحة بقيادته الحكيمة يُصعّد معركته الحاسمة «الفتح الموعود والجهاد المقدس» ويفتح للعدو أبواب النار والويل ليدفع فاتورة جرائمه ضد الشعب الفلسطيني ثمناً باهضاً.
ما زالت وستظل القضية الفلسطينية هي محور جهاد شعبنا اليمني، وهي أَسَاس ثورته وهدفه لاستئصال الغدة السرطانية بجرعة تلو جرعة، وَبتصعيد تلو تصعيد حتى ينتهي هذا العدوّ ومن تحالف معه، فتصعيدات صنعاء مُستمرّة في حال استمر العدوّ الإسرائيلي والأمريكي في عدوانه على الشعب الفلسطيني، وسندخل مراحل كثيرة وتصعيد خامس يتبعه سادس والمجال مفتوح برمته أمام شعبنا اليمني وقواته المسلحة، كما قال قائده العظيم بأن مراحل التصعيد والخوض فيها هي أمر ضروري وحتمي وأمر لا بُـدَّ منه.
على العدوّ الإسرائيلي وَالأمريكي وضع التصعيد اليمني بما يخص اقتحام مدينة رفح على طاولة الحوار والتعامل معه بحذر ودقة، فقواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد، وأيديهم على الزناد وأعينهم تحت الرصد الكامل الدقيق والمرتقب.
أصبح العدوّ الإسرائيلي والأمريكي في موقف مخز ومذل وله خيار واحد لا ثاني له وهو وقف العدوان على أهلنا في غزة، فشعوب العالم اليوم ليست كما قبل 7 من أُكتوبر؛ ففي ظل انتفاضة طلابية في مختلف جامعات العالم تشهدها الفترة الأخيرة تحت قمع وتعنت وتجبر من حكامها ضد هذه التظاهرات التي تندّد بالعدوان على غزة وتطالب بإيقاف العدوان عليها أصبح العدوّ الصهيوني قاب قوسَين أَو أدنى من الهوان والزوال.
فطرة إنسانية من شعوب غربية تهتف بالولاء للإنسانية وقمعها ورفضها للحروب والمجازر التي تقام في أوساط الشعب الفلسطيني متجاهلين وعدهم المدعو “بالسامية” فأي سامية ودماء الأطفال والنساء تُسقى به أرض الكوكب؟! وأي حرية وصون حقوق وحقوق الأبرياء تنتهك وتستباح بكل برود وتجاهل؟! مشاعر فطرية من أصول غربية يفتقدها العربي المسلم الصامت الذي لم يتحَرّك له جفن من هذه الجرائم التي يندى لها جبين العروبة بحق إخوته العرب والمسلمين داخل الأراضي المحتلّة.
الغزوات والفتوحات تعيد نفسها ولكن بتأييد إلهي يفوق الحداثة والتطور بما يتناسب مع الوقت والزمن والعصر التي تحصل فيه المعارك، مع فارق وقت الإصدار والتعقيب، وانتصارات لعمليات نوعية على مستوى راق لكل محور المقاومة، وتنكيل موجع لعمق العدوّ يجعله في تخبط وضياع وتيه، لا يعلم من أين يتلقى ويتصدى لضربات جنود الله له.
فلله در من صنعوا للنصر آياته.