ذاكرة العدوان.. 11 مايو خلال 9 أعوام: طيرانُ العدوان يجدِّدُ قصفَ مكتب قناة “المسيرة” ويستهدفُ منازلَ المواطنين بصعدة والضالع
المسيرة – خاص
في مثل هذا اليوم 11 مايو أيار من الأعوام 2015م، و2018، و2019م، واصل العدوان السعوديّ الأمريكي استهداف منازل المواطنين، ومصالحهم ومحلاتهم التجارية، واستهداف الطريق العام، ومكتب قناة المسيرة الفضائية، والأعيان المدينة.
وفيما يلي أبرز الجرائم التي حدثت في مثل هذا اليوم:
شهداء وجرحى في استهداف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ لمنازل مواطنين بصعدة
11 مايو 2015.. استهداف منزل مواطن بصعدة:
في مثل هذا اليوم 11 مايو أيار من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منزل المواطن عيضة محمد بمنطقة وادي جرام، بمديرية حيدان في محافظة صعدة، ما أسفر عن 11 شهيداً وجريحاً، في إبادة جماعية لأسرة تحت سقف منزلها، وحالة من الخوف والرعب في وسط الأهالي، ونزوح الساكنين من منازلهم، صوب الجبال والكهوف الأكثر أمناً.
قبل صلاة الفجر كانت أسرة عيضة محمد تنهض إلى الصلاة، في منزلها الآمن في منطقة نائية، بوادي جراد الريفية، أسرة عيضة لم تكن تتوقع أن الطيران الإجرامي يترصدها، وما هي سوى لحظات، حتى باشر في استهدافها بقنابله وصواريخه المتفجرة، التي هدت أعمدة الدار المكون من طابقين، وحولته إلى كتلة من الدمار والخراب، على رؤوس الأطفال والنساء النائمين.
الأهالي المجاورون لمنزل عيضة، فزعوا من نومهم، كل يتفقد أهله وداره، والرعب والهلع يخيم في النفوس، فهرعت الجموع صوب مصدر الانفجارات، وصراخ الأطفال، والنساء من تحت الأنقاض، ليحاولوا جاهدين، إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وانتشال الجثث والأشلاء، وإسعاف الجرحى.
كان يمكن إنقاذ بعضهم، لكن لم يتمكّن الأهالي من رفع الأنقاض، لكبر حجمها وخشية تهدمها فوق 5 أفراد لا يزالون تحت الأنقاض، والعمل جار بوتيرة عالية، لكن الوقت لم يسعفهم، فهذا تصعد روحه نحو بارئها إثر نزيف لم يتوقف، وأم تفقد رضيعها، وأطفال باتوا لساعات يستصرخون، حتى فاضت أرواحهم.
تُرصُ جثث الأطفال الشهداء بالقرب من دمار المنزل، لا ذنب لهم سوى أنهم ينتمون للشعب اليمني الذي أعلن العدوّ السعوديّ الأمريكي عدوانه عليه في 26مارس 2015م، واستمر في استباحة الدماء، وسفكها، وإزهاق الأرواح، دون أي اعتبار للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية المجرمة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية.
11 شهيداً وجريحاً من أسرة واحدة ليس رقماً عادياً وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية والشرائع السماوية المجرمة لاستهداف المدنيين، بل هو رقم يرتقي إلى جريمة حرب مكتملة الأركان.
وفي اليوم ذاته من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منزل المواطن قائد السربي في قرية عمد بمديرية حيدان صعدة، ما أسفر عن ارتقاء شهيدين، وحالة من الفزع والخوف في نفوس الأطفال والنساء، وتدمير المنزل فوق رؤوس ساكنيه.
وفي الوقت الذي كان المواطن قائد السربي آمناً مع أهله تحت سقف منزلهم، شنت طائرات العدوان غاراتها الحاقدة على سقف المنزل، وحولته إلى كومة من الخراب والدمار، وقبر لمن بداخله.
هرع الأهالي نحو الدار لإنقاذ العالقين تحت الركام، وإخراجهم، وتجميع أشلاء الشهداء، فهذا يرفع نصف ساق مبتورة، وآخر بيده نصف جثة هامدة، وآخر يبحث عن القطع الجسدية المفقودة بين الركام، لتجمع في بطانية، فأراد لها العدوان أن تكون لتجميع الأشلاء.
مشهد الجريمة والدمار عكس مستوى التوحش السعوديّ الأمريكي، وتجاهلهم للقوانين والمواثيق الدولية، في صورة تعكس مستوى التواطؤ بين قوى العدوان والمجتمع الدولي والأمم المتحدة وهيئاتها ذات العلاقة بحقوق الإنسان، وملاحقة مجرمي الحرب، وتقديمهم للمحاكمة.
11 مايو 2015.. طيران العدوان يجدد استهداف مكتب قناة المسيرة بصعدة:
وفي اليوم ذاته 11 مايو أيار من العام 2015م، عاود طيران العدوان السعوديّ الأمريكي غاراته الجوية، للمرة الثانية خلال 10 أَيَّـام، على مكتب قناة المسيرة الفضائية بمنطقة ضحيان صعدة، حَيثُ أسفرت عن تدمير ما بقي من الأثاث المكتبي والاستوديوهات، والملحقات، والبناية، بشكل كلي.
ويقول أحد شهود العيان من الأهالي إن قناة المسيرة مهما تم الضرب عليها، ستظل صامدة، وتقدم مهامها في كشف وحشية العدوان السعوديّ الأمريكي، وسبق أن تم استهدافها والتشويش عليها، وتغيير التردّد، وسنظل نتابعها تحت أي قمر صناعي وتحت أي تردّد، مهما كان.
ويتابع أحد المواطنين: “قناة المسيرة جبهة كاملة، وأثّرت على العدوان، أمام العالم، والأشياء التي كانوا يخفونها كشفتها، وحقائقُهم عرفت للرأي العام.
وعلى الرغم أن مكتب قناة المسيرة كان مدمّـراً، إلا أن طيران العدوان واصل قصفه للمقصوف، وتدميره للمدمّـر، ومع ذلك لم يتوقف صوت المسيرة، وظل يصدح بالحقيقة مهما بلغ حقد الحاقدين.
وفي اليوم ذاته 11 مايو أيار من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منزل المواطن أحمد الوائلي، ومحال تجارية في منطقة الجميمة بمران بمديرية حيدان، في المحافظة ذاتها.
أسفرت غارات طيران العدوان عن عدد من الشهداء والجرحى، وتدمير المنزل بشكل كلي، وحالة من الخوف والفزع في نفوس الأهالي، لتؤكّـد لهم بأن القصف العشوائي يعني أن الكل في قائمة الاستهداف، دون أي اعتبار لحقوق الإنسان والأعيان المدنية، والقوانين الدولية.
قرية الجميمة منذ الشهور الأولى للعدوان باتت خالية من السكان؛ بسَببِ غارات العدوان الكثيفة عليها منذ اليوم الأولى، وتحول سكانها إلى نازحين ومشردين في الكهوف والجبال.
11 مايو 2018.. العدوان يقطع طريق الصراط وشهيدين بصعدة:
وفي اليوم ذاته 11 مايو أيار من العام 2018م، استهدف طيران العدوان الطريق العام في مران حيدان بصعدة.
أسفرت غارات العدوان الكثيفة عن شهيدين من المارة، وقطع طرق الصراط الرابط الوحيد بين منطقة مران ومركز حيدان، وضاعفت من زيادة معاناة المواطنين، وقطع مرور السيارات المحملة بالغذاء والدواء وإسعاف الجرحى والمرضى إلى مستشفيات صعدة، وحصار عدد من العزل والقرى بشكل كامل.
وأفَاد شهود عيان بأن العدوان سبق وأن استهدف طريق الصراط بعشرات الغارات، لكن في هذه المرة كان حجم الانفجارات شديدة جِـدًّا، وتبين أنها صواريخ أمريكية الصنع، ولم تستخدم في الغارات الأولى من قبل.
استنكر الأهالي بشاعة الجريمة التي مزقت أجساد الشهيدين، وحولتهما إلى أشلاء متناثرة من رأس الجبل، إلى أسفل الوادي، ما اضطر الأهالي لتجميعهم في أحد أكياس الدقيق.
هنا جمجمة منفردة، عن جسد أخذته غارة العدوان إلى أسفل الوادي، وهنا أطراف لسائق دراجة نارية، كان ذاهباً لشراء احتياجات شهر رمضان الغذائية.
مشاهد المدنيين، وهم يحملون أمتعتهم على ظهورهم، ويمشون على الأقدام، تؤكّـد مساعيَ العدوان لقطع الإمدَادات الغذائية والدوائية عن عدد من المناطق التي تمر بطريق الصراط، كمنفذ وحيد يربطها بمركز المديرية وعاصمة المحافظة.
11 مايو 2019.. 24 شهيداً وجريحاً في غارات العدوان على منزل مواطن بالضالع:
وفي مثل هذا اليوم 11 مايو أيار من العام 2019 م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منزل المواطن علي صالح زهرة، بمنطقة الشليل بمديرية قعطبة.
أسفرت غارات العدوان عن 7 شهداء و17 جريحاً، بينهم أطفال ونساء تحت سقف منزلهم، المدمّـر، وخلق حالة من الرعب والخوف بين صفوف الأهالي.
تم نقل الجرحى إلى أحد مستشفيات المدينة، لتُظهِرَ المشاهد عجوزاً مسنة وجوارها زوجة أحد أبنائها، وأحفادها، بينهن امرأة حامل أسقطت جنينها، وفُتحت لها 3 عمليات جراحية حرجة.
أنيسة، وحكيمة، ولطيفة، 3 أُمهات من أسرة واحدة، حوَّلتهن غاراتُ العدوان إلى العناية المركَزة، وبجوارهن أطفالهن الجرحى، وجثث شهداء في عمر الزهور.
أثناء تناول وجبة السحور في شهر رمضان، حلق طيران العدوان في سماء المنطقة، فاختلط الطعام بالبارود الأمريكي السعوديّ، وتطايرت صحون الطعام مع الأشلاء، والدمار والشظايا.
أحمد زهرة طفل جريح في عمر الزهور لن ينسى من حرمه من صحته وطفولته، وكذلك آلاف الأطفال في اليمن حرمتهم غارات العدوان من صحتهم وحقهم في الحياة والتعليم.
11 مايو 2019.. شهيد وعدد من الجرحى في قصف أحياء سكنية بالحديدة:
وفي مثل هذا اليوم 11 مايو أيار من العام 2019م، قصف مرتزِقة العدوان السعوديّ الأمريكي شارع فلسطين، وحي الشهداء في مديرية الحالي بمحافظة الحديدة بعدد من الصواريخ وقذائف المدفعية.
أسفر قصف مرتزِقة العدوان عن شهيد في عمر الزهور، وعدد من الجرحى، وحالة من الخوف والهلع بين صفوف المواطنين، تبعها نزوح عدد من السكان نحو الأحياء البعيدة عن خطوط الاشتباك.
الساعة 11 وَربع، كان الأطفال يلعبون جوار منزلهم في شارع السنة كعادتهم بعد تناول وجبة العشاء، وفجأة تنفجر بهم قذيفة لمرتزِقة العدوان، حولت حياتهم ولعبهم إلى مشهد دامٍ.. أحدهم كانت الشظية في قلبه، وفارق الحياة، وآخرين أُصيبوا على إثرها، ونقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
استهداف مرتزِقة العدوان للأحياء السكنية مُستمرّ منذ بدأ العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن، مخلِّفاً آلاف الشهداء والجرحى، بين صفوف المدنيين.