المسيرةُ القرآنية والانتصارُ للقضية الفلسطينية
ق. حسين بن محمد المهدي
لقد ظهرت المسيرة القرآنية كقوةٍ متسلحةٍ بالقرآن متزوِّدةٍ بهديه، متمسكةٍ بتعاليمه، مجسِّدةٍ سلوكَ وأخلاقَ القرآن على ضوء مبادئ الإسلام وتعاليمه الخالدة، التي أرشد إليها مجدّدًا السيد القائد الشهيد حسين بدرالدين الحوثي -رحمه الله- والسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- والتي شكلت مساهمة كبيرة في تثقيف الشباب المؤمن وصبغهم بروح التعاليم الإسلامية والنصوص القرآنية التي تجعل من عزة الإسلام وأحكام القرآن قوة هادرة تحارب الظلم وتدعو إلى التحرّر من كابوس الصهيونية اليهودية الجاثمة على أرض فلسطين بما تحمله من انحطاط فكري وفساد أخلاقي أضر بمصلحة الأُمَّــة وأفقدها السيطرة على مركز قرارها، وصار أكثر الزعماء في الشعوب الإسلامية يدورون في فلكها ولا يحركون ساكنًا قبل التيار الصهيوني الذي يسفك دماء الشعب الفلسطيني ويتحكم في ثروات الأُمَّــة على مرأى ومسمع من العالم، حينئذ كان لا بُـدَّ للمسيرة القرآنية من أن تصرخ في وجوه قوى الاستكبار الصهيوني، وتنعش القلوب الباردة الهامدة بحرارة الإيمان، فأشعلت في قلوب أتباعها جذوة تضيء الدرب وأعلنت الجهاد؛ مِن أجلِ تحرير أرض فلسطين وتحكيم القرآن مع ما واجهته من عنت خصومها فَــإنَّ نفوذها القوي، وإيمانها الصادق شكل حافزا لانتصار المسيرة القرآنية واستيقظ النائم من سباته وانتبهت المشاعر وتحَرّكت النفوس؛ مما زاد أمر المسيرة قوة.
إن الدولة العبرية في فلسطين باجتياحها غزة بأبشع الصور وأقبحها يساعدها أذناب الصهيونية في أمريكا والغرب الذي سقطت الأقنعة عن وجوههم؛ فأسفرت عن قبح في التعامل وسفك للدماء؛ بما يمثله وأدًا للأخلاق الإنسانية وتبين لكل ذي عينين صحةُ وسلامة توجّـه المسيرة القرآنية نصرةً للشعب الفلسطيني قضية الأُمَّــة الإسلامية الأولى.
حملُ راية الجهاد هو السبيلُ الوحيدُ لتحرير الأرض والحفاظ على بيضة الإسلام ورفع راية التوحيد لتكون كلمة الله العليا (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، وَأُخرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّـهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أنصار اللَّـهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أنصاري إلى اللَّـهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أنصار اللَّـهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إسرائيل وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأصبحوا ظاهِرِينَ).
فالانضواءُ تحت لواء القرآن ومسيرته هو الحل.
ولعل الكثير من التنظيمات الإسلامية تدركُ أن التماهيَ مع الصهيونية عاقبتُه الخسارة في الدنيا والآخرة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ).
فشمِّروا وأعِدُّوا العدة لاجتثاث الصهيونية من أرض العرب والمسلمين ورفع راية الإسلام مع المسيرة القرآنية تكونوا من الفائزين.
وانظروا إلى الجمهورية الإسلامية في إيران لمَّا رفعت رايةَ الإسلام أدركها النصرُ والفلاحُ وأصبحت رائدة وأصبح الكثير ممن تخلَّفوا عن الجهاد في ذلةٍ وصغار أضاعوا دينهم فضاعت دنياهم ولن ينفعهم ما شيدوه من مراكز للعهر والمجون بل سيعود ذلك بالوبال عليهم في القريب العاجل (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ، ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ، ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ) (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ)
وسينتصر محور المقاومة -اليمن، لبنان، العراق، إيران، سوريا- ويتحرّر الأقصى الشريف ويستبدل الله من تثاقل وبدل وركن إلى قوى الكفر (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
العزةُ لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزيُ والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء.