ذاكرة العدوان 13 مايو خلال 9 أعوام: استشهادُ 6 مواطنين في استهداف سيارة محمَّلة بالمانجو بصعدة، وأكثر من 20 غارةً على شبكة الاتصالات بعمران وإصابة طفل في انفجار قنبلة عنقودية بصعدة
المسيرة – أيمن قائد:
أمعن العدوان الأمريكي السعوديّ في ارتكاب الجرائم الوحشية ومجازر الإبادة بحق المدنيين، مستهدِفاً الممتلكاتِ العامةَ والخَاصَّةَ للمواطنين، وملقياً كعادته كُـلَّ حِمَمِه، ونيرانِه على الأبرياء، لا سِـيَّـما الأطفال والنساء، خُصُوصاً عقب كُـلّ هزيمة يتلقاها في ميدان المواجهة المباشرة، فلم يكن يمر يوماً واحداً إلا وقد ارتكب جريمة جديدة.
وفي مثل هذا اليوم 13 مايو أيار خلال 9 سنوات، تعرض المواطن اليمني للقصف العشوائي، وهو في منزله، وفي طريقه الآمن، وقصفت المساجد، وشبكات الاتصالات، واستهدفت المزارع، والمنتجات الزراعية التابعة للمواطنين، دون أي مبرّر أَو مراعاة لحرمة أَو قوانين ومعاهدات، بجرائمَ يندى لها جبين الإنسانية.
وفيما يلي أبرز ما حدث في مثل هذا اليوم:
13 مايو 2015.. استهداف منزل أحد المواطنين ومزرعة تفاح بصعدة:
في مثل هذا اليوم 13 مايو من العام 2015م، استهدف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ منزل المواطن حميد أنصافي، وكذا مزرعة تفاح بمنطقة الجعملة في مديرية مجز بمحافظة صعدة.
لم يكن المواطن حميد يمتلك سوى هذا المنزل الذي يؤويه هو وأسرته، وقد أصبح هذا المنزل متساوياً بالأرض بفعل غارات الحقد والإبادة الجماعية التي قصفت المنزل بشكل مباشر ومتعمد، ضمن المنهج الإجرامي الذي جاء به هذا العدوان الجبان، بعد عجزه عن المواجهة في ميدان القتال، حَيثُ توجّـه بكامل عتاده نحو استهداف المنازل، ليقتل النساء والأطفال بداخلها.
ومع قصف منزل المواطن تم قتل أكثر من 15 رأساً من الأغنام، وتدمير ممتلكات المواطن بما في ذلك سيارته، وقد أصبح المواطن وأسرته يفترشون التراب بالقرب من ذلك المنزل المدمر، وباتوا يفترشون البعض من الفرش البسيطة “الطرابيل”، فليس لديهم أحد يلجؤون إليه سوى هذا المكان الترابي المفتوح.
وفي الوقت ذاته، في المكان ذاته، شنت تلك الطائرات غاراتها على مزرعة لفاكهة التفاح، لتحترق تلك المزرعة على الفور وتحولت حينها حبات التفاح إلى ركام متفحم متناثر على الأرض؛ لينطبق بهذا الإجرام التعمد الواضح للقضاء على الشجر والحجر والبشر.
لم يكتفِ هذا العدوّ المتغطرس من قصف منزل المواطن حميد فحسب، بل سعى إلى قطع الأرزاق باستهداف سبل المعيشة التي يعتبرها المواطنون الدخل الوحيد لهم وهي المزارع.
أظهرت المشاهد القطع الكبيرة من بقايا الصواريخ التي قصفت المزرعة، وبجوارها الآلاف من بقايا محصول فاكهة التفاح، ليثبت بذلك المشهد حقيقة العدوان الأمريكي الموغل في تدمير كافة مقومات الحياة، بما في ذلك التنمية الزراعية الرامية للوصول للنهضة الحضارية لليمن.
13 مايو 2016.. إصابةُ طفل في انفجار قنبلة عنقودية بصعدة:
وفي اليوم ذاته من العام 2016م، تعرض أحد الأطفال لإصابات بالغة؛ إثر انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان الأمريكي في منطقة بني سعد بمديرية حيدان بمحافظة صعدة.
الطفل علي لم يكن يعرف بأن ذاك الجسم الغريب سيصنع له إصابات متفرقة في جسمه، عندما اعتقد بأنه مُجَـرّد حجر، أَو أشبه بلعبة، فيأخذها إلى يديه، وتنفجر على الفور، مخلفة إصابات في يديه وإحدى رجليه.. أسعف حينها على الفور إلى أحد المراكز الصحية.
هذه الحادثة هي واحدة من آلاف الحالات لهذا النوع التي يتعرض فيها الأطفال للإصابات، نتيجة لتلك القنابل العنقودية المحرمة دوليًّا، التي خلفها العدوّ المجرم القاتل أثناء قصفه للمناطق المكتظة بالأهالي.
13 مايو 2016.. أكثر من 20 غارة على شبكة الاتصالات بعمران:
وفي اليوم ذاته من العام 2016م، واصل طيران العدوان الأمريكي السعوديّ قصفه للمنشآت الحيوية والمصالح العامة، حَيثُ شن أكثر من 20 غارة على منطقة المهلهل في مديرية خمر بمحافظة عمران، استهدفت شبكة الاتصالات وكذا أحد المساجد هناك.
20 غارة جوية متتالية خلّفت دماراً هائلاً في المنطقة الآهلة بالمواطنين، وبثت الخوف والرعب في نفوس النساء والأطفال، حينها تساءل المواطنون باستغراب عن سبب شن هذه الغارات الهمجية على هذه الأحياء دون أي سبب يذكر، ودون تحقيق أي هدف سوى إقلاق السكينة العامة، وتدمير البنى التحتية.
13 مايو 2018.. إصابة مواطنين في استهداف الطريق العام بمران:
وفي اليوم ذاته من العام 2018م، استهدف العدوان بغاراته العشوائية الطريق العام بمنطقة مران في مديرية حيدان بمحافظة صعدة، ليصيب مواطنين اثنين بجروح بالغة، تم إسعافهم إلى مشفى المنطقة.
كان المواطنان يمشيان في الطريق العام، وهما في حالة طمأنينة وأمان، وما هي إلا لحظات حتى أصبحت أجسادهما مخضبة بالدماء، في حالة تجسد أبشع صور الإجرام بحق الإنسانية.
13 مايو 2019.. استشهادُ 6 مواطنين في استهداف سيارة محملة بالمانجو بصعدة:
أما في العام 2019م من اليوم ذاته، فقد استمر العدوان السعوديّ الأمريكي، في ارتكابه الجرائم والمجازر البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية، ففي محافظة صعدة استهدف طيران العدوان سيارة أحد المزارعين، وهي محملة بفاكهة المانجو على الخط العام في منطقة الجعملة بمديرية مجز؛ ما أَدَّى إلى ارتقاء شهداء وجرحى من المواطنين الأبرياء.
سيارة أحد المزارعين أصبحت أشبه بهيكل متفحم نتيجة الغارات الغادرة بعد أن بقيت ألسنة النيران بداخلها مُستمرّة لساعات طويلة، حَيثُ تحولت سلال المانجو التي على متنها إلى كرات سوداء متمزقة ومبعثرة على الطريق.
لكن أكثر شيء ولد حزناً وأسفاً بالوقت ذاته، ما أظهرته المشاهد من أشلاء للأطفال والكبار وهي معلقة على الأشجار المتواجدة على جوانب الطريق العام، حَيثُ وجدت أعضاء بشرية مقطعة معلقة بتلك الأشجار وبين الأحجار كالأرجل والأيدي، وفي تلك اللحظة لم يُعرف أصحاب تلك الأعضاء سوى القليل منها.
وبعد لحظات وصل فريق الإسعاف الطبي وعدد من المسعفين المواطنين، وبدأوا عملَهم في تجميع الأشلاء المتناثرة التي توزعت، وابتعدت مسافات طويلة نتيجة حجم الاستهداف المهول.
ويقول أحد المواطنين المتواجدين في مكان الاستهداف بأن الضحايا المستهدفين هم مواطنون، خرجوا لطلب الرزق الحلال، وكانوا قادمين من محافظة حجّـة إلى قطابر لبيع الخضروات، لكن غارات العدوان حالت دون وصولهم، وقد حولتهم إلى أشلاء، وأوصال متفحمة تم تجميعها في أكياس مختلفة.
أدّى هذا الاستهداف الجبان إلى استشهاد 6 من المواطنين وجرح آخر بجروح خطيرة، إضافة إلى تدمير عدد من السيارات والدراجات النارية التي كانت على الطريق العام بمنطقة الجعملة.
كان من الملفت ضمن المشاهد أَيْـضاً ظهور أحد المواطنين متفحماً على دراجته النارية التي كان يقودها بالطريق ذاته، فلم يتمكّن المسعفون من التعرف على هُــوِيَّته.
أما الجريح الوحيد من المواطنين فقد تم إسعافه إلى إحدى المستشفيات في مديرية مجز بصعدة، ولكنه كان بحالة حرجة جِـدًّا، حَيثُ لم يعد في جسمه أي مكان خال من الجراح والإصابات العميقة، وبات كامل جسده مغموراً بالدماء، حتى كادت ملامح وجه تختفي تماماً؛ نتيجةً لهذا الاستهداف الغادر.
لم تسلم الطرقات في محافظات اليمن عُمُـومًا، وفي محافظة صعدة على وجه الخصوص من الاستهداف المباشر للعدوان الأمريكي السعوديّ بقصف سيارات المواطنين، وهي في طريقها الآمنة تحمل حاجات المواطن، وتتحول إلى قطع متفحمة وينتهي كُـلّ ما بداخلها من أشياءَ ثمينةٍ وغير ذلك.