الشعار.. الذي أثبتت الأحداثُ أهميتَه وفاعليتَه
فضل أبوطالب
عندما أطلق الشهيدُ القائدُ حسين بدرالدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- شِعَارَ الصرخة في مواجَهة المستكبِرين في 17/1/2002م؛ فقد كان ذلك في إطار مشروع قرآني متكامل ينهض بالأمة ويحرّرها من هيمنة الأعداء؛ فكان الشعار بمثابة بداية الانطلاقة العملية لهذا المشروع القرآني العظيم في مواجهة الحرب الدولية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد ما يسمى الحرب على “الإرهاب”، وفعلًا كانت هذه الخطوةُ مهمَّةً وشُجاعةً ومؤثِّرةً، كسرت حاجِزَ الخوف وحاجِزَ الصمتِ، وخلقت وعيًا ثوريًّا صحيحًا في أوساط شريحة واسعة من أبناء الشعب اليمني ضدَّ محاولات الأعداء لتدجينِ الأُمَّــة، وحرَّكت الشعبَ لمواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.
ورغمَ ما واجَهَ الشعارُ ومَن يرفعون الشعارَ من حروبٍ إعلامية وعسكرية إلا أن المشروعَ القرآني انتشر واتسعت دائرةُ المنتمين إليه واستطاع التصدِّيَ للحروب الست التي شنها النظام على صعدة، وليس ذلك فحسب، بل ازداد انتشارُه حتى استطاع إسقاطَ منظومات الفساد وأدواتِ العمالة والوصاية الأجنبية على البلد في ثورة 21 سبتمبر 2014م.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فقد استطاع الشعبُ اليمنيُّ الذي يرفع هذا الشعارَ ويتسلَّحُ بالوعي وبالثقافة القرآنية وبالروحية الجهادية، استطاع مواجَهةَ تحالُفٍ عسكري دولي بقيادة السعوديّة والإمارات بدعم أمريكي وبريطاني و”إسرائيلي” ولمدة تسع سنوات.
وقد مَثَّلتِ الأحداثُ اليومَ الجارِيةُ على الساحةِ، وخَاصَّة ما يجري في غزة التي تتعرَّضُ لعدوانٍ إسرائيلي مدعومٍ أمريكيًّا مَثَّلَت اختبارا للشعارات والثقافات والتوجُّـهات والأنظمة والشعوب والأحزابِ والضميرِ الإنساني في العالم.
وقد أثبت الشعارُ أهميتَه وفاعليتَه وصِدْقَ التوجُّـه الذي ينطلقُ منه، من خلال الدور الذي يقومُ به الشعبُ اليمني لمساندة الشعب الفلسطيني، وهَـا هو اليوم يحلِّقُ في السماء عاليًا مع الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة يستهدفُ العدوَّ الإسرائيلي والأمريكي؛ نصرةً للشعب الفلسطيني في غزة.