تصعيدٌ متصاعِـدٌ أمام فشل المخطّطات الأمريكية والصهيونية الجديدة
محمد علي الحريشي
نزل إعلان ناطق الجيش اليمني العميد يحيى سريع، بدخول الجيش اليمني المرحلة الرابعة من التصعيد في عملياته العسكرية ضد العدوّ الصهيوني لتشمل نطاقاً جغرافياً جديدًا يكون مسرح عملياته البحر الأبيض المتوسط، نزل ذلك الإعلان يوم الجمعة الماضي، على العدوّ الصهيوني ومن يقف خلفه مثل أمريكا وبريطانيا ليشكل ضربة قاضية؛ فخلط أوراقهم.
إعلان المرحلة الرابعة من التصعيد ضد الكيان الصهيوني جاء في مرحلة ووقت حساس تصاعدت فيه وتيرة المؤامرات الأمريكية والصهيونية على الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة التي بلغت ذروتها خلال الأسبوع الماضي، عندما مارست حكومة الولايات المتحدة الأمريكيّة حراكاً ديبلوماسياً نشطاً لصالح إنقاذ حكومة العدوّ الصهيوني وانتشالها من المستنقع الذي دخلت فيه في أوحال قطاع غزة منذ سبعة أشهر، النشاط الديبلوماسي والسياسي الأمريكي اتخذ مسارين متوازيين يلتقيان في نقطة واحدة وهو القضاء على المقاومة الفلسطينية وتصفية جنوب قطاع غزة من الوجود الفلسطيني، المسار الأول هو تسويق الوساطة المصرية القطريّة وبعثها من جديد عبر تحريك الوساطة بعمل جولات مكوكية ومفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين واليهود تراوح مكانها وتدور في حلقات مفرغة مثلها مثل جولات محادثات السلام الوهمية بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية في رام الله، تلك الجولة من المفاوضات الهدف منها كسب الوقت لصالح العدوّ الصهيوني والتغطية على المسار الثاني الذي تحضر له أمريكا باجتياح جيش العدوّ جنوب قطاع غزة بعملية عسكرية سريعة وخاطفة، للقضاء على المقاومة الفلسطينية وتحرير أسرى العدوّ الصهيوني وبعهدها تفرض الحكومة الصهيونية شروطها في القضاء على المقاومة الفلسطينية وفرض واقع سياسي جديد في قطاع غزة يكون نسخة من الوضع السياسي القائم في رام الله، المسار الأمريكي الصهيوني الثاني الذي بني على مخطّطات عسكرية متكاملة توجتها أمريكا بمؤتمر وزراء خارجية عدد من الدول العربية المطبعة في الرياض، من ضمن أهداف ذلك المؤتمر تحييد اليمن عسكريًّا وإشغاله بإشعال جبهات مع المرتزِقة بدعم ومشاركة أمريكية خليجية، ليتفرغ الجيش الصهيوني للقضاء على المقاومة الفلسطينية، وفي نفس الوقت تستغل الحكومة الصهيونية انشغال الرأي العام العالمي بمتابعة أحداث الاحتجاجات الطلابية داخل الجامعات الأمريكية التي ستأخذ أوضاعاً تصعيدية من قبل الشرطة الأمريكية لتشد انتباه الرأي العام العالمي إلى تلك الأحداث وتصرفه عن متابعة ما يجري في جنوب قطاع غزة، قطع المخطّط الأمريكي الجديد ضد اليمن بعض الأشواط، دلت عليه التحَرّكات المشبوهة لعدد من قيادات حكومة المرتزِقة في مدينة مأرب وغيرها، وعقد مؤتمر للقوى السياسية في مدينة عدن جمعت الفرقاء من المرتزِقة، وفي نفس الوقت تحَرّكت المطابخ الإعلامية والذباب الإلكتروني بشن حملات إعلامية منظمة ضد قيادة صنعاء، كُـلّ تلك المخطّطات والمؤامرات كانت بفضل الله سبحانه وتعالى، مكشوفة أمام قيادة صنعاء.
المخطّطات الأمريكية ضد اليمن الهدف منها تحييد اليمن عن وقوفه مع الشعب الفلسطيني، هناك قوى دولية تراقب الأحداث خَاصَّة روسيا التي صرح رئيسها وكبار قاداتها بتصريحات تحذر فيه من خطورة توتر الأوضاع في المنطقة جراء الوقوف الأمريكي والبريطاني مع العدوّ الصهيوني، استطاع اليمن إفشال المخطّطات الأمريكية والصهيونية، المراكز السياسية الغربية والصهيونية لا يتجاهلون المواقف اليمنية العسكرية الجديدة ويدركون مدى جديتها، لقد ربط اليمن تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد في حال تمادى العدوّ الصهيوني ومن خلفه أمريكا وبريطانيا في عدوانهم على غزة ودخلوا في مرحلة اجتياح جنوب القطاع، عندئذ سوف يكون لكل حادث حديث، لا ننسى في هذا الصدد الأدوار البطولية التي يقوم بها مجاهدو المقاومة اللبنانية من تصعيد عملياتي ضد العدوّ الصهيوني في شمال فلسطين المحتلّة من قصف وعمليات عسكرية مسددة أربكت العدوّ، التي تزلزل الأرض الفلسطينية من تحت أقدامه، وما صرَّحَ به قائدُ الثورة السيد عبد الملك الحوثي، في خطابه الأخير عصر الخميس الماضي، أن الصراع مع العدوّ الصهيوني لن ينتهي ولن يتوقف بجولة وقف إطلاق النار في غزة في حال تم توافق على وقف العدوان وفك الحصار عن غزة، بل سوف يستمر الصراع مع العدوّ حتى استرجاع أرض فلسطين لأهلها، وسكانها الأصليين، وما صرح به المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي، في نهاية الأسبوع الماضي، أن إيران سوف تستمر في دعمها للشعب الفلسطيني حتى يسترجع كامل أرضه، وما صرح به -ناصحاً دول المنطقة الخليجية- بقوله إن تطبيعهم مع حكومة الكيان الصهيوني لن يحل مشكلة العدوّ ولن يفيده في شيء، هذه المواقف السياسية التصعيدية القوية من قبل قوى محور المقاومة ضد العدوّ الصهيوني، هي ردود عملية على المخطّطات الأمريكية والصهيونية الأخيرة ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وهي مرحلة سوف يدخل فيها الكيان الصهيوني حالة اليأس من جدوى تشبثه باحتلال فلسطين وإمعان ممارسة الإجرام في الشعب الفلسطيني، فحكومة وجيش وشعب اليهود المحتلّ لفلسطين هم أقرب من أي وقت مضى للهزيمة التاريخية ونهاية المشروع الصهيوني الغربي في أرض فلسطين، خَاصَّة بعد فرض اليمن كماشة عسكريّة تحيط بدولة الكيان الصهيوني، فكل يوم تزداد الحلقات حول رقبة العدوّ الصهيوني المحتلّ ضيقاً حتى يصاب بالموت البطيء، حالة القلق التي يشهدها الكيان الصهيوني هذه الأيّام لم يعرفها منذ احتلاله لفلسطين عام 1948م.
وهكذا سوف ينتهي احتلال اليهود لأرض فلسطين مثلما انتهى الاحتلال الأُورُوبي العنصري لجنوب إفريقيا.