(3333) يوماً من العدوان على اليمن.. والخيانةُ أمضى منه وأقسى!
عبد القوي السباعي
يأتي الـ11 من مايو 2024م، مسجلاً (3333) يوماً من عمر العدوان السعوديّ الأمريكي الإماراتي الصهيوني، على اليمن (الأرض والإنسان)، والذي ما كان له أن يقومَ أَو يستمرَّ على هذا النحو لولا وجودُ شخوص ولدت ورضعت وترعرعت في كنف الخيانة والعمالة والارتزاق، وكبرت وانتفخت وتورمت على الاتّجار بالأرض والبشر حتى وصلت حَــدَّ التقيح والتفسخ، لتتاجرَ بأي شيء وكل شيء.
وبفعل الثقافات المغلوطة والتدجين والتهجين لمجتمعاتنا العربية عصوراً من الزمن؛ أصبحت الخيانةُ كلمةً عابرةً، مُبرَّرةً، وأحياناً مُستساغة، لكن ليس هناك إجَابَة تُحلل فعل الخيانة، والمصير المحتوم لمن يقدم عليها، ويستسلم لضعف نفسه وشيطانها القائم كحسيس النار المُتأججة؛ ليرتكب أبشع جريمة في حق نفسه والآخرين، حتى وإن ظل على قيد الحياة لسنين عِجاف تمر عليه دون توبة أَو عودة إلى أعتاب الرحمن وضفاف الأوطان، فَــإنَّه قد سبق وأعلن حداداً على فطرته السليمة، وارتضى خيانة نفسه قبل خيانة كُـلّ شيء.
(3333) يوماً، ولا نزال نسمع وجهة نظر غبية ترى أن هذه الخيانة مُبرّرةً، ونجد من يستميت دفاعاً عنها بالباطل وهو يعلم، أن خيانتهم التي قيدت حناجرهم، وساقتهم كالعبيد في طاحونة تحالف البغي والعدوان، تدفعه إما مواقفُ معينةٌ أَو مصالح شخصية، لكن السواد الأعظم من الشعب اليمني، ممن لا زالوا يحتفظون بفطرتهم، ينظرون إليها وهم يشعرون بأثقال الألم والغدر والخِذلان تحني ضلوعَهم، وتُمزِّق قلوبهم، وتُذيب أحلامهم، حتى أُولئك البسطاء الذين يتواجدون بينهم يرونها جاءت تشتِّت أرواحهم على قارِعة الحزن والتيه والانكسار.
(3333) يوماً من العدوان، وأدواتُ التحالف الأعرابي الغربي المحلية من الخونة والمرتزِقة، لا يزالون يُغرِقون أنفسهم في حفرٍ كالِحة السواد من ويلات العار والذُّل والهوان، الذي يجتاح أجوافَهم المدنَّسة بالأموال الملوثة، والمكتظة بآهات وعبرات شعب صارخ تحت وطأة العدوان والحصار، والتي لم تمنعهم من الحصول على قسطِ نومهم الهادئ في فنادق ومنتجعات الخارج وعلى أسرَّة الذل والانحطاط، غير مُبالين بتلك الآهات والآلام وتلك الدماء والأشلاء التي تناثرت هُنا وهناك، طيلة هذه الأيّام.
(3333) يوماً، وهؤلاء الخونة يتاجرون بأرواحهم المُلقاة أسفل عجلات الدنيا الفانية ووهجها الأعمى، وأزيرها المخيف الذي يبتلع أرواحَهم دون توقف، وبلا هُــوِيَّة أَو مبدأ وهدف في بقاع الخيانة الموحشة، وهم لا يشعرون، بل ويخدعون أنفسهم بالعدم ويحسبونه ثروة ونعيم، وبويلات الحسرة والندم ويحسبونها راحة وسعادة بالغة المدى، يتلمسون السرابَ ويظنونه عين الوصول، ويوماً ما سيجدون أنفسَهم في صحراءَ قاحلةٍ خَرِبة خاوية على عروشها، تُلاحقهم أشباح أوزارهم كالأكفان المتراصة على قارعة التيه والضياع.
(3333) يوماً، وخونة الأرض وباعة الأوطان يعجزون عن إدراك قِيَمِ الحق والعدل والرحمة، قيم الشموخ والإباء والوفاء والنخوة، ويعجزون عن فَهم ما نحن عليه من التحرّر والاستقلال والسيادة والعزة والكرامة، في صنعاء وكل المناطق اليمنية الحرة، ونراهم مع انتصارنا لقضايا الأُمَّــة المصيرية، يصرّون على السير في طريق الانتحار لكل مبادئ الحق والإنسانية؛ إذ ما زالوا يكتبون أسماءَهم بحبرٍ أسودَ قاتمٍ في صحائفهم، وصحائف الآخرين، يتنفسون هواء الأرض المثخن بالجراح ورائحة الدم، بعد أن فقدوا أبصارَهم وبصائرَهم.
(3333) يوماً، ورغماً عن أنين الخيانة المُستطير، وكما هزمنا تحالف العدوان سنهزم لفيفَ الخونة وباعة الأوطان؛ وبات الانتصار عليهم اليوم، الأمل في قدرتنا على تجاوز أسوار الخيانة الشائكة دون أن نفقد إنسانيتنا، وهُــوِيَّتنا، وتاريخنا الحافل بالجهاد والاستبسال في سبيل الله ونصرةِ المستضعَفِين.