رابعةُ التصعيد اليماني من منطلق إيمَـاني وأخلاقي
محمد الضوراني
الشعبُ الفلسطيني ومنذ أكثرَ من 200 يوم من العدوان الصهيوني الأمريكي والصمت الدولي والعربي ضد تلك الجرائم المُستمرّة والإبادة الجماعية من قبل الكيان الصهيوني ضد شعب بأكمله في جرائم لم يشهد له التاريخ مثيلاً ويندى لها جبين الإنسانية، يتحَرّك الشعب اليمني وكل الشعوب الحرة في مساندة الشعب الفلسطيني وإدانة الجرائم المُستمرّة في حالة من الاستهتار بالدماء والأرواح والإنسانية بشكل عام، في حرب ينفذها كيان متشيطن ولا يحمل لا قيمًا ولا أخلاقًا ولا إنسانيةً، بل يريد أن يرغم كُـلّ الشعوب في العالم أن تقبل به وتصمت عن جرائمه بل تبقى متفرجة لما يحدث من إجرام صهيوني لنظام عالمي تقوده الصهيونية والتي تحقد على بني البشر بشكل عام؛ فهم أصحاب مشروع الفساد وانتشاره والظلم والجبروت وتوسعه وامتداده في كُـلّ العالم بما يجعل منه هو السائد في العالم في مشروع يستهدف البشرية بشكل عام، مشروع شيطاني بكل أهدافه ومخطّطاته البعيدة عن المبادئ والأخلاق الإيمانية التي فطر الله عليها بني البشر.
الصهيونية العالمية تعلم حق المعرفة أن فلسطين هي القضية التي لا بدّ أن تنتهي وتفقد كُـلّ عوامل الثبات كمسار وحدوي يسير من خلاله كُـلّ الأحرار في العالم، نجد اليوم أن مشروعهم مشروع إبادة لكل شيء، إبادة للإنسان، إبادة للأخلاق، إبادة للثقافة السليمة، إبادة للفطرة الإنسانية السليمة، إبادة لكل شيء يحفظ المجتمع المسلم والمجتمعات الأُخرى من الخضوع والاستسلام وللانتظار لمشروع الشر ليسود وينتشر.
أن تحَرّك الشعب اليمني قيادة وشعباً وجيشاً هو تحَرّك من منطلق الإيمَـان والأخلاق والوفاء والصدق والإنسانية، هو تحَرّك سليم عجز العدوّ الصهيوني والأمريكي من مواجهته أَو إفشاله؛ لأَنَّه مسار صحيح ومشروع تحرّري يقف في وجه الشيطان ومشروعه الإجرامي مشروع الضلال بكل معانيه ومفاهيمه وأهدافه، نحن اليوم أمام معركة حقيقية ومعركة لا بُـدَّ أن نتحَرّك فيها فلا يمكن أن نتفرج على الشعب الفلسطيني يباد ويقتل ويُجوَّع ويُستخدم ضده كُـلّ أنواع الإجرام.
إن الشعب الفلسطيني ليس وحيداً ومعه الشعوب الحرة التي تخرج في كُـلّ العالم حتى في أمريكا وهي تستشعر أهميّة هذه القضية التي لا بُـدَّ أن نتحَرّك فيها جميعاً للحفاظ على الأخلاق والقيم والحرية الحقيقية في ظل الخير ومشروع الخير المناهض لمشروع الشر الذي يقوده الشيطان وأولياء الشيطان.
إن إعلان القيادة الثورية عن المرحلة الرابعة من التصعيد ضد العدوّ الصهيوني ليست مُجَـرّد عبارات تردّد أَو لمُجَـرّد الكلام، هو قول وفعل في الواقع، وهو موقف لن يتغير لدى الشعب اليمني والقيادة الثورية والعسكرية، الكل في مسار واحد وفي توجّـه واحد لن يتغير أَو يتبدل؛ فالعدوان على الشعب الفلسطيني واستمراره هو عدوان على اليمن والأمة الإسلامية بكلها والعالم الحر، ولن نترك المجرم الصهيوني والأمريكي يستمر في إجرامه وفي طغيانه وجبروته، لن نتفرج والشعب الفلسطيني يباد، وهذا موقف ثابت كالجبال الشامخة، العدوّ الصهيوني والأمريكي في أضعف أحواله، وقد انكشف وتعرى بمشروعه الإجرامي أمام كُـلّ العالم وفقد هيبته العسكرية والسياسية، وأصبح رمزًا للإجرام والشر ومن يقفون معه هم أدواته للشر والعدوان والإجرام.
إن نهاية هذا العدوّ أصبحت قريبة وأصبح الأحرار والشرفاء في موقف القوة، بل وتعزز مشروع الحرية والاستقلال في المنطقة والعالم بتحَرّك الشعوب وتحَرّك الدول سواءٌ أكان في أُورُوبا وأمريكا شعبيًّا وفي إفريقيا بطرد المحتلّ الأمريكي منها في ثورة شعبيّة سوف تستمر وتتطور وتتوسع طالما العدوّ الصهيوني والأمريكي مُستمرّ في عدوانه على الشعب الفلسطيني، التغيرات العالمية كبيرة والتغيرات العسكرية واضحة فالشعب الفلسطيني يواجه عدواً للإنسانية كلها، وكل الأحرار إلى جانبه وكل الشرفاء يقفون معه حتى النصر والتمكين وحتى تزول “إسرائيل” كدولة مجرمة وكيان ومشروع مجرم يعتبر خطراً على العالم كله ولا بد أن ينتهيَ كمشروع ودولة.