شعارُ البراءة.. صوتٌ عالميٌّ ضد أعداءِ الله
بشائر عبد الرحمن
الشهيد القائد السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- تحَرّك بمشروعه الذي كان أَسَاس انطلاقتهِ وتحَرّكهِ هو القرآن الكريم، وعنوانه الهتاف بـ (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)،
ليكون صوتاً عالميًّا ضد أعداء لله؛ فهو بسيطٌ في القول والفعل؛ ولكنه قوي الأثر والصد، فنحن صرخنا في الوقت الذي أرادت أمريكا أن نسكت؛ وإلا لِما كان أعداء لله لينزعجوا منه متجهين لتفعيل جميع ألويتهم التكفيرية لمحوِ ذلك الشعار.
الشهيدُ القائد تحَرّك آنذاك والناس في حالة من اليأس والجمود والاستسلام لأمريكا.
تحَرّك في وقتٍ حرج وظروف صعبة وعوائقَ كثيرة، خططت لها الأعداء مُستخدمه السلطة العميلة لوقف الشهيد القائد عن ذلك المشروع العظيم، والتصدي لشعار “الصرخة في وجه المستكبرين”.
مشروعٌ عالمي النظرة في كُـلّ زمان ومكان بعالمية القرآن الكريم، كان من ضمن أهدافه إخراج الأُمَّــة من واقع الذل والهون واليأس والإحباط والاستسلام إلى حالة العزة والكرامة والشجاعة والوقوق ضد أعداء الدين والإسلام بكل قوة وثبات مهما كانت التحديات والأخطار، وواجه الشهيد القائد الكثير من العوائق مقابل ذلك المشروع من قِبل السلطة الظالمة والقوى التكفيرية بقيادة أمريكا وإسرائيل، حَيثُ تركزت على ست حروب، مستخدمين فيها كُـلّ أنواع الأسلحة من الطائرات والدبابات والرشاشات، مقارنةً بالشهيد القائد الذي لم يملك شيئًا غير القرآن الكريم والقليل من الأشخاص.
ولكن الله سبحانه وتعالى قد صدق حين قال: (وَلَقَدْ أرسلنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إلى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْـمُؤْمِنِينَ) صدق الله العظيم.
فالله سبحانه وتعالى ما كان ليخلف وعداً، وقد نصر السيد حسين ومن معه الذين تحَرّكوا في زمن متغطرس تحت تعذيب مُستمرّ وحصار همجي ومجازرَ غير مسبوقة في التاريخ تُسمى بكربلاء العصر التي لم تقل عن كربلاء الماضي، وكل ذلك؛ مِن أجلِ إعلاء كلمة لله ورفع كتابه ومواجهة قوى الكفر والفساد لتبقى رايةُ الله هي العليا إلى يوم الدين.
وبرغم من كُـلّ تلك التحديات والأخطار؛ إلا أن هذا المشروع نما وازدهر في حديقةٍ مليئةٍ بالإيمان والوعي والثقافة القرآنية، وتوسع في واقع محصَّنٍ من الاختراق العدائي والثقافات المغلوطة التي تهدف لإفساد الأُمَّــة؛ فشعار البراءة لا يحتوي على كلماتٍ خاطئةٍ أَو غير مناسبةٍ للواقع؛ بل كلماته من القرآن وكان شعاراً قوياً وصادعاً ضد الأعداء؛ مما أدى إلى انزعَـاج قوى الطغيان من أمريكا واليهود، حَيثُ قاموا بإرسال السفير الأمريكي إلى رئيس اليمن؛ لمحو ذلك الشعار تحت عناوين كاذبة ومزيفة لمكافحة الإرهاب، ولكن كان جواب الشهيد القائد بكل فخر وثبات: “إذَا كان عليكم ضغوطات من أمريكا و”إسرائيل”، فنحن علينا ضغوطات من الله الملك الجبار”.
الشعار أفشل المخطّطات الصهيونية التي حاولت من خلالها احتلال اليمن الحبيب، وكان سلاحًا قويا وفعَّالا ضد العدوّ؛ مَا أدى به الحال إلى بث النزاعات والمشاكل عبر عملائه في المنطقة؛ لوقف هذا الشعار عبر جميع الوسائل، مستخدمين كافة الأساليب، ولكن هذا الشعار جعل من اليمن نهضةً عالمية لم تكن في الحسبان، يقلق العدوّ ويحسب له ألف حساب، وأتى بنهاية الظالمين من زعماء اليمن وأتباعهم الذين قاموا بمعارضة الشهيد القائد آنذاك عند انطلاقة الصرخة في الجامع الكبير بصنعاء، وجامع الإمام الهادي بصعدة لكشف الحقائق وبرهنة المواضيع.
وقد تحقّق ما قاله الشهيد القائد حين قال: “اصرخوا وستجدوان من يصرخ معكم في أماكن أُخرى”، فالجميع يصرخ في كافة أرجاء المعمورة، ويحملون العداءَ الشديد لأمريكا وإسرائيل بأن لا حياة كريمة للناس إلا بسحق أمريكا، فهي من تعتدي على الدول وَمنها اليمن وفلسطين وبقية الشعوب، ويعتبر ذلك دليلاً وشاهداً على أهميّة المشروع القرآني الذي انطلق في واقع غير مقبول وظروف غير ملائمة، ولكن اللهَ -سبحانَه وتعالى- قد نصر عباده المؤمنين ليصبح المشروع القرآني ممتدًّا على مدى أقطار العالم؛ لتعيشَ الأُمَّــةُ حياةً كريمةً أَسَاسُها العزةُ والكرامة، متحرّرةً من التبعيات لأمريكا و”إسرائيل”.