المسيرةُ القرآنية تجديدٌ وجهاد
ق. حسين بن محمد المهدي
العمل الإنساني الإسلامي الصحيح هو الذي يستمد من القرآن مثله وأخلاقه ومبادئه وقوانينه وأحكامه؛ باعتبَاره أفضل كتب الله الذي أنزل على أفضل أنبياء الله وخاتمهم.
وقد جاءت المسيرة القرآنية لتحمل مشعل النور القرآني وتعمل بما فيه من قواعد تهذب النفوس وتُقَوِم الأخلاق مستضيئة بهديه.
إن التجديد والاجتهاد في الشريعة الإسلامية يشكل منهاج حياة متجدد على مر الدهور، فإذا أخصب واديه أنبت نباته الحسن، وعمت معارفه العالية بأنوار الهداية عامة البشر، وكأني بالقرآن وقد أطل على كُـلّ بلدان العالم منادياً: أنا الهدى فهل من مهتدٍ بهديه؟
أنا النور فهل من مستضيئ به؟
أنا المنهج القويم فهل من سائر على دربه؟
إذا أخذ المسلمون بمنهج القرآن وساروا على دربه صار ولاءهم لله وشعروا بأنهم أُمَّـة واحدة وحزباً واحداً، أُمَّـة قوية تعلي كلمة الله وتنشر عدل الله، وتبشر برحمة الله، وتخدم شريعة الله، وحزباً يعطي ولاءَه لله ولرسوله وللمؤمنين (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْغالِبُونَ).
لقد تشكلت المسيرة القرآنية من أنصار الله وحزبه، يقودها السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- وسار على ذلك النهج السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- جاعلين ولاءَهم لله ولرسوله ولأنصار الله وحزبه، وبذلك أدركتهم رحمة الله وعنايته ولاح على مسيرتهم النصر وتيسير التصنيع للطائرات المسيّرة والصواريخ المجنحة التي ترمز إلى القوة وفتح أبواب النصر وحلول الرحمة الذي وعدها الله أوليائه الآمرين بالمعروف، الناهين عن المنكر (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أولياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئك سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
فعسى أن يعي المسلمون هذه الحقائق فينضوون تحت لواء القرآن ويعطون ولاءهم لله ولرسوله ولشريعته ولأهل القرآن ولبعضهم البعض، ولا يعطون ولاءَهم لأهل النفاق والكفر المتبعين للصهيونية المتماهين عن نصرة فلسطين.
فالمسلمون يؤثرون ما عند الله وينتصرون ممن بغى عليهم واحتل أرضهم ومقدساتهم في فلسطين، ويجتنبون الفواحش ويستجيبون لربهم، ويبتعدون عن ظلم أهلهم كما هو ديدن أنصار الله في مسيرتهم القرآنية (فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإذَا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ، وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ، وَالَّذِينَ إذَا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ، وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).
أما من أعطى ولاءه للصهيونية اليهودية فقد ضل ضلالاً كَبيراً، وننصح هؤلاء أن يتدبروا قول الحق: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ) (وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ، الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأرض وَلا يُصْلِحُونَ).
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).