مسمَّياتٌ تجانِبُ كتاب الله
أُميمة محمد
أينما تولِ وجهك فثمة عُنصرية، يُقال: هذا شيعي، هذا سني، هذا صوفي، هذا اثناعشري، هذا سيد، هذا قبيلي، حتى وصلنا إلى قول هذا أبيض وهذا أسود! من أين جاءت كُـلّ هذه العنصرية والتفرقة ومن أوجدها؟ وهل هي من الدين الإسلامي الواحد، هل هي من القرآن الكريم؟ من المؤكّـد سيكون الجواب.. لا، ليست كذلك.
تركنا كتاب الله وراء ظهورنا، حتى تكدست أفكار السوء بشتى أنواعها، وبكل وسائلها بمساعدة إبليس الرجيم لإضلالنا، نظن أنهُ لن يدخل النار إلا من كان فاسقاً فاجراً متغطرساً، وفي الحقيقة ليس كذلك، إبليس يكفيه أن يغويَك في شيء واحد فقط ليضلك ويوصلك قعر جهنم، يكفي أن تنحرف عن الصراط السوي ولو قليلًا حتى تفقد معية الله ورضوانه وجنته.
كُلُّ اختلاف نحن سببُه، كُـلُّ مشكلة نحن فيها سببُها نحن، نحن من نقول عن أنفسنا مسلمين، مؤمنين، انجذبنا لكل هذه المُسميات البعيدة عن القرآن، البعيدة عن هدى الله، والتي اختلقها اليهود لبث الخِلافات والنزاعات والتفرقة فيما بيننا؛ لكي يسهل عليهم السيطرة الكاملة علينا، كذلك لجذب الانتباه؛ لكي يلتفت الناس لتلك المسميات، ويتركوا القضية المركزية والأَسَاسية التي هي قضية القدس والمسجد الأقصى وفلسطين، وكل يوهم نفسه بأنه على حق، وأنّه هو الأجدر بالتبعية، وفي نفس الوقت هو من رضي بالظلم لإخواننا في غزة، بهذا الصمت الأممي والعربي المُخزي.
مَا الذي صنعته كُـلُّ هذه الأحزاب للقضية الفلسطينية؟ مَا الذي قدمته إزاء هذه الحرب الظالمة على أهل غزة؟ هل دافعت أَو دفعت عنهم شيئًا؟ لم نرَ من تكتل الأحزاب سوى العار والذل والخنوع، تلك الأحزاب التي تظن نفسها قادرة على دفع الضر لم تفتح فمها حتى بكلمةِ تنديدٍ أَو استنكار لكل تلك الجرائم البشعة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم!
ليسوا سوى أسماء وهمية، وأحزاب فاشلة، لا تستطيع أن تتحَرّك دون إذن أولياء الشيطان وأعداء الدين، حتى اضمحلوا في مستنقع النفاق والخيانة والكفر.
ديننا واحد، ونبينا واحد، ليس هناك أحد أفضل من أحد، كلنا سواسية كأسنان المِشط، فقط عملك من يُحدّد جدارتك، عملك في إطار مرضاة الله، عملك بمنهج الله وعلى كتابه الكريم هو من يحدّد عند الله منزلتك وقدرك وليست تلك المُسميات الجاهلية من تُبرز مكانتك.
يجب علينا أن نتوحد في إطار ديننا الذي يحتم علينا ويأمرنا بذلك، ولنكن كما يريد الله لنا أن نكون أشداء على أعدائنا، يقول الله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا…).