ذاكرة العدوان.. 15 مايو خلال 9 أعوام: 11 شهيداً وجريحاً في استهداف طيران العدوان لمنازل مواطنين بصعدة ومأرب

المسيرة – منصور البكالي:

تعمَّد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، ارتكابَ جرائمه البشعة بحق الشعب اليمني، واستهداف منازلهم، وسياراتهم ومزارعهم، وكلّ ما له صلة بمظاهر الحياة، وخدماتها الأَسَاسية.

وفي مثل هذا اليوم 15 مايو أيار من عام 2017م، و2018م، واصل العدوان ومرتزِقته استهدافَ منازل المواطنين بقذائف المدفعية في حريب القراميش بمأرب، واستهداف السيارات في الطريق العام بصعدة بعدد من الغارات الجوية؛ ما أسفر عن استشهاد وجرح 11 مدنياً بينهم أطفال ونساء.

وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:

 

15 مايو 2017.. 6 شهداء وجرحى في قصف مدفعي لمرتزِقة العدوان على منازل المواطنين بمأرب:

في مثل هذا اليوم 15 مايو أيار من العام 2017م، استهدف مرتزِقة العدوان منازل المواطنين في منطقة ربيح بمديرية حريب القراميش بمحافظة مأرب، وذلك بقذائف الهاون؛ ما أسفر عن استشهاد طفل وجرح 5 آخرين بينهم أطفال ونساء.

حيث استهدف مرتزِقة العدوان المتمركزين في جبل صلب في الجهة المقابلة لحريب القراميش منازل المواطنين بقذائف الهاون، ومختلف العيارات بشكل يومي.

وأظهرت المشاهد طفلاً يحتضر، مع محاولات متكرّرة للأطباء لإنعاشه وتعويض الدماء النازفة، وضخ الأكسجين إلى صدره، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل؛ ليفارق الحياة، مظلوماً، وشاهداً على وحشية وقسوة هذا العدوان الغاشم، في مشهد مروع بحق الطفولة في اليمن، ولعنة في جبين الإنسانية، ووصمة عار بحق قتلة الأطفال والنساء.

كما أظهرت المشاهد صراخ وعويل عدد من النساء والأطفال وهم في صالة الطوارئ، وغرف العناية المشدّدة، وكلّ كوادر المشفى يبذلون قصارى جهدهم؛ عَلَّــهم ينقذون نفساً، رغب لها العدوان ومرتزِقته الموت.

هنا طفل يترجى والده، أن لا يفارقه، وآخر يصرخ من شدة الألم، وطفلة وقعت شظايا الهاون على إحدى ساقَيها، وأم مضرجة بالدماء يخفي الحجاب مكان جرحها.. الأهل رجال وشباب يحضرون بغضبهم ونخوتهم وفزعتهم إلى المستشفى للمشاركة في الإسعاف، ويتوعدون العدوان ومرتزِقته بالرد العنيف في ميادين المواجهة.

اعتداء مرتزِقة العدوان على منازل المواطنين في حريب، ليست الجريمة الوحيدة، بل هذ جريمة من آلاف الجرائم التي ارتكبها العدوان ومرتزِقته منذ 26 مارس آذار 2015م، واستمرت على مدى 9 سنوات مضت.

 

15 مايو 2018: 3 شهداء وجريحان في استهداف سيارتين بصعدة:

أما في 15 مايو من العام 2018م، فقد واصل طيران العدوان الأمريكي السعوديّ استهداف الطرقات في محافظة صعدة شمالي اليمن.

هذه المرة كان الهدفُ سيارتين لمواطنين في الطريق العام بمديرية كتاف بصعدة ذات النصيب الأوفر بين المحافظات اليمنية في ميدان التضحية والعطاء والصمود والاستهداف.

أسفرت غارات العدوان عن 3 شهداء وجريحين، وإحراق السيارتين بشكل كلي، وحالة من الخوف، والقلق في نفوس المسافرين، والعابرين للطرقات العامة ليلاً ونهاراً.

هنا سيارة متفحمة يقطع رفاتها طريق الأسفلت، وعلى قارعة الطريق بقايا جثة متفحمة، وأشلاء متطايرة، فيما السيارة الأُخرى في الطريق الرملية لم يتبقَّ منها سوى الأثر، وجوارها حفرة عملاقة قطعت الطريق بشكل كلي، وعكست مستوى المعاناة المضافة إلى كاهل الشعب اليمني المعتدى عليه.

كتاف منطقة حدودية يسكنها البدو الرُّحَّلُ، والسيارة المستهدفة كانت هذه المرة لأحدهم، الذي يرحل مع أبنائه، ومواشيه على ظهر سيارته، فكيف سيرحل حين يشح الماء وتجف المراعي، والغيول؟

طيران العدوان حول حياة ذلك البدوي من التعيسة إلى الأتعس، وبدلاً عن أن يرحلَ فوق سيارته، لم يرحل من بقي من أهله سوى على الأقدام.

الساعة التاسعة والنصف ليلاً كانت سيارة البدوي الراحل في طريق العودة إلى خيمة بجوار مرعى وماء، لكن طيران العدوان قطع رحلة العودة، وحولها إلى اللاعودة، لتعيش أسرة ذلك البدوي اليمني أصعب أيامها حزناً وكمداً وافتقاراً.

صورة الشظايا المنتصبة وسط الحفرة العملاقة رسمت في شكلها الجلالة، بقدر ما عكست معية الله مع شعب الإيمان الحكمة.

يقول شاهد عيان: “هذا الشهيد أحمد قباص، كان راجعاً من السوق، ونعرفه أنه “بعد حاله” -أي لا يتدخل في شؤون أحد- لا له علاقه بأحد لا من بعيد ولا من قريب، هذا عدوان عاشم”.

في المشفى يرقد أحد الجرحى الناجين، والشظايا في قدمَيه وإحدى ذراعيه المربوطة، وبجواره جثمانَا شهيدَين لم تسعفهما طول المسافة وندرة المارين في الطريق العام من الإسعاف، حين نزفت منهم الدماء وفارقا الحياة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com