الصرخة وحمايةُ الأُمَّــة من حالة الخضوع والاستسلام
محمد الضوراني
إن مشروع الصرخة في وجه المستكبرين تمثل حماية للأُمَّـة من حالة الخضوع والاستسلام التي وصلت إليها الأُمَّــة الإسلامية، وحالة الضياع الفكري والعقائدي الذي عمل عليه العدوّ الصهيوني ومعه أمريكا لتصل إليه الأُمَّــة، لتفقد بذلك كُـلّ مقومات العزة والكرامة التي وعد الله بها من يتمسك بأوامر الله وتوجيهاته وهو القرآن الكريم.
أعداء الإسلام عملوا ومنذ فترات طويلة لزرع حالة التيه والضياع في صفوف هذه الأُمَّــة ولزرع حالة الخضوع والهوان والذل في النفوس قبل أن تصبح معتقداً ومنهجاً تتحَرّك به هذه الأُمَّــة لتكون أُمَّـة تتلقى الهزائم وتتلقى الضربات وهي تتفرج، بل وتستهدف في كُـلّ شيء في دينها وثقافتها وفي أمنها واستقرارها.
الصرخة التي أعلنها الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- في وقت خضعت كُـلّ الأنظمة للمشروع الأمريكي الصهيوني، وامتد هذا المشروع الثقافي التوعوي للأُمَّـة بأهميّة الثقافة القرآنية والالتزام بها في واقعنا قولاً وعملاً وفعلاً ومشروعاً يجمع كُـلّ الأُمَّــة الإسلامية، التي زرع فيها وانتشرت الأفكار الهدامة والتي جمدت العقول قبل أن تجمد الأفعال والتحَرّكات والأعمال، جمدت الأُمَّــة عن المواجهة لأعداء الله وكشف مشروعهم الخبيث الذي يستهدف كُـلّ الأُمَّــة الإسلامية، وعمل على زرع الضلال والفرقة والحقد والعنصرية والتي ملأت نفوس الملايين من أبناء الأُمَّــة؛ فتوجّـهوا بذلك العداء لبعضهم البعض وعبر أنظمة عميلة اشتغلت -ليل نهار- في توجيه العداء نحو الداخل تلبية لتوجيهات الأمريكي الصهيوني.
بينما تحَرّك الشهيد القائد عندما استشعر بخطورة الموقف ولم يستسلم أَو يفضل الاستسلام عن خيار المواجهة؛ فتحَرّك ثقافيًّا لتطهير العقول من كُـلّ الثقافات الخاطئة التي جمدت الأُمَّــة عن تبني المواقف السليمة ضد أعداء الله، تحَرّك وأعلنها صريحة وواضحة بأن العدوّ الحقيقي هم من يعادون الأُمَّــة في كُـلّ شيء، وذكرهم الله في القرآن وقيم نفسياتهم الخبيثة والحاقدة على الإسلام والمسلمين.
الصرخة مشروع تحرّري يحمي الأُمَّــة ويربيها تربية قرآنية سليمة لتعيد لهذه الأُمَّــة الإسلامية عزتها وكرامتها التي فقدتها نتيجة للضياع الفكري والثقافي، الصرخة وحدت الأُمَّــة ضد أعداء الأُمَّــة الإسلامية بكل طوائفهم ومذاهبهم، نحن اليوم نجد ثمرة هذا المشروع السليم والحقيقي في إفشال مشروع الاحتلال لليمن والتمزيق والتقسيم لليمن ومشروع زرع العنصرية والمناطقية والحزبية في اليمن، أفشل مشروع الاحتلال في مشاريعه التدميرية.
إن الصرخة حمت اليمن وحركت الجهود وعززت القوة الداخلية، ومنعت العدوّ الصهيوني ومعه أمريكا من احتلال اليمن والسيطرة عليه، نحن اليوم نجد أن التضحيات في هذا المشروع التحرّري وفق المنطلق الإيماني قد امتد أثره الإيجابي لكل الشعوب الإسلامية وللعالم بكله كمشروع يواجه أكبر مجرم في تاريخ الإنسانية وهو العدوّ الصهيوني ومعه أمريكا، مشروع فضح وعرى الأنظمة الخانعة والعميلة والمطبعة التي عملت على توجيه العداء للداخل خدمة للصهاينة وتماشياً مع مشروعهم القذر.
اليوم اليمن وبمشروعها التحرّري الوحدوي، مشروع العداء لمن أمرنا الله أن نعاديهم وهم اليهود ومن ناصرهم ووقف إلى جانبهم، والولاء لمن أمرنا الله أن نواليهم وهم من يقفون ويناصرون القضية الفلسطينية ويتحَرّكون فيها وفي مسارها السليم، والذي وعد الله من يتحَرّكون معه بأن ينالوا النصر والتأييد والعزة والكرامة، الصرخة ليست مُجَـرّد شعارات تردّد بل هي مشروع إسلامي إيمَـاني لكل الأُمَّــة، من خلاله نتحَرّك ونتوجّـه ونواجه ونعادي أعداء الله وأعداء الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وأعداء المؤمنين من أبناء هذه الأُمَّــة، من يتحَرّكون في كسر العدوّ وفي منعه من استهداف الأُمَّــة وإذلالها لتنال بذلك الخسارة في الدنيا قبل الآخرة.