شعارُ المشروع القرآني
الزهراء العرجلي
قائلي وليُّ الله، جاء بي من محكمُ الآيات، وُلدت في جامع الهادي (ع)، تربَّيت في كَنَفِ مشروع قرآني، عشتُ طفولتي وحيدةً إلا من قلة قليلة مستضعفة كانت حولي، لكني اليوم كبرت فأصبح العالم بأكمله معي، حوربت في الصبا فانتصرت، يفر الأعداء فور سماعهم إياي، حاولوا محوي فثبت ثبوتَ الجبال، أرادوا كَتْمَ صوتي فهتفت بي السماواتُ السبعُ قبل الأرض، فيما قبل كان يعاقب قائلي، واليوم مُلِئَت الساحات بي، فهل تعلمون من أنا يا سادة؟
صرخ بي مجاهدٌ مقدَّسٌ من مكان مقدَّسٍ فانتصر، صرخ بي سجين مظلوم تشاركه صرخته حيطان سجنه فتحرّر، هُتف بي من فوق الركام ومن تحته، من الجبال والوديان، نحت في الصخور، طبعت في القصور، هل تعلمون من أنا يا سادة؟
بدايتي وكبَّروا تكَبيراً، وبعدها قُل موتوا بغيظكم، فيما يليها لعنةٌ على لسان نبيكم، ختامها اطمئنوا فالنصر لكم، فهل تعلمون من أنا يا سادة؟
أنا شعارُ المشروع القرآني، أنا الموقفُ الذي كان لا بُـدَّ منه حين جبن الجميع وخنع، أنا الموقفُ السهلُ الذي بإمْكَان الجميع فعله، أنا من أثّر وأفَاد ونقل من حالة الجمود واللا موقف إلى الوعي والمسؤولية والرؤية الصحيحة، أنا الموقفُ الثابتُ والتوجُّـهُ العملي الذي كان لا بُـدَّ منه، أنا من كسر حاجز الخوف والصمت، أنا من أفشل مساعي الأعداء، أنا الذي ثبت بوصلة العداء نحو العدوّ الحقيقي.
شهد لي أنني الذي حصَّنت هذه الأُمَّــةَ من الاختراق وتصديت لمساعي التطبيع والموالاة، فضحت الحكومات العميلة والزعماء العملاء، أنا من فضح التكفيريين، أنا في الاعتبار الشرعي براءة من أعداء الله المستكبرين، أنا من كفرت بالطاغوت، أنا ثقافةٌ ورؤيةٌ وموقف، أنا الواجب الديني {بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إلى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْـمُشْرِكِينَ}، أنا شعار الصرخة في وجه المستكبرين.