اليوم الـ218 من الطوفان: المقاومةُ تؤكّـد حضورَها في حي الزيتون وتستعدُّ للقاء والمواجهة في رفح

المسيرة | متابعة خَاصَّة

يواصلُ أبطالُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية في غزة، لليوم الـ218 من معركة (طوفان الأقصى) البطولية، التصدِّيَ لتوغُّلات آليات جيش الاحتلال الصهيوني، وتشتبكُ مع قواته في حي الزيتون وشرقي رفح، وتوقع أكثر من 10 جنود بين قتيلٍ وجريح، وتستهدف جنوده بالصواريخ والقذائف في محوري رفح و”نتساريم”.

 

المقاومة تطلق الصواريخ بالقوة نفسها منذ بدء الطوفان:

في السياق، قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس: إنها “دمّـرت ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة “الياسين 105” في محيط معبر رفح جنوب قطاع غزة”، كما أعلنت قصف مدينة بئر السبع برشقات صاروخية رداً على المجازر في حق المدنيين.

وقال الجيش الإسرائيلي: إن “صفارات الإنذار دوت في المدينة إثر ذلك، وإن الصواريخ أطلقت من رفح ووسط غزة وسقط بعضها في مناطق مفتوحة”.

أما هيئة البث الإسرائيلية فذكرت أن بئر السبع تعرضت لإطلاق 15 صاروخاً من رفح، وأدى القصف إلى وقوع إصابات بين الإسرائيليين وأضرار في المباني.

من جانبها، قالت القناة الـ14 الإسرائيلية: إن “حماس تطلق الصواريخ على “إسرائيل” بالقوة نفسها التي كانت عليها في الأسابيع الأولى من الحرب”.

وتخوض فصائل المقاومة معارك ضارية مع الجيش الإسرائيلي شرق رفح، حَيثُ استهدف مقاتلوها قوات إسرائيلية تحصَّنت في منازل ودبابات إسرائيلية توغلت شرق المدينة، وفي مدينة غزة شمالاً بثت كتائب القسام مشاهد تظهر قنص أحد مقاتليها جنديا إسرائيليا جنوب حي الزيتون.

من جانبها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي: إنها “قصفت بقذائف الهاون جنوداً إسرائيليين وآلياتهم المتوغلة في محيط مستوصف الزيتون بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة”.

من جهتها أعلنت كتائب المجاهدين، تدمير دبابة صهيونية بعبوة مضادة للدروع في حي الزيتون.

في السياق، أفادت مصادر ميدانية في قطاع غزّة، السبت، بأنّ “جيش” الاحتلال الإسرائيلي انسحب بشكلٍ جزئي من محيط مستوصف الزيتون بعد معارك عنيفة مع المقاومة جنوبي مدينة غزّة.

وقالت: إنّ “المقاومة استهدفت في اليومين الماضيين، القوات التي كانت متموضعة في محيط مستوصف الزيتون بقذائف الهاون والصواريخ المُضادة للدروع”.

ومساء السبت، بثت القسامُ مشاهد دك قوات العدوّ المتوغلة بقذائف الهاون وإخلاء الطيران المروحي القتلى والجرحى إثر المعارك جنوب حي الزيتون بمدينة غزة.

والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 4 من جنوده وإصابة اثنَين آخرَينِ بجروح خطيرة في معارك شمالي قطاع غزة، وقال: إن “الجنود الأربعة قُتلوا في تفجير عبوة ناسفة شمالي القطاع، وينتمي القتلى الأربعة إلى وحدة ناحل”.

 

الصحف العبرية: نتنياهو يعرِّضُ قوات الجيش في محور نتساريم للخطر

في السياق، نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن أُمهات جنود إسرائيليين عادوا إلى القتال في شمال قطاع غزة قولهن: إن أبناءَهن “يشعرون بإحباط متنامٍ ولا يثقون في القيادة الإسرائيلية”، وإن نتنياهو يعرض قوات الجيش في محور نتساريم للخطر.

وأعربت أُمهات جنود الاحتلال عن مشاعر الإحباط التي تنتابهن جراء تلاعب السياسيين الإسرائيليين بحياة أبنائهن الذين يقاتلون في قطاع غزة.

بدورها، نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي قولها: إن “حركة حماس أعادت تنظيم قواتها بحي الزيتون وسط قطاع غزة، مشيرة إلى أن ذلك يعرض قوات الجيش في محور نتساريم للخطر، في حين أعلنت فصائل المقاومة استهداف قوات إسرائيلية في مناطق مختلفة”.

من جهتها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية” إن “حركة حماس ستبقى في رفح حتى لو شن الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق في المدينة برمتها”، مضيفة أنه “لا توجد حلول سحرية للتأثير على حماس”.

ولفتت الصحيفة عن مصادر في الجيش الإسرائيلي -لم تسمها- أن “هناك أهميّة حاسمة في اتِّخاذ قرار بشأن مسألة “اليوم التالي” وتفسير سبب الجمود الذي أوجدته القيادة السياسية حول هذه المسألة”.

وتتعلق تصورات “اليوم التالي” للحرب على غزة بترتيبات القطاع وبمن سيحكمه على افتراض أنه يمكن القضاء على حماس.

وأضافت المصادر ذاتها “حتى إذَا عملنا في جميع أنحاء رفح وبعد هذا الاجتياح فَــإنَّ حماس ستبقى هناك، بما في ذلك البنية التحتية”.

وفي وقت سابق من السبت، وجه الجيش الإسرائيلي بتهجير سكان مناطق إضافية في شرقي رفح بعدما صوّت المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، الجمعة، على توسيع الاجتياح الإسرائيلي للمدينة.

ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” عبر منصة “إكس” سكان أحياء شرق رفح للتوجّـه فورًا إلى ما سماها “المنطقة الإنسانية الموسعة” في المواصي.

في حين أعلن جيش الاحتلال أنه قرّر إعادة قواته إلى مدينة جباليا شمالي قطاع غزة وترحيل السكان منها، زاعماً أن سبب ذلك هو محاولات حركة حماس استعادة قدراتها هناك.

 

حماس تحمِّلُ الإدارةَ الأمريكية المسؤولية عن تصاعد الجرائم:

في الإطار، قالت حركة حماس، في بيانٍ: إن “إعلان جيش الاحتلال الصهيوني، البدء في عملية عسكرية في جباليا، وإنذار المواطنين فيها بإخلائها، وسط قصف جوي ومدفعي إجرامي، وذلك بالتوازي مع العملية المُستمرّة في مدينة رفح منذ أَيَّـام، والتوغل والجرائم في حي الزيتون بمدينة غزة، وتصعيد العدوان بحق المدنيين في جميع مناطق القطاع؛ هو تأكيدٌ على إصرار حكومة الإرهاب الصهيونية على المضي في حرب الإبادة ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة، عبر القصف والمجازر والتهجير والاستمرار في تدمير البُنى المدنية”.

وحمّل البيانُ “الإدارةُ الأمريكيةُ ورئيسها بايدن المسؤولية كاملة عن تصاعد هذه الجرائم بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، عبر مواصلتها توفير الغطاء للفاشية الصهيونية، للاستمرار في جرائمها”.

وطالب “المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بمغادرة مربّع المواقف الخجولة، والضغط لوقف العدوان الصهيوني وتوفير الحماية العاجلة للمدنيين العُزَّل”.

وخلص البيان بالتأكيد على أن “هذا التصعيد الإجرامي، لن يفتَّ في عضد أبناء شعبنا الصامد، أَو يوهِن من عزيمة مقاومتنا الباسلة، التي ستواصل تصدّيها وثباتها في وجه آلة القتل الصهيونية، حتى كسر العدوان ودحره عن أرضنا وديارنا، على طريق تحقيق آمال شعبنا في الحرية وتقرير المصير”.

 

فشل مفاوضات القاهرة ومحاولات أمريكية لإبقائها قائمة:

إلى المربع الأول عادت مفاوضات تبادل الأسرى والتهدئة في قطاع غزة، بعد ما بات واضحًا أن حكومة حرب الاحتلال الإسرائيلي لا تريد التوصل لاتّفاق، وذلك برفضها ورقة الوسطاء وإجراء تعديلات عليها والهجوم على مدينة رفح واحتلال معبرها.

نتيجة خلصت إليها حركة حماس، التي قالت بعد مغادرة وفدها القاهرة: إنها “ستعيد النظر في استراتيجيتها التفاوضية بالتشاور مع الفصائل الفلسطينية الأُخرى، بعد ما باتت مقنعة بانهيار الجولة الأخيرة من المفاوضات”، رغم رفض القاهرة الإعلان رسميًّا عن ذلك.

الاحتلال الإسرائيلي هو الآخر أعلن بشكلٍ أَو بآخر عن انهيار المحادثات رغم مصادقة وزراء الحرب على تجديد التفويض الممنوح للوفد المفاوض، في خطوة رآها مراقبون انها تأتي مراعاة للجمهور الإسرائيلي المتأثّر بحراك عائلات الأسرى.

أما الولايات المتحدة فهي تدرك كذلك أن الدبلوماسية غير المباشرة فشلت في إنهاء العدوان على غزة وحل قضية الأسرى، ومع ذلك تحاول الإيحاء بأنه ما زال هناك بريق أمل وتضغط؛ مِن أجلِ الحفاظ على استمرار النقاش وفق ما ذكر البيت الأبيض أملاً في تحقيق إنجاز بهذا الخصوص قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي: إن “نهاية المحادثات مؤسف للغاية وأنه لا يوجد اتّفاق بشأن المحتجزين”، وفيما أشار إلى أن بلاده لم تستسلم بعد وتعمل على إبقاء الطرفين منخرطين في المحادثات قال: إنه “يمكن التغلّب على الفجوات المتبقية لكن ذلك يتطلّب شجاعة أخلاقية ومواقف قيادية”.

ويأتي فشل مفاوضات القاهرة في ظل مواجهة محتدمة داخل مجلس حرب الاحتلال على خلفية عدم حصول أي تقدم في صفقة الأسرى بحسب ما أفادت هيئة البث العبرية الرسمية بأن “الأمور تتجه نحو حَـلّ حكومة الطوارئ إذَا لم يحصل تقدم في هذا الملف”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com