تصعيدٌ مُستمرّ
عبدالسلام غالب العامري
أثبتت الشواهد الماثلة على أرض الواقع بأن سفينة اليمن تبحر بفلسطين بخطى متسارعة نحو شاطئ الأمان، متخطية كُـلّ الصعوبات والمخاطر الماثلة أمامها بشكل أربك العدوّ العالمي وأثار اهتمام المجتمع الدولي، وهذا الإبحار بحسب تعلق قلوب القادة اليمنيين بقضيتهم المحورية فلسطين وعاصمتها القدس، يأتي بفضل حنكة ومهارة زعيمهم عبدالملك الحوثي.
“إن دبلوماسية اليمن حقّقت نجاحات ضخمة للغاية فيما يتعلق بنقل الاهتمام بالقضية الفلسطينية من الصعيد المحلي إلى الصعيد العالمي، حتى أصبح صوت اليمن مسموعًا وله صدى واسع للغاية؛ وهو ما يُشكّل عاملَ رعبٍ كبيرًا لأعداء “إسرائيل” وأمها الشيطان الأكبر أمريكا وأختها العجوز الشمطاء بريطانيا الذين يعملون ليلَ نهارَ على إجهاض تحَرّكات قادة العالم نحو تحقيق حلم شعب فلسطين”.
وتواصل الدول الحرة بالعالم السير وبخطى ثابتة ومدروسة نحو تحقيق المزيد من الإنجازات والانتصارات عن طريق المحاكم الدولية ورفع قضايا حقوق الإنسان والإبادة الجماعية، قامت بهذه المهمة (جنوب إفريقيا) وانضمام تركيا إليها أَو من خلال الدبلوماسية السياسية التي تخدم قضية شعب فلسطين وتقرّب من تحقيق حلم شعبه في استعادة أرضه، بالإضافة إلى الإسهام في تعزيز ومساندة جهود الشعوب الحرة المنتفضة بالمظاهرات والوقفات والفعاليات والندوات الأدبية والشعرية في إرساء دعائم الأمن والاستقرار والسلام وروح المحبة والتسامح في المنطقة والقضاء على العنف والإرهاب والعدالة والمساواة بين الشعوب دون تفريق أَو تمييز.
والتمتع بجميع الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية دون التمييز؛ بسَببِ الدين أَو اللون أَو اللغة أَو الجنس أَو الرأي السياسي أَو المستوى الاجتماعي والاقتصادي.
فاليمن أثبت للعالم أنه لن يتخلى عن شعب فلسطين وَأحراره بغزة، اليمن أثبتت وجودها نيابة عن كُـلّ الدول العربية، كُـلّ العالم بكامل عتاده، ولا يركعها حصار اقتصادي ما دام الرزاق الله.
وَأكّـد مسؤولون يمنيون دعم اليمن المطلق للقضية الفلسطينية، ورفضهم للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وجدّد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، تأكيده أن العمليات البحرية العسكرية مُستمرّة، مجدّدًا التهديد والوعيد ووضع الخطوط الحمراء بأن اليمن تسعى إلى توسيع هجماتها على السفن الإسرائيلية وَالدول الداعمة لها بعد أن أعلنت سابقًا أنها بدأت بالبحر الأحمر وباب المندب ثم بالمحيط الهندي ثم بالبحر المتوسط وكانت صادقة في تنفيذ الوعد، كما أكّـد مجدّدًا أنه طالما استمرت الحرب الإسرائيلية والحصار على قطاع غزة، ستتواصل الهجمات على السفن الإسرائيلية بجميع البحار والمحيطات.
وقد شرع اليمن في شن هجمات ضد السفن الإسرائيلية خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كأحد أكبر من مفاجآت الحرب التي تشنها “إسرائيل” على غزة، وتعهد أنصار الله بعدم وقف الهجمات حتى إعلان “إسرائيل” وقف الإبادة ضد الفلسطينيين، وتطور الأمر إلى الهجوم على السفن التي تقصد الموانئ الإسرائيلية، وانتهى إلى مواجهة مع القوات العسكرية الغربية سواء التي تتولاها القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية أَو غيرها من الدول الموالية لـ “إسرائيل”..
العمليات اليمنية ضد “إسرائيل” هي هجمات شنتها القوات المسلحة اليمنية على “إسرائيل” منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بعد 7 أُكتوبر 2023؛ بهَدفِ الضغط على “إسرائيل” لوقف عدوانها على قطاع غزة الذي قُتِل فيه أكثر من 35 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، واشتملت الهجمات اليمنية على جنوب “إسرائيل” باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وأعلنت منع مرور السفن الإسرائيلية والتابعة لـ “إسرائيل” من العبور بالبحر الأحمر وَالعربي وشنَّت هجمات على السفن الإسرائيلية باستخدام المسيّرات البحرية والصواريخ البحرية واحتجزت سفينة واحدة، في 9 ديسمبر أعلنت منع مرور جميع السفن من جميع الجنسيات المتوجّـهة من وإلى الموانئ الإسرائيلية في حال عدم دخول احتياجات قطاع غزة من الدواء والغذاء، وشنَّت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة سلسلة هجمات على مدن متفرقة باليمن؛ ردًّا على استهداف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وعلى إثر الهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن أعلن الزعيم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، توسيع دائرة الاستهداف لتشمل السفن الأمريكية والبريطانية.
وَتوسيع نطاق تنفيذ التدابير المختارة من حَيثُ النطاق الجغرافي والأثر على حَــدٍّ سواء.
وقد أذكت أزمة البحر الأحمر القائمة، المخاوفَ العالمية من ترجيح عودة التضخم للارتفاع مجدّدًا في حال طال أمد الأزمة، بعد صراع قادته البنوك المركزية.
ولكن محافظي البنوك المركزية بدوا متفائلين نسبياً بشأن العواقب الأوسع نطاقاً التي قد تترتب على الظروف الراهنة على الاقتصاد العالمي.