صرخةُ العصر وشعارُ الدهر
أمل عباس الحملي
في زمن تواجه فيه أمتنا الإسلامية تحديات خطيرة واستهدافاً شاملاً يستحضر ذهننا الموقف العظيم الذي أطلقه السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” في محاضرته الهامة “الصرخة في وجه المستكبرين” وقد جاءت هذه المحاضرة في ظروف حساسة وخطيرة، حَيثُ كانت أمتنا تواجه استهدافًا عدائيًّا شاملاً من القوى العالمية بداية من الحملة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر التي استغلتها لاحتلال العديد من البلدان والسيطرة على مصائرها.
وفي ظل هذه المرحلة الخطيرة كان من المهم ألا يكون هناك سكوت أَو استسلام أمام هذا الاستهداف.
وهنا جاء دور السيد حسين بدر الدين الحوثي، الذي أطلق مشروعاً قرآنياً رائداً وأعلن شعاراً يعكس موقفه الحكيم والمدروس
“الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.
كانت هذه الصرخة تعبيراً عن رفضه للاستعمار والهيمنة ورغبته في الحفاظ على كرامة الأُمَّــة وحريتها واستقلالها وعدم السماح للأعداء بتحقيق مآربهم في المنطقة.
وعندما نتحدث عن هذه الصرخة يجب أن نتذكر أن أمريكا وحلفاءها سعوا إلى احتلال العراق وأفغانستان وكان لديهم خططٌ للاستيلاء على العديد من البلدان في منطقتنا.
وكان هدفهم الوصول إلى السيطرة الشاملة عبر القواعد العسكرية والهيمنة السياسية والاقتصادية والأمنية، وكانت هناك عقدة عداء واضحة تجاه الإسلام والمسلمين وكانوا يسعون للاستفادة من ثروات الأُمَّــة وتقويض هُــوِيَّتها وقيمها.
لذلك، قام السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” بمبادرة قرآنية تعبر عن توجّـهه في مواجهة هذه الهجمة العدائية التي تستهدف أمتنا الإسلامية وأعرب عن هذا التوجّـه من خلال شعار البراءة، حَيثُ دعا إلى صرخة ضد المستكبرين وطلب من المؤمنين التفاعل مع هذا الشعار والانخراط في هذا المشروع حتى يدركوا طبيعة المرحلة التي نعيشها والتحديات والمخاطر التي تواجه أمتنا.
ففي ظل الاستسلام والصمت تبقى الأُمَّــةُ عُرضةً للخطر وتكون واقعُها مستضعفاً وخانعاً أمام تلك المخاطر الكبيرة التي تأتي من جانب الأعداء.
ولذا؛ فَــإنَّ دعوة السيد حسين بدر الدين الحوثي، تأتي لتحث المسلمين على الوقوف بقوة والتصدي لهذه المخاطر وعدم السكوت والاستسلام لها.
إن مشروعه القرآني يهدف إلى تعزيز الوعي والتحفيز للعمل الجاد والمثابرة في سبيل حماية الأُمَّــة والدفاع عن قيمها ومبادئها، ويدعو للتوحد والتكاتف والعمل المشترك لمواجهة الأعداء والمحافظة على استقلالية الأُمَّــة وكرامتها.
إن الاستجابة لهذا الشعار والمشروع يعتبر تعبيراً عن الثبات والقوة والرفض لكل محاولات الهجوم والاستعباد ومن خلال التفاعل والتحَرّك يمكن للمسلمين تحقيق تغيير إيجابي ومواجهة التحديات التي تواجه الأُمَّــة في هذا الزمان.
إن دعوة السيد حسين بدر الدين الحوثي تذكرنا بأهميّة الوقوف معًا كأمة وتعزيز روح الوحدة والتضامن، فقط من خلال التعاون والتكاتف يمكن لنا التغلب على التحديات والدفاع عن مبادئنا وقيمنا.
ومن موقفه الذي اتخذه في تلك الظروف الصعبة يجب أن يكون مصدر إلهام لنا جميعاً فقد أظهر قوة الإرادَة والعزيمة من مكنونه بالاستشعار في مواجهة الظلم والاستكبار.