العربُ أمام مسؤولية تاريخية كبيرة وخَاصَّة الشقيقة الكبرى مصر
يحيى صلاح الدين
هناك مسؤولية كبيرة على العرب وَبشكل خاص على الأخت الكبرى مصر لولا استمرار العرب في صمتهم وتخاذلهم بل وتواطؤ أنظمة عربية عميلة لما استمر الكيان الإسرائيلي في جرائمه وتوحشه بحق الشعب الفلسطيني وأهلنا في غزة، لذلك على الأنظمة العربية أن تشعر بالخجل والعار أمام صمتها وجبنها أمام العدوّ الإسرائيلي وعليها على أقل تقدير أن تقتدي بالموقف التركي الذي أعلن عن قطع العلاقات التجارية مع العدوّ الإسرائيلي، ولو أنه جاء متأخراً؛ فإن كانت الأنظمة العربية عاجزة عن اتِّخاذ أية خيارات فعليها فتح المجال للشعوب وبصراحة الدور المصري ضعيف جِـدًّا مع فظاعة ما يرتكبه الكيان الإسرائيلي على حدودها في غزةَ؛ ونظراً لما تمتلكه من قدرات ضخمة وعدد هائل من العسكر والسكان يفوق المِئة مليون ويعتبر عشرة أضعاف الصهاينة، وكان يفترض بها والعرب جميعاً أن يقوموا بدور أكبر وأنه كلما تعاظمت مأساة غزة كانت المسؤولية كبيرة على مصر وعلى العرب جميعاً، وكلما اتجه العدوّ للتصعيد علينا التصعيد أكثر؛ فالدول العربية تمتلك قدرات ضخمة يمكنها عمل شيء كبير لنصرة غزة ولو اتجهت كُـلّ دولة عربية لاتِّخاذ موقف لما حصل ما حصل في غزة.
أُسلُـوب خاطئ وخطير جِـدًّا وغير حكيم ما تقوم به بعض الأنظمة العربية من مهادنة للصهاينة والتغاضي عن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني والسعي للتطبيع معهم لن ينفع العرب بشيء، قال الله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا).
يشكل اليهود ومن يدور في فلكهم وَالمطبعين العرب خطورة بالغة على الأُمَّــة، وما يخلصنا هو التحَرّك الواعي؛ فهناك خلفية لتوحش العدوّ الإسرائيلي فاليهود يحملون منذ طفولتهم حقداً وعداء شديدين للعرب والمسلمين ونفسيتهم خبيثة، يستبيحون الدماء والأعراض، واحتقار الإنسانية، وكذلك الدعم المقدم لـ “إسرائيل” من صهاينة الغرب وفي مقدمتهم أمريكا وبريطانيا أَيْـضاً نابع عن طمع وحقد على المسلمين، ناتج عن عقيدة صهيونية يحملونها.
كلّ ذلك يدفعنا ويدلنا إلى ضرورة التحَرّك الجاد وأن نمتلك قوة الردع الصاروخية وإن شعرنا بتهديد وجودي من الغرب فعلينا امتلاك (القوة النووية) وَعلينا إحياء الجهاد فحالة الجمود والتخاذل في مقابل الحقد الذي لدى العدوّ لا يفيدنا بشيء.
دور الطلاب في الجامعات الأمريكية مهم جِـدًّا ومؤثر، وتقع مسؤولية على الناشطين وأحرار العالم وخاصة الجاليات اليمنية والعربية فعليها مساندة الطلاب الأمريكيين في الجامعات وإظهار الأُسلُـوب القمعي للنظام الأمريكي والأنظمة القمعية تجاه الاحتجاجات المناصرة لغزة وسقوط زيف ادِّعاءات الغرب حول حقوق الإنسان وحرية التعبير التي يتشدقون بها، والتأكيد على القيام بنشاط واسع وحملات توعوية لتوسيع دائرة المقاطعة للشركات الأمريكية والإسرائيلية وإظهار أهميّة تفعيل المقاطعة.
لقد عبر قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- عن موقف اليمن الثابت في دعم القضية الفلسطينية ودعم ومناصرة أهلنا في غزة، وَأننا ننطلق من منطلق ديني وهو موقف مشرف وموقف حق في مقابل ما يقوم به أُولئك الأشرار ولن تثنينا الإغراءات أَو التهديد، وهذا بحمد الله نتيجة استقلال وحرية البلد غير الخاضع للهيمنة الأمريكية؛ فالمواقف التي تقوم بها اليمن لا تقتصر على الجانب العسكري والعمليات البحرية الذي تم فيها استهداف أكثر من مِئة سفينه تابعة للعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، إلى جانب ذلك لدينا نشاط واسع في الجانب الثقافي والتوعوي، حَيثُ بلغت الفعاليات أكثر من ثلاثمِئة ألف فعالية ولا زالت الجهود في اليمن مُستمرّة، ونحن بإذن الله تعالى قادمون وفي ظل قيادة وحكمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- في المرحلة الرابعة بخيارات حساسة مؤثرة مقلقة ومزلزلة للكيان الإسرائيلي ومن دار في فلكه من صهاينة الغرب والعرب، وإن لم يتوقف العدوان على غزة فانتظروا إعلان القائد الانتقال إلى المرحلة التصعيدية الخامسة، وما أدراكم ما الخامسة، قسماً إنكم ستندمون فالقادم أعظم.