ذاكرة العدوان.. 8 مايو 2015م: العدوان الأمريكي السعوديّ يستهدف مقامَ الشهيد القائد بصعدة بـأكثرَ من 15 غارة!
المسيرة – منصور البكالي:
تعمَّد طيرانُ العدوان الأمريكي السعوديّ في مثل هذا اليوم 8 مايو أيار من عام 2015 اختيار مقام الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -عليه السلام- ليكونَ هدفاً لتوحُّشِه المقيت.
صبَّ طيرانُ العدوان جامَ حقده وخوفه ورعبه على مقام الشهيد القائد بأكثرَ من 15 غارة جوية، بمنطقة مران بمديرية حيدان في محافظة صعدة.
وفي سابقة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، شنت طائرات العدوان غاراتها العنيفة على أحد المقامات في مشهد يكشف مدى التخبط السعوديّ الأمريكي وعظمة المشروع القرآني الذي قدمه الشهيد القائد، وكذب وزيف ادِّعاء العدوان والمرتزِقة.
الشهيدُ القائدُ، الذي أفشل المخطّطَ الأمريكي الاستعماري في المنطقة منذ 11 سبتمبر 2001م، كان مقامُه هدفاً مدنياً استراتيجياً على قائمة أهداف العدوان على اليمن، وفي شهوره الأولى، حَيثُ أثار هذا الاستهداف سخطاً شعبيًّا واسعاً لدى كُـلّ أبناء الشعب اليمني بمختلف مكوناتهم السياسية والحزبية، وكان من المحركات الدافعة لليمنيين صوب الجبهات.
جهل العدوان مكانةَ الشهيد القائد ورمزيته في الوعي الشعبي اليمني، فكانت هذه الغارات حافزاً آخرَ لازدياد أتباعه ومناصريه، والماضين على دربه؛ وهو ما عمق علاقة وارتباط الشعب اليمني به وبمنهجه القرآني الذي قلب المعادلاتِ السياسية والعسكرية والاقتصادية منذ الحرب الأولى على محافظة صعدة.
كما استهدف طيرانُ العدوان في مثل هذا اليوم شبكة الاتصالات في جبل الشرفة، ومدرسة عمر بن عبد العزيز في المديرية ذاتها، في استهداف ممنهج للبنى التحتية اليمنية، ومحاولة عزل أبناء محافظة صعدة عن اليمن، واستهداف لحق التعليم للطفولة في اليمن.
الجميمة تحت النار:
أهالي قرية الجميمة التي يقع فيها مقام الشهيد القائم عاشوا ليلة رعب وخوف وهلع غير مسبوق في تلك الليلة؛ ما دفعهم إلى الخروج مما بقي من منازلهم المدمّـرة خلال 6 حروب عدوانية ظالمة على صعدة، فهذا مواطن فقد متجره وطاحونه، وذاك فقد منزله وبات بلا مأوى، وآخر أتلفت مزرعته، وما بقي له من مصدر للعيش، في قرية صغيرة لا تتجاوز مساحتها مئات الأمتار.
اعتبر أهالي الجميمة استهدافَ مقام الشهيد القائد -عليه السلام- اعترافاً واضحًا وصريحاً بعظمة مشروعه القرآني، واستهدافاً ممنهجاً لأعلام الهدى، ومحاولة بائسة لفصل شعب الإيمان والحكمة عن أولياء الله، وقرناء القرآن الكريم، وعن آل بيت النبوة -عليهم السلام-.
عدد من المنازل في تلك الليلة حوّلتها غارات العدوان إلى غبار ودمار وخراب ولم يعد منها غير مواقعها وقليلٌ من الأعمدة والشواهد التاركة أثراً لمنزل كان هنا.
مشاهدُ هول الخراب والدمار في قرية الجميمة توضحُ نوعية الأسلحة الخطيرة المستخدَمة في تلك الغارات، وحجم ومستوى الحقد على مديرية حيدان، ومسقط رأس الشهيد القائد، وقيادات المسيرة القرآنية والثورة اليمنية 21 سبتمبر.
مشهد مقام الشهيد القائد بعد استهدافه ترك أثراً غائراً في قلوب اليمنيين، وكلّ المحبين والأتباع والمناصرين، ومن لديهم ذرة من إنسانية وحرية وكرامة، وكلّ أحرار العالم، الذين يحترمون الرموز والأعلام والقادة العظماء الذين غيَّروا مجرى التاريخ.
مقاماتُ الصالحين والمدارس ومنازل المدنيين أعيانٌ مدنية محظور استهدافها في القانون الدولي العام وكلّ والمواثيق والأعراف الدولية، لكن العدوّ السعوديّ الأمريكي بجرائمه قفز فوق كُـلّ الاعتبارات وداس عليها، في تواطؤ مكشوف بينه وبين المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة الصامتة أمام مختلف الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني طيلة 9 أعوام.
وأنت في طريقك نحو مقام الشهيد القائد المدمّـر تدرك عظمته ومكانته، ولن يكون بوسعك سوى السجود لله أن منَّ عليك باتّباعه، وزيارة مقامه الشريف؛ لتجدِّدَ التوليَّ والتمسك والسير على النهج ذاته، ومواصلة درب العطاء والتضحية في سبيل الله، والتصدي لقوى الكفر والضلال والاستكبار العالمي.
أسفرت غارات العدوان على منطقة مران عن تدمير كلي للمقام الشريف، وعدد من منازل المواطنين، وشبكة الاتصالات وملحقاتها وإخراجها عن الخدمة، وتدمير جزئي لمدرسة عمر بن عبد العزيز، وحالة من الخوف والفزع لدى سكان المنطقة والقرى المجاورة.
8 مايو 2015.. غارات العدوان تستهدف الطريق العام بصعدة للمرة الخامسة:
وفي اليوم ذاته 8 مايو أيار من العام 2015م، شن طيران العدوان السعوديّ الأمريكي غاراته على الخط العام بمنطقة بركان بمديرية رازح، في المحافظة ذاتها.
الطريق العام بمنطقة بركان رازح تربط بين أبناء المديرة وغيرها من المديريات المجاورة، وشريان حياة لتوصيل المواد الغذائية والأدوية، والاحتياجات الأَسَاسية للحياة، استهدفتها غارات العدوان للمرة الخامسة خلال 43 يوماً من بدء العدوان على اليمن.
وتهدف غاراتُ العدوان على الطريق العام في محافظة صعدة إلى منع وصول احتياجات المواطنين وتأخيرها، ومضاعفة معاناتهم، وتحويلها إلى أهداف مدنية في استباحة غير معهودة لدماء المدنيين وممتلكاتهم ومصالحهم العامة والخَاصَّة.
الطريق العام من ضمن الأعيان المدنية المحمية وفق القوانين والنصوص الدستورية للقانون الدولي والاتّفاقيات الإنسانية والحقوقية للأمم المتحدة.
ويعد إمعانُ العدوان في استهداف الطريق العام بصعدة انتهاكاً صارخاً لكل المواثيق والمعاهدات الدولية، وتواطؤاً مكشوفاً بين العدوانِ وبين هيئات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الصامت أمام أبشع الجرائم المرتكَبة بحق الشعب اليمني طيلة 9 سنوات مضت.