كان من أشدِّ الرافضين للصرخة..!
عبدالمنان السنبلي
كان يقول جازماً: لو صرخ العالَمُ كُلُّه إلا شخصٌ واحدٌ، لكنت أنا هذا الشخص..
لطالما حاولتُ إقناعَه، لكنه لم يكن يقتنع..!
دارت الأيّامُ وانقضت السنون، وهو مصمِّمٌ وثابتٌ على موقفه هذا لم يتغير..
وفجأة وجدتُه في إحدى المناسبات أمامي يصرخُ..!
نعم، يصرخ، وبقوة (كمان)..!
أخذته (على انفراد) وسألتُه متهكماً بالعامية:
منَّك صدق يا….؟!
قال: إي والله صدق..
خير، ما الذي تغيَّر..؟! سألته..
قال: كنت أظن هذه الصرخة مُجَـرّدُ كلام فارغ للاستهلاك، مثلها مثل كثير من الشعارات والعناوين المخادعة والزائفة، في عالمنا العربي والإسلامي، والتي لا تهدفُ فقط إلا إلى دغدغة مشاعر الناس وإثارة حفيظتهم بصورة يسهل معها القيام بعملية استقطاب وجذب لأكبر عددٍ ممكنٍ منهم نحو اتّجاه أَو تيارٍ سياسي أَو أيديولوجي انتهازيٍ معين..
لذلك كنت من أشد الرافضين لها..
كنتُ من غير المتحمسين لها بتاتاً..
اليوم وقد رأيت ما رأيت من أنصار الله من جرأةٍ وعزمٍ وإصرار وصدقٍ على مواجهة وضرب الأمريكان والكيان الصهيوني إسناداً ودعماً لأهلنا وشعبنا الفلسطيني في غزة، عرفت، بل تأكّـد لي أن هذه الصرخة وهذا الشعار لم يكن محضَ افتراء، وإنما هو نابعٌ عن مشروعٍ تحرُّريٍ ونهضويٍ حقيقيٍ قادم..
لذلك قرّرت أن أصرخَ، ولو اتت متأخرةً قليلًا..
يعني: ما عاد فيش:
الموز لأمريكا
الموز لإسرائيل..؟ سألته ممازحاً..
أجاب ضاحكاً وقال:
هذا كان في الجاهلية..،
أما اليوم، فنحن في عصر:
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
هذا، باختصار، كان خلاصة ما دار بيني وبين أحد الإخوة، والذي كان من أشد الرافضين للصرخة، والذي أقسم عليَّ، في الأخير، أن لا أبوحَ باسمه، نقلته وَ(منتجته) بتصرف..
على أية حال،
ما أريد أن أقوله، بصراحة، هنا هو أنه ليس فقط صديقي هذا من تغيرت نظرته وموقفه من هذه الصرخة؛ بسَببِ إدراكه للحقيقة، بل إن هنالك حالات مماثلة ومشابهة كثيرةً جِـدًّا، ولذات السبب، قد تم تسجيلها مؤخّراً في هذا المضمار، وعلى نفس النحو..
يكفي أن ظاهرة انتشار هذه الصرخة لم تعد مقتصرةً على الساحة اليمنية فقط وإنما تعدت ذلك وتجاوزته إلى الساحتين العربية والإسلامية، وكذلك الدولية أَيْـضاً بشكل واضح وملفت للعيان..
وهذا بالضبط ما تنبأ به الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي قبل أكثرَ من عشرين عاماً.