موقف الشعب اليمني التاريخي
عبدالخالق القاسمي
سيذكُرُ التاريخ أن الشعبَ اليمني الذي يعيشُ أسوأ أزمة إنسانية -بحسب الأمم المتحدة- يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم ويؤيد كافة قراراته.
وسيشهد التاريخ أن الشعب اليمني المحاصَر من قبل تحالف العدوان طيلة سنوات، يمتلك المبرِّرَ لعدم التحَرّك؛ مِن أجلِ نصرة أبناء غزة لكنه قد تحَرّك، بينما شعوب أُخرى تمتلك من الإمْكَانات والقدرات الاقتصادية والعسكرية ما يؤهلها لفعل الكثير قد تخاذلت وتجاهلت.
أما الشعب اليمني فعندما بدأ (طوفان الأقصى) رَدًّا على استمرار مسلسل القتل والاعتقال والاعتداء بالضرب وبالغازات المسيلة للدموع واقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه من قبل الصهاينة ابتهج بالرد النوعي وأيد هذه العملية بكل شجاعة وأمام عدسات الإعلام على عكس بعض الشعوب الجبانة التي تركت الأمر لحكام جبناء ومتصهينين؛ فبعض الحكومات العربية مع الأسف ذهب ممثلوها في المحافل الدولية ليقدموا واجبهم في العزاء للصهاينة والبراء من العملية البطولية (طوفان الأقصى) ليؤكّـدوا لنا وللصهاينة موقفهم الدنيء.
وعندما قرّر العدوّ الإسرائيلي ألا يرعويَ عن بطشه بعد الطوفان وأصر على الاستمرار في ارتكاب المجازر بكل وحشية، خرج الشعب اليمني مجدّدًا ليعلن التضامن مع أبناء غزة مطالبا القيادة العسكرية بالتأهب للمشاركة إلى جانب المقاومة الفلسطينية باستخدام اليد الطولى وهذا ما حدث باستهداف أُمِّ الرشراش المحتلة بصواريخ بالستية ومجنحة وطائرات مسيرة، وتحَرّك أبناء الشعب اليمني بالآلاف المؤلفة إلى معسكرات التدريب للتأهيل على مواجهة العدوّ هذا في حين يذهب أبناء بعض الشعوب إلى ملاعب كرة القدم والبارات والديسكوهات والترفيه وإخوانهم في غزة يموتون جوعا.
وعلى العموم كانت الأرقام كبيرةً لعدد الملتحقين بمعسكرات التدريب في اليمن من بعد الطوفان ومتزايدةً باستمرار.. والإحصاءات للأعداد الأولية أعلن عنها السيد القائد عبدالملك الحوثي، حَيثُ بلغت الأعداد حتى اللحظة قرابة 300 ألف متدرب، ومنذ البداية طالب السيد عبدالملك من الدول التي تمنع جغرافيا من وصول الحشود العسكرية من اليمن إلى فلسطين بفتح منافذ برية، وهنا دعوة للسعوديّة والأردن ولكن لا إجَابَة منهم حتى الآن.
وبالعودة إلى الشعب اليمني فموقفُه واضحٌ ومعلن ومعروف من خلال احتضان أبناء فلسطين وتقديم الدعم المالي السخي إلى مكاتب فصائل المقاومة الفلسطينية حماس والجهاد الإسلامي في صنعاء رغم الحاجة، ومن خلال التضامن الإعلامي والجماهيري والنشاط الثقافي والمقاطعة الاقتصادية والأنشطة الأسبوعية المتنوعة وبكل أشكال الدعم.
فسلامٌ سلامٌ على شعب الحكمة والإيمان والمدد والنصرة والغيرة.