أنصارُ الله وحزبُه طريقُ الفلاح
ق. حسين بن محمد المهدي
إن الاجتماعَ على الفضيلة والأخلاق الذي تتجسَّدُ فيه مبادئُ الإسلام وقيمه ويترتب على أسسه وقواعده وَحدةُ المسلمين هو أمثلُ الطرق لتآخي المسلمين وتناصرهم، بحيث لا تعصف بهم الأهواء ولا تفرقهم العصبيات ولا المذاهب.
فالكل أُمَّـة واحدة شريعتُها واحدة ومشاعرها واحدة.
إن الاجتماع الذي لا يقوم على المغالبة بل على الأخوَّة العامة والمودة الدائمة هو اجتماع إسلامي تتحد فيه المشاعر نحو الفضيلة والمُثُلِ العليا التي دعا إليها الإسلام (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّـة واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).
إن الوحدة التي يكون أَسَاسها الدين الإسلامي تتحقّق بها العدالة التي لا تفرق بين جنس وجنس، ولا بين مذهب ومذهب ما دام الكل متبعين لنهج نبي الإسلام.
فليس في شرع الله إلا مذهب واحد هو مذهب رسول الله رسول الإسلام.
فالمذاهب الإسلامية كلها ترتشف من معين الإسلام ونبيه.
فكُلُّهم من رسول الله ملتمَسٌ
غرفًا من البحر أَو رشفًا من الدِّيَمِ
فالكل على خير أن اتَّحدوا، والتجمع الإسلامي النبيل هو الذي يربط بين آحاده بمبادئ فاضلة على أَسَاس من التقوى وفعل الخير والأعمال الصالحة
الكل إخوة بهذه السمة يتميز أنصار الله وحزبه في مسيرتهم القرآنية؛ فكل المذاهب الإسلامية موجودة في حزب الله وأنصاره؛ لأنَّ الكل يشكلون بمدارسهم أُمَّـة واحدة.
يتعاون الجميع على البر والتقوى ونصرة غزة وشعب فلسطين؛ فلا مغالبة إلا لدفع الفساد ورعاية مصالح العباد.
هنا يؤذن بالقتال ويشمر للجهاد (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ…). (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسم اللَّـهِ كَثيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
ولهذا فإن الذين يريدون تطبيق شرع الله فليكونوا في أنصار الله وحزبه.
وعلى الذين يريدون تحرير فلسطين والأقصى الشريف أن يدعموا أنصار الله وحزبه.
وعلى الذين يرغبون في إقامة دولة إسلامية واحدة فعليهم أن ينصروا أنصار الله وحزبه.
فتأييدُ أنصار الله وحزبه هو الحَلُّ الوحيدُ للخلاص من سيطرة القوى الظالمة وطغيانها على الحق والعدل في فلسطين وغيرها وهو الذي ستنتهي به ردة المرتدين وعملاء الصهيونية في العالمين.
حزب الله وأنصار الله هم الغالبون، فتدبر قولَ العزيز الحكيم (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ، إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْغالِبُونَ) وفي سورة المجادلة (أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
ليس هناك من حزب في هذه الأُمَّــة موعود بالنصر والفلاح إلا حزب الله وأنصاره، بل إنه لا يوجد في هذه الحياة إلا حزبان: حزب الله، وحزب الشيطان.
وليس هناك إلا فريقان: فريق في الجنة، وفريق في السعير.
فعلى العاقل أن يختار ما فيه نجاته وفلاحه.
فمن يقاتل الصهيونية في غزة هم حزبُ الله وأنصاره من أبناء محور المقاومة، فطريقهم طريق فوز وفلاح (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
العزةُ لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزيُ والهزيمة للكافرين والمنافقين ولا نامت أعين الجبناء.