قالها قائدُ المرحلة: لا خطوطَ حمراءَ والتصعيدُ بالتصعيد
الشيخ موسى المعافى*
طالما والدمُ الفلسطيني يُسفَكُ لن نخليَ الساحات.
طالما ودموعُ الثكالى من الأُمهات تَذرِفُ أحرَّ العبرات.
طالما وَأجساد الأبرياء تنزف الدماء الطاهرات.
لن نخلي الساحات وَطالما تستمر في غزة الويلات والنكبات.
وطالما أن العدوّ الصهيوني المجرم السفاح يتمادى في طغيانه على المستضعفين من الشيوخ والنساء والأطفال فسنستمر في التصعيد وتوجيه أقسى الضربات.
فليس من الدين ولا من الوفاء ولا من الشهامة ولا من الرجولة ولا من الشرف أن نطرح الرايات.
هذه ليست مُجَـرّد عبارات ولا مُجَـرّد شعارات..!
وَلا هي مُجَـرّد كلمات ملتهبات لتخدير مشاعر شرفاء العالم وَذوي النفوس الأبيات..!!
بل هي صواعق ابن بدر الدين، أسد الأُمَّــة وَباعثها من عميق السبات..
هي كلمات صَيِّبٍ من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق لا يكاد يسمعه الكافرون إلا ويجعلون أصابعهم من صواعق صدقه وَإخلاصه لربه في آذانهم حذرَ الموت..
فبالأمس القريب أرعبهم بصرخته سلفه السيد القائد المولى حسين -عليه سلام الله ورضوانه- بمُجَـرّد رفع الصوت.
وها هو خلفه السيد القائد المولى عبدالملك يصنع من الصرخة صواريخ ومسيّرات وقوارب عسكرية وَأسوداً على هيئة رجال لا تتهيب في سبيل الله نصرة للمسلمين في غزة العزة هلاكاً وَلا فناء ولا فوتًا..
هَـا هو -عليه السلام- ينتقل بالأمة من صرخة الصوت إلى صرخة فيضانات بشرية أسبوعية لا تعد بها حشودها ولا تحد ولا تكل منها الميادين والساحات ولا تمل..
بأبي أنت وأمي يا سيدي يا أبا جبريل..
وسلام ربي عليكم يا خير هاد بعصرنا هذا إلى مرافئ العزة والكرامة وَخير دليل..
وَيا من بفكركم القرآني المشرق هدى الله أمتنا إلى سواء السبيل..
لا زلت أسمع صدى صوتكم يا إمامنا وقائدنا يا أبا جبريل عقب تشيع جثمان أخيكم القائد الشهيد -عليه السلام-.
لا زلت أسمع صدى صوتكم وأحس حرارة كلماته البليغات؛ إذ تحدثتم عن أخيكم الشهيد القائد -عليه السلام-.
فقلتم -رضوان الله عليكم- في ما قلتم:
(يعز عليه أوجاع هذه الأُمَّــة في كُـلّ قطر من أقطارها وبلد من بلدانها..
يعز عليه أن يرى دماء هذه الأُمَّــة تسفك وتسيل في الشوارع وَالطرقات.
يعز عليه أن يسمع آهات وتأوهات وصراخ نساء هذه الأُمَّــة وَهن يستغثن ويستنجدن في فلسطين.. في العراق.. في أفغانستان.. في بلدان متعددة ولا من مجيب..!!؟).
وكذلك أنتم يا ابن بدر الدين..
يعز عليكم ما عليه أمتنا من تخبط وضياع وضلال..
يعز عليكم افتقاد أُمَّـة الإسلام والمسلمين لمهابتها والجلال..
يعز عليكم ما تصطليه شبه جزيرتنا العربية من وبال وخبال..
يعز عليكم عودة أبي جهل وأبي لهب وَابن أُبي ومعاوية ويزيد وهشام إلى سدة حكم أُمَّـة محمد -عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى السلام- ضالين، لأمتنا مضلين..
في دين الله يدلسون..
وَلكلمات الله عن مواضعها يحرفون..
ولأعداء الله وسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يوالون ويتبعون..
يعز عليكم ما تشاهدونه من اضطهاد في فلسطين وغزة للمستضعفين..
ومن دك للمساكن على سكانها الآمنين..
ومن وحشية يمارسها الكيان الغاصب على إخوتنا الفلسطينيين..
يعز عليكم صرخات الحرائر.
واستنجادهن بعرب ماتت بها الضمائر..
ويعز عليكم أن لا مجيب.. وكأن لا حر في أُمَّـة العرب ولا غيور ثائر..
ولأنه يعز على سماحتكم كُـلّ ما ذكرت فقد كان شعبكم في ثورته وَنصرته أول الشعوب..
وكان موقف اليمن واليمانيين بُشرَى ينفِّسُ بها عن مستضعفي الأُمَّــة الكروب..
ولأنه يعز على سماحتكم كُـلّ هذه الآلام والأسقام التي تعيشها أُمَّـة جدكم -عليه وآله أزكى الصلاة من الله والسلام- فالنصر ولا سوى النصر لسماحتكم عند ربكم مكتوب..
فبوركت يا قيادتنا الثورية الربانية خطوات تصعيدكم ضد عدو الله والأمة وَبوركت المراحل..
وأثبتوا فَــإنَّكم على الحق؛ فما دمنا بعالم مرفوع لا جهاد فيه ولا مرؤة ولا مراجل..
فصعدوا وصعدوا وصعدوا.. وما دام هذا العالم قد استرخص دماءَ الفلسطينيين فلا خطوط حمراء ولا موانع ولا فواصل..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
* عضو رابطة علماء اليمن