المدارس الصيفية.. علمٌ وجهاد!

هدى صبر

“علم وجهاد” شعارٌ قرآني رفعته المدارسُ الصيفية للعام العاشر، وتمت ترجمتُه في يمن الإيمان والحكمة.

ويحمل رسالتَينِ، أولاهما: تجديد وتثبيت الهُــوِيَّة الإيمانية، وثانيهما، تحصين الرسالة الأولى.

احتضنت هاتان الرسالتان فئتي النشء والشباب من الجنسين، في الريف وَالمدينة، حَيثُ بلغ عدد المسجلين منذ بداية تدشين المراكز الصيفية أكثر من مِئتي ألف طالب وطالبة في المراكز المفتوحة والمغلقة، وهذا يدل على صحوة، ووعي وإدراك السيد القائد عبد الملك الحوثي –يحفظه الله- الذي وجه المجتمع اليمني بأهميّة الدور التي تقوم به المدارس الصيفية في توعية النشء والشباب بمخاطر الأعداء المحدقة بالأمة والأجيال القادمة، وَأن مرحلة العطلة الصيفية تستحق أن نطلق عليها “مرحلة ذهبية” في مجال التربية، وترسيخ المفاهيم، وتقويم السلوك والأخلاق واكتساب الرشد والمعرفة.

ولهذا، أتى الاهتمام من قبل الجهات المختصة في الدولة بعد توجّـهات السيد القائد بالمراكز الصيفية، ودوراتها المنعقدة على ترسيخ مواجهة الحرب الناعمة التي تشهدها معظم الدول العربية نتيجة للغزو الفكري لهدم الأُمَّــة الإسلامية، دينياً وأخلاقياً، فكان تفعيل الدورات والفعاليات والأنشطة الصيفية لاستغلال وقت الفراغ للنشء والشباب، وتنفيذاً لتعاليم الدين الإسلامي لترسيخ هُــوِيَّتنا الإيمانية التي تتبنى مفهوم بناء الشخصية اليمنية منذ الصغر.

وكما هو معلوم، فَــإنَّ غزو الأعداء لا يقتصر على الاستيلاء على الأرض، بل يمهد لها بأساليب ثقافية ممزوجة بثقافة الغرب لتمييع الأجيال عبر الحرب الناعمة، لتنال من المجتمعات المسلمة في صميم عقيدتهم، وليسهل النيل منهم والتنكيل بهم بأبسط الطرق.

ومن تلك الصور ما يحدث هذه الأيّام في فلسطين الحبيبة، من تخاذل وصمت، بل ومشاركة من قبل بعض الأنظمة العربية التي تم تربيتهم على نهجهم المدمّـر للأديان والأخلاق والقيم، في الاعتداء على فلسطين أرضاً وإنساناً بتدمير المقدسات وحرق الشجر والحجر والبشر وسلبهم الحياة.

من هنا، أدرك مرتزِقة العدوان أهميّة المراكز الصيفية، وجعل نعيقهم الحاقد ينتقد الدورات الصيفية المحصنة لأبنائنا من التأثرات الغربية الانحلالية، وتصونهم من أن يصبحوا سوقاً استهلاكية لثقافة الغرب وأفكارها، فيبتكرون الشائعات المغرضة في المجتمع خدمة لأعداء الشعب اليمني، والأمة الإسلامية، فهم يقلقون من جيل ينشأ على التربية الإيمَـانية الأصيلة، الذي يتربى على الحرية بمفهومها الصحيح وعلى العزة والكرامة!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com