بصيرةٌ وجهاد
مرتضى الجرموزي
علم وعمل لطالما سمعنا كَثيراً هذا المصطلح يتردّد على مسامعنا، وفي واقعنا الماضي التعيس الذي أدخل الشعب والأمة متاهات الضياع والاعتكاف خلف كتب ذات عناوين ومحتويات فارغة هابطة جمدت الأُمَّــة وجعلتها أُمَّـة لا تنفض حتى الغبار من على نفسها.
رغم أن العناوين كانت براقة ولامعة كعنوان “علم وعمل” إلَّا أننا لم نر شيئاً من هذا، لا علم به ينفع أَو يُنتفع ولا عملٍ هو ثمرة ذلك العلم فقط، كنّا نسمع جعجعة ولا نرى طحينًا وإن كان هناك علم فمُجَـرّد القراءة للحصول على الأوسمة والألقاب المعنوية لا الفعلية.
دولة كانت لا تولي الاهتمام بالعلم وبناء الأجيال ولو بنسبة 10 % فقط، كُـلّ اهتمامها جمع الولاءات وفرض الطاعات وإن فسدت بمختلف أنواع المفاسد والموبقات لتبقى على هرم السلطة، وسعت جاهدة لفصل الدين عن الدولة، لفصل الدين عن السياسة؛ ليتسنى لها العبث بالمكارم والأخلاق دون اعتراض من الشعب، رجالات العلم الذين دجنوا الشعوب بوجوب طاعة ولي الأمر الظالم الفاسد وإن فعل وفعل، وهو ما أبعدنا جميعاً عن التوفيق الإلهي؛ فقد كنا أُمَّـة وشعوب تبحث عن نفسها وهو ما تسبب في ضياعها وبعدها عن الله؛ مما جعلها تفقد معية الله وهي تتعرض لضربات معادية خبيثة من قبل اليهود والنصارى الذين أحكموا قبضتهم بحق الأنظمة العربية والإسلامية وباتوا يتحكمون في القرارات السيادية لهذه الدولة وتلك ووصل بهم الأمر لأن يختاروا خطب الجمعة، وكلمات الندوات والاحتفالات بما لا يتعارض مع ثقافتهم اليهودية وعدم تثقيف الأُمَّــة بالثقافة القرآنية الصحيحة.
ومع مرور الأيّام شهدت المسيرة القرآنية انتشاراً واسعاً سريعاً وملفتاً رغم ما تعرضت لها من صعاب ومواجهات وتحديات قدَّمَ فيها طرفا الصراع المحلي الكثير من التضحيات فريق في “سبيل لله” وآخر في “سبيل أمريكا”.
آلت الكفة بفضل الله سبحانه وتعالى لفتية المسيرة القرآنية وسط تلاشي سلطة الجور والنظام العميل والأدَاة الرخيصة والقذرة للأمريكان، لنرى اليوم العمل الدؤوب والخطوات الصحيحة والتصحيحية في مسيرة التعليم والتثقيف والدعوة الشاملة للأُمَّـة من قبل قيادة الثورة والمسيرة القرآنية، بالعودة الصادقة إلى الله والمخلصة في سبيله في بناء الأُمَّــة البناء السليم على الدرب السوي والصراط المستقيم وفق المنهج القرآني الصحيح الصادع بالحق في مواجهة البدع والثقافات المغلوطة.
وهنا بدأت عمليات الإصلاح والترميم في الثقافات المنحرفة والمحرفة والمعتقدات المعوجة وبدأ التعديل في المناهج الدراسية التي كان قد طُبعت وفق الرؤية الأمريكية الخليجية المتنافية مع الدين والقيم.
وكان لا بدّ من إصلاح اعوجاج المفاهيم من خلال تفعيل المراكز الصيفية لاحتواء الطلاب بعموم المحافظات اليمنية الحرة حتى لا يكونوا عرضة لأهل الضلال والمبطلين.
عمدت ودعت قيادة الثورة الأهالي وأولياء الأمور لإدخَال أبنائهم الدورات الصيفية، وعندما شاهد العالم لا سِـيَّـما اليهود والمنافقين، عندما شاهدوا الإقبال الكبير من قبل أبناء الشعب اليمني للالتحاق بالمراكز الصيفية المفتوحة والمغلقة جن جنونهم وبدأوا بشن الهجمات والحملات الإعلامية والمجتمعية داخل وخارج اليمن.
ذاك يكفر وذاك يحرّم وآخر يحرض ويرجف ويثبط ويدعو بعدم الاستجابة لهذه المراكز الصيفية تحت عنوان علم وجهاد كبصيرة وجهاد، بصيرة تعرف من أنت، من عدوك، من صديقك، تعرف وتعمل، ومن مدرستك الصيفية تبني أجيالاً قرآنية مجاهدة مستبصرة، لا تخاف في الله لومة لائم.
فكما حكى الله عن أهل الكتاب والمشركين بأنهم لا يردون لنا الخير؛ فكيف سيرضون عنّا ونحن من ندرس أبناءنا ونحذرهم من خطورة وخبث اليهود والنصارى بموجب ما حكى الله عنهم في القرآن الكريم، فكيف سيرضون عنّا إذن..