انتفاضةٌ طلابيةٌ ضد نظام الهيمنة.. الجامعاتُ الأمريكية أُنموذجاً
المسيرة- عباس القاعدي:
أظهر قمعُ الاحتجاجاتِ الطلابية في الجامعات الأمريكية، زيفَ كُـلِّ ما يروِّجُه النظامُ الأمريكي لنفسِه منذ عقود عن حمايتِهِ للحريات، والدفاع عن حقوق الإنسان، وكشف أنّ هذه الشعاراتِ لا تعد سوى فقاقيعَ إعلاميةٍ يتغنَّى بها زيفاً أمامَ العالم!
وأمامَ مأساةِ غزةَ غيرِ المسبوقة في التاريخ الحديث، سقطت الأقنعةُ، وانحدرت أمريكا بقوتِها المزعومة إلى مجاراة التوحش الإسرائيلي إلى حَــدِّ منع وقمع ثورة الجامعات الأمريكية المندّدة بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي المحتلّ في قطاع غزة، وبدعم مباشر من الإدارة الأمريكية، عبرَ إمدَاد الكيان بالسلاح والمال، بل والمشاركة في التخطيط والتنفيذ لجرائم الإبادة، وحصار المدنيين الذي يفضي إلى الموت، وهي وحدَها جريمةُ حربٍ مكتملة الأركان.
وفي هذا الشأن يقول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-: “إنَّ الدورَ الأمريكي في العدوان على الشعب الفلسطيني، برز بشكل واضح ليس فقط في الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي، أَو في العالم العربي والإسلامي، أَو على المستوى الخارجي، بل ظهر في الداخل الأمريكي، حَيثُ بلغ التدخُّلُ الأمريكي، والرعونةُ، والتوحش، والإجرام، والاشتراك الأعمى مع العدوّ الإسرائيلي، إلى الاستهداف لأي نشاطٍ داخل أمريكا نفسِها، برغم أنه نشاط سلمي، يستند إلى القانون الأمريكي، ويستند إلى الحقوق، التي هي معترفٌ بها في الدستور الأمريكي، والقانون الأمريكي”.
ويضيف: “عندما يتحَرَّكُ البعضُ من أبناء الشعب الأمريكي للاعتراضِ على جرائم الإبادة الجماعية، والمطالبة بوقف جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، والاحتجاج ضد التجويع للشعب الفلسطيني، يقوم الأمريكي بالتعامل على مستوى مؤسّساته الرسمية هناك في أمريكا، بالتعامل بقسوة كاملة، وبدون أي احترام، لا لقوانينه، ولا لدستوره، ولا لأيَّةِ عناوينَ يرفعها ويتباها بها، كعنوان الديمقراطية، وحُريَّة الرأي، وحُريَّة التعبير، فبمُجَـرّد المطالبة بوقف جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، لا يطيق أبداً أن يصغيَ لمثل هذه المطالبة، لمثل هذه الأصوات، بل يسعى لمنعها، يسعى لألَّا يكون هناك من يتكلم، من يحتج، من يعترض، من يطالب، لا يريد أبداً حتى إلى هذا المستوى، إلى هذا المستوى”.
وأمام المظاهرات، والاحتجاجات، والاعتصامات، التي أتت مؤخّراً في بعضِ الجامعات الأمريكية البارزة، وفي بعض دول المجتمع الغربي، يؤكّـد السيد القائد أنّ “حقيقةَ الدور الأمريكي تجلت بشكل واضح؛ فهو لا يراعي أيةَ اعتبارات على الإطلاق، ولم يُصْغِ لكل الاحتجاجات التي خرجت في مختلفِ أنحاء العالم، وفي مختلف القارات؛ للمطالبة بوقف جرائم الإبادة الجماعية، ضد الشعب الفلسطيني في غزة، ولا لأصوات الدول التي صوَّتت في الأمم المتحدة، لصالحِ وقف جرائم الإبادة الجماعية، والتجويع للشعب الفلسطيني في غزة، ولم يتعامَلِ الأمريكي مع الجامعات التي لها -حسب ما يُفترَضُ بهم- في أعرافهم، في قوانينهم، في عناوينهم التي يقدِّمونها على أنها عناوينُ حضارية، أن يحترمَها، وتحترمها السلطات الأمريكية، بل كان التعامل مع المظاهرات والاحتجاجات في الجامعات الأمريكية تعاملاً سيئاً، يتجاوز كُـلَّ شيء، ولا يعطي أي اعتبار لأي شيء، أولاً: بالإرهاب، والتهديد، والتحذير، والحملات الإعلامية، وخرج الرئيس الأمريكي بنفسه، وخرج رئيس الكونغرس الأمريكي بنفسه، وخرج مسؤولون أمريكيون؛ ليعبِّروا بعباراتٍ سخيفة، وعبارات فيها تهديد، فيها إرهاب، فيها تشنيع، فيها انتقاد، فيها تهديد لتلك الجامعات، وللمحتجين فيها، إلى درجة التهديد لبعض مسؤولي ورؤساء تلك الجامعات بالإقالة، والطرد من مناصبهم، إن لم تتوقف تلك الاحتجاجات”.
جرائم أمريكا:
وبخصوص استخدام القوة والعنف ضد المتظاهرين من الطلاب، المطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي في غزة، واعتقال الشرطة الأمريكية للمئات منهم، يقول الناشط الحقوقي علي جسار: “إنّ أمريكا تجاوزت نازية النازيين، وفاشية الفاشيين، وهذه “إسرائيل” الدموية ليست إلا سيئة من سيئات أمريكا التي تدَّعي حماية حقوق الإنسان، فهي التي شنت عدواناً غاشماً، وحصاراً ظالماً على اليمن منذ أكثر من تسع سنوات، وارتكبت فيه أبشع الجرائم بحق المدنيين الأبرياء، وهي التي ترتكب اليوم أبشع المجازر بحق الأبرياء في غزة، بل ووصل بها الحد إلى الاعتداء على المتظاهرين السلميين الذين لهم الحق في حرية التعبير، وحرية الرأي بطرق سلمية، والتي كفلته المواثيق والمعاهدات والاتّفاقيات الدولية، ناهيك عن الدستور الأمريكي والقوانين الأمريكية ذات الصلة”.
ويضيف أنّ “سجل أمريكا في مجال حقوق الإنسان مزرٍ منذ إبادة السكان الأصليين لأمريكا “الهنود الحمر” فالقوات الأمريكية غزت العراق، وقتلت وأعاقت أكثر من مليوني ونصف المليون عراقي، فضلاً عن جرائم الاغتصاب، وانتهاكات حقوق الإنسان الأُخرى، ونهب موارد وخيرات العراق، وسرقة أصوله النقدية والحضارية والتراثية وغيرها بكِذبة امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل”.
ووفقاً لجسار فَــإنَّ هناك العديدَ من الفترات المخزية في التاريخ الأمريكي، الإبادة الجماعية التي قامت بها أمريكا ضد الشعوب الأصلية، العبودية، القمع العنيف للحركة العمالية التي شهدت مقتل مئات العمال، والإعدام خارج القانون في، فيتنام –العراق –أفغانستان -ليبيا، بالإضافة إلى جرائم الإبادة الجماعية في غزة، التي تمولها أمريكا وتدعمها.
ويشير إلى أنّ التعديل الأول للدستور الأمريكي يحمي حرية التعبير مهما كان محتواها جدلياً أَو “مُسيئاً” وينصّ التعديل على أن لا يُصدر الكونغرس أي قانون خاص بإقامة دين من الأديان أَو يمنع حرية ممارسته، أَو يحد من حرية الكلام أَو الصحافة، أَو من حق الناس في الاجتماع سلمياً، وفي مطالبة الحكومة بإنصافهم من الإجحاف.
ولهذا، فَــإنَّ اعتقال الشرطة الأمريكية وفق للإحصاء الذي نشرته “أسوشيتد برس” لأكثرَ من 2000 طالب؛ بسَببِ احتجاجات، دعوا فيها إلى وقف العدوان الإسرائيلي، ودعوا جامعاتهم إلى سحب مواردها المالية بالكامل من الشركات والمؤسّسات الإسرائيلية، أَو تلك المستفيدة من التعامل مع “الاحتلال الإسرائيلي”، بحسب تعبير المحتجين، يطرح تساؤلات حول دستورية وقانونية فَضِّ الاحتجاجات باستخدام القوّة.
الإبادةُ الجماعية ليست مُعَـادَاةً للسامية:
وعندما تتعلَّقُ حريةُ التعبير بنقد الاحتلال الإسرائيلي والتعاطف مع فلسطين يقول جسار: إنّ “الإداراتِ الأمريكية تستخدمُ حرية التعبير كشعارات مزيفة تهدف إلى تطبيق سياستها فقط، ولكن عندما يتعلق الأمر بـ “إسرائيل”، فَــإنَّ تلك الحريات والحقوق تغيب، وتحضر أساليب العنف والقمع؛ لأَنَّ ذلك يعتبر مخالفاً لتلك السياسات التضليلية التي تفرضها الإدارات الأمريكية على الشعوب؛ ولهذا تقوم بتجريم ومعاقبة الصوت أَو الخطاب المؤيد لفلسطين، وتوجّـه الاتّهامات بطريقة عشوائية ضد أي شخص لا يدعم بشكل كافٍ الحربَ الإسرائيلية على غزة، بمُعَـادَاة السامية؛ وبهذا المعنى الواسع للكلمة، فأي شيء بسيط، وأخلاقي مثل دعم الحقوق الأَسَاسية للشعب الفلسطيني، هو محل اتّهام”.
ويرى جسار أنّ “الاحتجاجات الطلابية على مر التاريخ الأمريكي وغير الأمريكي، لم تكن -في مجملها- مُجَـرَّدَ نزهة للتعبير عن الرأي دون أثر ملموس؛ فهناك بعضها الذي استطاع أن يُحدث تأثيرات غائرة في المجتمع والمشهد السياسي بصفة عامة، بل منها من أنهى حروبًا وأطاح بأنظمة تشريعية وحكومية بأكملها، كان لها صداها على سياسة البلدان والحكومات، وهذا ما يخيف الإدارات الأمريكية”.
ويؤكّـد أنّ “الحراك الطلابي الجامعيَّ مُستمرّ في التنامي والتوسع والامتداد، مكتسحاً ساحات أكثر من 50 جامعة أمريكية، رغم الاعتداءات والاعتقالات الواسعة التي تعرض لها طلاب وأساتذة الجامعات الأمريكية المناصرين لفلسطين، والمطالبين بوقف الحرب العدوانية الهمجية والإبادة الجماعية، التي يرتكبها كيان وجيش الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بل واشتعلت على غراره احتجاجات طلابية في عدة جامعات أُورُوبية؛ مما يشير إلى تحول الحراك الطلابي الذي بدأ في عدد من الجامعات الأمريكية إلى حراك جامعي دولي”.
وبحسب الناشط الحقوقي جسار فَــإنَّ “الانتهاكات الحقوقية غير المسبوقة، والاعتداءات العنيفة التي تعرض لها المحتجون في الجامعات الأمريكية من قِبل أجهزة الشرطة والأجهزة الأمنية، لم تستطع أن توقف تزايد وتنامي وتوسع الحراك الطلابي، ولم تفلح الشعارات المضللة التي أطلقتها السلطاتُ الأمريكية ضد المتظاهرين السلميين، ومنها الادِّعاء المفضوح بمُعَاداة السامية، والتي رد عليها المتظاهرون والناشطون وغيرُهم من النخب السياسية والأكاديمية والحقوقية، بأن التنديد بمجازر الإبادة الجماعية ليست مُعَـادَاةً للسامية، وأنّ المطالَبةَ بوقف الحرب العدوانية ليست مُعَـادَاةً للسامية، وقد فضحت هذه الاعتصامات الطلابية وما لحقت بها من انتهاكات واعتقالات واسعة وغير مسبوقة الدولة التي يتفاخر مسؤولوها وصانعو قرارها بديمقراطيتهم وبدفاعهم ورعايتهم وحمايتهم للحقوق والحريات، حَيثُ واجه ويواجه طلبة الجامعات الأمريكية انتهاكات واعتقالات متواصلة؛ بسَببِ ممارستهم حقهم في التعبير عن رفض دعم بلادهم لـ “إسرائيل” في حربها العدوانية على قطاع غزة”.
وبالطبع، يُساءُ استخدامُ كُـلِّ المفاهيم الحقوقية من حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل، أَو حريات التعبير والديمقراطية، للضغط على الدول الإسلامية والعالم الثالث، ولكن عندما يتعلق الأمر بـ “إسرائيل” أَو النظام العالمي، فَــإنَّ كُـلّ هذه الحقوق يتم تجاهلها، ولا محل لها من الإعراب.
صحوةٌ شعبيّة:
وعن استمرار مظاهرات واعتصامات طلاب الجامعات الأمريكية، على مستوى الولايات التي يتم فيها التنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، يؤكّـد ناشطون حقوقيون، أنّ تلك المظاهراتِ واستمرارها وتوسعها تشير إلى صحوة الشعب الأمريكي، أَو شعوب العالم الغربي، مؤكّـدين أنّ تلك الصحوة ستدمّـر نظام الهيمنة الذي تقوده أمريكا ضد شعوب العالم، مشيرينَ إلى أنّ وحشيةَ الاعتداءات الأمريكية على الطلاب، كشفت للجميع أنّ الشعارات التي على شكل القيم الغربية المزعومة مثل الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، ما هي إلا أدوات للدعاية، لكن عندما يتعلق الأمر بالمسلمين والعالم الثالث، فلا وجود لها في واقع الأمر، كما أنها وسيلة لتحقيق المصالح الأمريكية، وأدَاة لخدمة مصالح الغرب بشكل عام.
ووفق الناشطين فَــإنَّ المظاهراتِ الأمريكية المناهضة لـ “إسرائيل”، ودعماً لفلسطين، والتي انطلقت من جامعة كولومبيا في نيويورك، وامتدت إلى عشرات الجامعات في ولايات أمريكية مختلفة، ثم إلى كندا وعدد من الدول التي تدعم “إسرائيل” بشكل علني، مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ورغم الإجراءات التعسفية والقمعية والاعتقالات التي تمارسها القوات الأمنية والشرطة ضد الطلاب والأساتذة على نطاق واسع، إلّا أنّ طلاب الجامعات الأمريكية والدولية مصممون على إشعال الانتفاضة العالمية، ومواصلة احتجاجاتهم.
وبحسب الناشطين فَــإنَّه سَرعانَ ما ستتحول صحوة الأمم والشعوب والاحتجاجات المُستمرّة منذ أشهر في جميع أنحاء العالم، إلى انتفاضة عالمية ستدمّـر عرش الصهاينة والقوى العظمى التي تدعمهم، وتتسبب في انهيار نظام القمع الذي تقوده الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي.
استثنائيةٌ بكل المقاييس:
وحول التداعيات السياسية لمظاهرات الجامعات الأمريكية، يقول سياسيون: إنّ التظاهُراتِ في الجامعات الأمريكية استثنائيةٌ بكل المقاييس، ولها تداعياتٌ كثيرة تترتب عليها على المدى القريب والبعيد، وسيُبنى عليها مستقبلًا، سيكون لها أثره البالغ في مركَزية القضية الفلسطينية لدى العقل الجمعي الأمريكي من جانب، وموقع وصورة دولة الاحتلال من جانب آخر.
فقبل السابع من أُكتوبر/ الماضي، لم تكن القضية الفلسطينية تحتل أية مكانة تذكر لدى الشباب الأمريكي والغربي بصفة عامة، هذا الشباب الذي نجحت الآلة الصهيونية في غسل أدمغته، على مدار سنوات طويلة بسرديات ومنهجيات وروايات تؤصل لمظلومية اليهود، ومخطّطات الإبادة التي ينفذها العرب لإلقائهم في الجحيم وطمسهم من على الأرض.
وفي استطلاع رأي أجراه معهد هارفارد للسياسة خلال الفترة بين 14-21 مارس/آذار الماضي على 2010 شباب أمريكيين تتراوح أعمارهم بين 18-29 عاماً، جاءت النتيجة صادمةً لصناع القرار في الولايات المتحدة، حَيثُ كانت تأييد 51 % من هؤلاء الشباب لوقف إطلاق النار في مقابل معارضة 10 % فقط، وهي النتيجة التي تعكس حجم التغيير الذي لحق بجيل الشباب، مقارنة بما كان عليه قبل السابع من أُكتوبر/ الماضي.
هذه النتيجة حتمًا سيكون لها ما بَعدَها، وستبدأ مرحلة جديدة من التوازن حتى في الشعارات المستخدمة بشأن الصراع العربي الإسرائيلي، فلم تعد شعارات التأييد المطلق لـ “إسرائيل” هي المهيمنة على المشهد، حَيثُ بدأت أُخرى تنافسها وتزاحمها في الأمر، تلك التي تدعم حقوق الشعب الفلسطيني، وتندّد بإجرام الكيان المحتلّ، وتتعامل معه كدولة مجرمة وعنصرية.
انعكاساتٌ مستقبلية:
وحول الأهداف الأمريكية من الاعتداءات والاعتقالات على الطلاب وقمعهم، يقول حقوقيون: إنّ الاعتداءات الأمريكية تشير إلى عدة أهداف، منها محاولة أمريكا قمع كُـلّ صوت معارض للسياسة الأمريكية المنحازة للمستعمر الإسرائيلي، خلافاً لقيمها المزعومة بالحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ووقف مختلف أشكال الفعاليات؛ باعتبَارها بدايةً جادَّةً تشي بتحولٍ سريعٍ لدى الرأي العام الأمريكي تجاه “إسرائيل” بعد سقوط القناع عن وجهها الدموي القبيح، بزعمها أنها دولة وديعة، ديمقراطية، مسالمة، وكشف الحقيقة عن طبيعة هذا الكيان الاستعماري، العدواني، الإجرامي، الذي مارس أبشع صور الجرائم والمجازر بوحشية، مستخدماً كافة أشكال وأنواع الأسلحة، بما فيها المحرَّمة دوليًّا، لم يشهد لها التاريخُ مثيلاً؛ مما سينعكسُ مستقبلاً على السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط عُمُـومًا، والقضية الفلسطينية خُصُوصاً، بِغَضِّ النظر عن الحزبِ الحاكم.